(السياسية) :مجيب حفظ الله

 

كالجسد الميت يقلبهم العدوان كيفما شاء.. هذا هو حال المرتزقة الذين لا تكتفي قوى العدوان بتوظيفهم للارتزاق على حساب بلادهم وأمنها وشعبها بل هاهي تبعث بها إلى ما وراء الحدود وليت أن ذاك يتم وفقاً لقواعد الارتزاق المتعارف عليها دولياً..

تجري العادة بأن رواتب المرتزقة هي الأعلى بحكم لا شرعية تجنيدهم لكن ما حصل ويحصل مع هؤلاء المرتزقة أن الرياض وأبوظبي تمنع عنهم رواتبهم لأشهر عدة وكم شهدت عدن وكذا الحدود السعودية مظاهرات لهؤلاء للمطالبة بصرف رواتبهم..

فهل وعى هؤلاء الدرس جيداً وأدركوا أن قوى العدوان ليس فقط تحتقرهم بل إنها تستكثر عليهم حتى حفنة الريالات والدولارات التي تشتريهم بها..

من تصدر هؤلاء للجبهات الأمامية للقتال في صفوف العدوان إلى دروعٍ بشرية على الحدود للحيلولة دون وصول أبطالنا إلى جنود العدوان تتكرر مهزلة الارتزاق في ارخص صوره.. ولكن هؤلاء لا يعقلون..

لم تكتفي قوى العدوان برص مرتزقتها كدروعٍ بشريةٍ على الحدود السعودية دفاعاً عن جنود المهلكة بل هاهي اليوم تقوم بتصديرهم إلى ما وراء الحدود للقتال في قضيةٍ ليست قضيتهم ولا ناقة لهم فيها ولا جمل..

بلا ديةٍ وبلا ثمن يهرول هؤلاء المرتزقة للالتحاق بسراب الأوهام الذي ترسمه الإمارات لهم وكأنهم لم يأخذوا العبرة مما جرى لهم في الحدود السعودية وكيف نكلت الرياض بالكثيرين منهم حينما قرروا التظاهر داخل اراضيها للمطالبة برواتبهم المتوقفة..

في كل تاريخ الحروب لم نسمع عن مرتزقة يقاتلون بالمجان إلا هؤلاء الحمقى الرخاص من بقايا الرفاق..

ينقل موقع “عربي21″ الصادر من لندن عن مصادر ليبية أن الإمارات شرعت في إرسال دفعٍ من المقاتلين الجنوبيين للقتال في ليبيا ضمن شركة المرتزقة الروسيين المسماة بـ”فاجنر”..

مصادفة قد لا تبدو عجيبة فرفاق الأمس هم مرتزقة اليوم لكن الفارق أنهم اليوم رخاصٌ لا قيمة لهم ولا وزن يتاجر بهم شلال شايع يوماً وهاني بن بريك يوماً وكل من تولى امرهم قذف بهم إلى محارق الموت فقط ليرضي أسياده..

مقابل خمسة آلاف ريالٍ سعودي يدفع قادة ميليشيات المرتزقة بهؤلاء المجندين لمحارق الموت في ليبيا وليت أنها ستستمر في منحهم اياها فدرس تجنيدهم في الحدود السعودية لا يزال عالقاً في الذاكرة ولكنهم لا يعقلون..

مضت أقل من ثلاثة أشهر على تجنيد هؤلاء كمرتزقةٍ في الصفوف الأمامية في الحدود السعودية وبعدها توقفت رواتبهم.. حاول هؤلاء المرتزقة المطالبة برواتبهم وهددوا بالعودة إلى بلادهم فماذا كان مصيرهم..

اعتقلت الرياض الكثيرين منهم والقت بهم في السجون لترهب البقية وأكتفت بالتكفل بأكلهم وشربهم كالخراف التي يطعمها الراعي لتكون أضحية العيد..

اليوم يبيع هؤلاء وقادتهم أنفسهم للشيطان ولكن بصورة اسوأ فمن الذي سيتكفل بهؤلاء الحمقى إن لفظتهم أبوظبي وعملاءها في صحاري ليبيا..

هل يعتقدون أن شركة المرتزقة الروسية سيرحمهم.. سيستكثر عليهم أمراء الحرب هناك ثمن رصاصة الرحمة وسيتركونهم لضباع الصحاري لتنهش أجسادهم المتعفنة..

لا ندري كيف يفكر هؤلاء لكن من يبيع نفسه ووطنه فإنه حقاً لا يستحق أن يكون له ثمنٌ أو دية..

ما كشف عنه الموقع الإخباري ليس بالجديد فقد سبق وتناولت صحيفة الـ”جارديان البريطانية” مثل هذه الأنباء مؤكدةً أن جنوب اليمن هو أحد الوجهات المفضلة لشراء هؤلاء المرتزقة نظراً لأن قادتهم يكتفون بإرسالهم إلى حتوفهم لقاء مقابلٍ ماليٍ ولا يهتمون بعد ذلك بمصيرهم..

يا له من ثمنٍ رخيصٍ هذا الذي يبيعون أنفسهم من أجله.. أوليس بقاءهم في بلادهم والدفاع عنها في وجه هذا العدوان القذر أشرف لهم وأكرم..

لكن من اعتاد على بيع نفسه بالرخيص فإنه سيأتي اليوم الذي يموت فيه بلا ثمن ولا قضية ولن يجد من يتذكره سوى نسور تلك الصحارى التي ستنهش بقايا جيفته.