مجيب حفظ الله —

على مرأى ومسمع العالم أجمع تقف الأمم المتحدة شاهدة زورٍ على جرائم تحالف العدوان السعودي الإماراتي في بلادنا وأبرز تلك الجرائم الحصار الخانق المفروض على موانئنا ومطاراتنا.

كل ما تقوم به الأمم المتحدة ومنظماتها العاملة في المجال الإنساني هو التحذير من كارثة محدقة قد تحل والتي تعترف بأنها ليست كارثة طبيعية بل من صنع البشر.

ولأن هؤلاء هم شركاء مفترضون مع القتلة في جرائمهم فإنهم وبدلاً من وضع أصبعهم في عين المجرم والقاتل أو على الأقل الإشارة إليه ببنان الاتهام يكتفون بالتحذير من النتائج وكأن الأمر بالنسبة لهم مجرد نتيجةٍ طبيعية لهذا الإجرام الذي لا يستنكروه.

على هذا الصعيد نقلت “صحيفة الشرق الأوسط السعودية” عن من قالت إنهم أعضاء في مجلس الأمن الدولي تعبيرهم عن “قلقهم العميق” من أن المجاعة صارت احتمال واقعي في اليمن هذا العام في حال استمرار تعطل الواردات الغذائية أو عوائق التوزيع أو استمرار الانهيار الاقتصادي الذي تفاقم بسبب تفشي فيروس كورونا وانتشار الجراد في أكثر من موسم هذا العام في بلادنا.

إذن يرى أعضاء مجلس الأمن الدولي والأمم المتحدة ومنظماتها العاملة في بلادنا أننا على شفير مجاعة محتملة لكن هؤلاء يعيدون السبب المحتمل لتلك الكارثة إلى تعطل واردات الغذاء بسبب الآثار العالمية لفيروس كورونا وبسبب قضاء الجراد على منتجات الزراعة في بلادنا.

وقاحةٌ لا يجاريهم فيها احد وانعدام للإنسانية بكل مفاهيمها.. لم يكلف هؤلاء الذين يدعون أنهم خبراء في الأمم المتحدة أنفسهم بالحديث عن السبب الحقيقي وراء تعطل واردات الغذاء والطاقة الى بلادنا.. ثم يأتي من يقول لك بأن الأمم المتحدة تلعب دور وسيط السلام في هذه الحرب.

الأمم المتحدة حذرت من خطر محدق يطال معظم اليمنيين بسبب الفقر والمجاعة التي سببتها الحرب الدائرة في اليمن.. وقال برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في اليمن أن ٨٠٪ من اليمنيين بحاجة إلى المساعدة الإنسانية والحماية.. مضيفا في تغريدة على حسابه الرسمي “بتويتر” أن “١٠ ملايين يمني على حافة المجاعة”.. وأكد البرنامج وجود أكثر من ٣ ملايين يمني نازحين جراء الحرب المستعرة في أغلب مناطق اليمن.

إن لم يكن الحصار المطبق للموانئ وعدم السماح بدخول ناقلات الغذاء والدواء والنفط هو السبب في تعطيل واردات الغذاء فأي سببٍ آخر يمكن أن يكون يا ترى..!

إن لم يكن إغلاق مطاراتنا ومنع وصول حتى شحنات المساعدات الانسانية والطبية هو السبب في هذه الكارثة الإنسانية المحتملة فماذا يمكن أن يكون السبب يا ترى.. حقاً أن وقاحة هؤلاء وشراكتهم في الإجرام هي بلا حدود..!

يستمر خبراء الأمم المتحدة المزعومين في التهرب من أساس المشكلة فيقول هؤلاء في توصياتهم لمجلس الأمن بأنهم حضوا المانحين الذين قدموا مساهمات كبيرة في الماضي على زيادة المساعدة الإنسانية للاستجابة التي تقودها الأمم المتحدة الآن ولضمان الدفع السريع للالتزامات بمجرد التعهد بها.. ليس ذاك فحسب بل أنهم أشاروا إلى الدور الذي يتعين على من اسموهم صغار المانحين أن يلعبوه في تحسين الوضع الإنساني على الأرض لإنقاذ الاقتصاد من الانهيار الذي يهدده.

يا هؤلاء مشكلتنا الأكبر ليست في التعهدات الوهمية للمانحين الدوليين المزعومين فقد جربنا هذه السرابات على مدار عقود من الزمن ولاسيما في زمن هذه الحرب القذرة.

مشكلتنا هي مع من يحاصر موانئنا وبحورنا ومطاراتنا وأجواءنا.. مشكلتنا أكبر من أن تحصرونها في المساعدات وتسهيل وصولها بقدر ما هي مع المجرمين القتلة الذين يعاقبون شعبٍ بأكمله على جريمةٍ لم يرتكبها.

يستمر حصار هذه الأمة العظيمة التي لن تخضع مهما تكالبت عليها الأمم ومهما كثرت من حولها الضغوطات.. ويستمر المجتمع الدولي والأمم المتحدة في لعب دور شاهد الزور على جرائم العدوان في بلادنا.. ويبقى الرهان على الله وعلى هذا الشعب العظيم وقيمه وعدالة قضيته.