صاروخ قدس2.. رسائل ودلالات للسعودية وإسرئيل..!
(السياسية) هناء السقاف
بالأمس توجه العملاق اليمني محلقا في الأجواء بكل فخر واعتزاز متوجها بكل عزم وثبات الی الأراضي السعودية من دون تأشيرة جواز ولا حتى مطار، انطلق منه ولكن ما ميز هذا الضيف الغير مرحب فيه من نظام المملكة هو التوقيت الذي جمعه مع وصول أعداء الإسلام من اليهود والنصارى.. فكان وصوله مميز وله أبعاده. .
وكما تداولت وسائل الإعلام العربية والدولية والإسرائيلية عن الزيارة التي قام بها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلي نيوم السعودية في لقاء وصف بالسرية مع ولي العهد السعودي محمد بن سلمان والذي هو بمكانة السر المكشوف والغير مستبعد والمبشر بإعلان التطبيع قريبا بين النظامين تداولت الأنباء أيضا ما قامت به القوة الصاروخية اليمنية من استهداف لمحطة التوزيع آرامكو في مدينة جدة السعودية بعد تحذيرات من صنعاء صرح بها المتحدث الرسمي للقوات المسلحة العميد يحيی سريع قبل أيام من ضربات صاروخية وشيكه.
إطلاق الصاروخ “قدس 2” بعيد المدی كان له عدة أهداف فمن اسمه يوصل رسالة إلي الكيان الصهيوني المتواجد في السعودية أننا حاضرين وموعدنا القدس الشريف لبث الرعب في قلوبهم أكثر مما هم عليه من خلال تصريحاتهم المستمرة وما يبدونه من قلق وخوف من أنصار الله في اليمن، ورسالة آخری للنظام السعودي بأننا مستمرون في الرد ولن نتوقف إلا بشروطنا نحن وليس ما تطمحون إليه من طرحكم لشروط لإنهاء حربكم..
وفي الوقت الذي لم تعلن أو تصرح رسميا السلطات السعودية استهداف المحطة عقب الهجوم مباشرة وحتى بعد مرور ساعات من صمت مطبق لا يوجد قال مصدر في شركة أرامكو لـCNN إن “المنشأة” في جدة “تم استهدافها ولم تضرب”، دون تقديم تفاصيل إضافية، مؤكدا في الوقت ذاته على أنه “لا يوجد تأثير أو جرحى مما يعلمه حتى الآن”. علی حد تعبيره..
وقد أثار قيام مراسل قناة الإخبارية السعودية خالد ربيع بحذف تغريدة تحدث فيها عن اندلاع حريق في محطة أرامكو شرق جدة، تساؤلات المتابعين عن السبب وراء ذلك حيث قال فيها: “اندلاع حريقة بمحطة ارامكو شرق مدينة جدة وتمت السيطرة عليه من قبل رجال الدفاع المدني”.. لافتا إلى أنه سيكون على الهواء مباشرة من موقع الحريق على شاشة القناة للحديث عن تفاصل ما جرى.
وفسّر متابعون حذف المراسل “ربيع” تغريدته، باتصالات عليا وضغوط أجبرته على ذلك، لا سيما وأنّ مصدراً سعودياً رسمياً لم يعترف قبل نشره تغريدته باستهداف المحطة.
ولكن السلطات السعودية أقرت متأخرة واعترفت بالضربة حسب ما أفادت وكالة الأنباء السعودية بقولها أن الاعتداء على محطة توزيع المنتجات البترولية وما سبقه من اعتداءات إرهابية على المنشآت النفطية يستهدف أمن واستقرار إمدادات الطاقة العالمية فيما ذكرت وزارة الطاقة السعودية بنشوب حريق بخزان للوقود في محطة توزيع المنتجات البترولية شمال مدينة جدة نتيجة اعتداء إرهابي بمقذوف, حسب ما نقلته صحيفة “الشرق الأوسط” دون ذكر مزيد من التفاصيل.
من جانبه كشف المغرد السعودي الشهير “مجتهد”، عن سبب اجتماع رئيس وزراء الكيان الإسرائيلي، محمد بن سلمان، بهدف ضرب إيران.. موضحا في سلسلة تغريدات له على موقع “تويتر”، “إن اجتماع “نتنياهو وبن سلمان وبومبيو”، ليس من أجل التطبيع، بل من أجل التنسيق لشن هجمات بصواريخ وطائرات دون طيار على إيران.
وأورد مجتهد عدد من المبررات، منها منع استعادة النشاط النووي بسبب استئناف الاتفاق بعد بايدن، وتدميرها اقتصاديا حتى لا تتقوى بسبب رفع الحصار بعد بايدن، مضيفا أن السبب الحقيقي هو إشغال الأمريكان عن حيل ترمب في البقاء بالمنصب.
ويعد الهجوم الأضخم على منشآت أرامكو يوم 14 سبتمبر/ 2019، حيث استخدمت طائرات مسيرة وصواريخ ضربت منشأتين نفطيتين تابعتين ل “أرامكو” في “بقيق” و”هجرة خريص” في المنطقة الشرقية للسعودية مما أثر على إنتاج السعودية بصورة كبيرة وقتها والتي يمكن التفسير من خلال ذلك عدم اعتراف المملكة بالضربة الجديدة حتی لا تتاثر مجددا في سمعتها وعجزها عن حماية منشاتها الحيوية وخسارتها اقتصاديا وإظهار نفسها بمظهر العاجز بعد ما كانت تتفاخر إنها دولة عظمى لا يمكن مسها بسوء.
وحتى إن أبدی حكام العرب المنبطحين استياءهم منددين بالهجوم اليمني علی السعودية وهو ما تعودنا عليه منذ بداية العدوان الذي شرعنته دول عدة فان الشعوب العربية والإسلامية تؤيد حق رد الشعب اليمني علی الحرب الظالمة وكما تأمل تلك الشعوب أن ينتهي كابوس التطبيع الذي تنجر إليه الأنظمة العربية لا تزال الشعوب رافضة وستنفض يوما سباتها.. فهاهي الحقائق تتجلی أمام ناظريهم فلا مفر من الواقع ولابد من تحقيق النصر والانتصار علی أعداء الأمة الإسلامية.