“سفير لـ”بريطانيا” أم ناطق رسميٌ باسم العدوان..!”
السياسية – نصر القريطي :
كمتحدثٍ باسم تحالف العدوان يمارس السفير البريطاني هذه الأيام دوره في الرد والتعليق على كل ما يقوم به هذا التحالف المجرم في بلادنا بل ويقوم بتبرير كل جرائمه حتى تلك التي لا تزال مخططاتٍ في غرف عمليات العدوان ولم يبدأ في ترجمتها على الأرض..
دورٌ لا أخلاقيٌ ليس بالجديد على البريطانيين لكنه يضع النقاط على الحروف ويضعنا أمام تساؤلٍ مشروع: “أليس الأحرى بـــ”سعادة السفير” أن يطلب من “بن سلمان” تعيينه ناطقاً بديلاً عن المدعو تركي المالكي المتحدث العسكري باسم العدوان..
حينما نطالع صحف الرياض وأبوظبي فإنه صار من المألوف وبشكلٍ يوميٍ أن نتصيد تصريحاً خاصاً لـ”مايكل آرون” لهذه الصحيفة أو تلك القناة السعودية أو الإماراتية..
لم يعد للرجل من عملٍ آخر غير الإدلاء بهذه التصاريح باسم تحالف العدوان في النهار وان فاته شيءٌ استكمله بتغريداتٍ على “تويتر” قبل النوم..
لا نتحدث هنا عن مواقف السفير البريطاني كممثلٍ دبلوماسيٍ لدولة ذات علاقة مباشرةٍ بكل هذه الحرب العدوانية على بلادنا وانما نسلط الضوء على مهمةٍ جديدةٍ صارت طاغيةً على كل المهام المفترضة لأيِّ سفيرٍ في العالم كله مهما كانت علاقة بلاده وثيقةً ومباشرةً بالأحداث في تلك الدولة..
من التباكي الفاجر على الآثار الكارثية المحتملة للخزان النفطي العائم “صافر” مروراً بالتعليق المباشر على أحداث القاعدة في البيضاء وصولاً إلى الدفاع عن ميليشيات الاخوان في مأرب.. صارت تلك هي المهام الرئيسية للسفير البريطاني “مايكل آرون” والذي يبدو أنه قد استساغ هذا الدور فهو ليس مجرد ممثلٍ للدبلوماسية البريطانية وانما مخلبٌ من مخالب العدوان على بلادنا ويدرك أن ثوب “الناطق الدبلوماسي” باسم العدوان يناسبه تماماً..
كل تصريحات “مايكل آرون” السابقة في كفَّة وأحدث تصريحاته على هذا الصعيد في كفَّةٍ لوحدها..
يدرك كل من يراقب هذه التصريحات لمبعوث الدبلوماسية البريطانية أنها لم تعد استثنائية أو طارئةٍ بل تحولت لظاهرةٍ وروتينٍ يومي يجعل من “سفير لندن” في بلادنا متحدثاً رسمياً باسم قوى العدوان والغزو وأحد أبواقه وأدواته المباشرة على الأرض..
تنقل “وكالة الأناضول التركية” تغريدات مقتضبة للسفير البريطاني حمَّل فيها صنعاء مسؤولية استمرار هذه الحرب العدوانية التي تشن علينا..
موقفٌ لا يكفي أن نطلق عليه أنه مجرد انحياز للقاتل على حساب الضحية لكنه سياسةٌ ثابتةٌ ترتبط بالعلاقة المباشرة لـ”بريطانيا” في الحرب منذ ساعاتها الأولى..
ألم تنطلق هذه الحرب بضوء أخضر امريكي بريطاني عبر ادواتها الخليجية.. هل يتناسى ممثل “الدبلوماسية اللندنية” أن بلاده هي من تتولى الجانب الجوي من هذه الحرب القذرة التي لم يسبق لها مثيلٌ في التاريخ..
هل تخون الذاكرة سعادة السفير حينما قررت واشنطن تخفيف الغطاء الجوي لعمليات تحالف العدوان لأسباب أمريكية داخلية سارعت بريطانيا وبكل حماسٍ للتكفل بتغطية أي عجزٍ سينتج عن غياب الأمريكان ومدت لندن جسراً جوياً بينها وبين القواعد الجوية في الرياض وأبوظبي وارسلت مزيداً من الخبراء العسكريين والطيارين البريطانيين..
يدين “آرون” في تغريداته المجرمة ما قال أنه تصعيدٌ غير مبررٍ قامت به قوات صنعاء مؤخراً على محافظة مأرب ويقول أنها “غير إنسانية”
ألا يخجل هؤلاء أم أن اللغة الوحيدة التي لا يفهمون غيرها هي مصالح بلادهم المهددة إن نحن سيطرنا على مأرب..
أليست حربنا دفاعيةٍ ضد هذا العدوان الآثم أم أن الامريكان والبريطانيين يتوقعون منّا أن نظل ساكنين وسكاكينهم تتكالب علينا من واشنطن الى لندن الى الرياض الى أبوظبي وتل أبيب..
إن كان زحفنا باتجاه أمراء الحرب في مأرب “غير انساني” فماذا تطلقون على جرائم الحرب التي ترتكبونها في بلادنا منذ أكثر من خمسة أعوام.. هل حصاركم لشعبٍ بأكمله وحربكم على أمةٍ بأسرها ينطلق من دوافع إنسانية..!
تَصَدُّر السفير البريطاني للمشهد الغربي في هذه الحرب إعلامياً على الأقل يؤكد بأن داعمي العدوان في واشنطن ولندن قرروا الانتقال إلى مربعٍ جديدٍ على الأرض وأن هذا السفير يتولى اليوم فعلياً دوراً إعلامياً مباشراً للتحدث باسم تحالف العدوان بعد أن كان يملي هو ونظيره الأمريكي على متحدثي العدوان ما يقولون..
يقول السفير البريطاني أن هذه الحرب تسببت في مقتل آلاف اليمنيين بلا مبرر.. اليوم وبعد ستة أعوامٍ من القصف الذي تمثل طائراتكم النسبة الأكبر منه صارت هذه الحرب بلا مبرر..
اليوم فقط لأننا صرنا على أعتاب مأرب وضيقنا الخناق على أدواتكم صارت هذه الحرب بلا مبرر..
الآلاف المدنيين الأبرياء الذين قتلوا بلا مبررٍ قتلوا على أيدي طياريكم وعسكرييكم وسياسييكم..
هؤلاء الأبرياء الذين راحوا ضحية القصف الجوي على المدن والأسواق والمستشفيات والمنازل والطرق تلطخت ايديكم بدماءهم وما جرى لهم ليس بلا مبررٍ كما تدعون وانما قتلتموهم لتنفيذ مشروعكم الصهيوني القذر الذي لم يجد له طريقاً في بلادنا فقرر اغراقها في الخراب والدماء والحروب التي لا تنتهي..!