30 نوفمبر ..بين ذكری الاستقلال و مظلة الاحتلال!
هناء السقاف
بمجرد اطلال ذكری طرد المحتل البريطاني من جنوب اليمن كل عام وفي ظل الاحتلال الجديد..تتبادر في عقولنا عدة أسئلة منها هل يوجد ذرة حياء لمن يحتفلون بهذا اليوم من المرتزقة والخونة؟
كيف يعلنون يوم 30 من نوفمبر إجازة رسمية للاحتفال بطرد آخر جندي بريطاني وتبدأ مهرجانات رسمية ويصدح النشيد الوطني “لن ترى الدنيا علی أرضي وصيا” وتلقی الخطابات الوطنية والقومية من خلال قيادات وهم بأنفسهم من ادخل محتلين جدد من عدة دول الی الوطن وليس من دولة واحده؟
في السابق وعلى مر الزمن شاهدنا علی شاشة التلفاز الجندي البريطاني وهو ينزل علم بلاده الذي كان مرفرفا في الجنوب اليمني بعد إعلان الانسحاب وانهزامهم وخروجهم من البلد منكسرين ..لكن ما نشاهده اليوم ونعيشه من واقع مرير أن أهل البلد بأيديهم من يرفعون أعلام المحتلين مهللين مستبشرين ويلصقون صور زعماء دول العدوان الخليج ويهتفون باسمهم! !!
من العجايب والتي لم تمر علی جميع العصور ما حدث في اليمن هو أن يطلب مواطنون دول باستعمار اوطانهم..ماحدث يدعو للتعجب والتأمل والوقوف علی هذه الظاهرة بشكل كبير والبحث عن تفسيرات منطقيه بعيدا عن المكايدات السياسية والمذهبية والعنصرية…
ومع الذكری السنوية للاستقلال كان الاحری ان يمر هذا اليوم عليهم ورؤوسهم مدفونه تحت التراب من الخزي والعار مما صنعت ايديهم الملطخة بالفشل وبدماء الأبرياء والشهداء وان تكون السنتهم ملجمه مما اقترفوه من عبارات الخيانة والأكاذيب والترحيب بمحتل جديد..
ماذا يريد أولئك المطبلين والمعميين من أدلة علی أطماع السعودي والإماراتي للسيطرة واحتلال الأراضي اليمنية أكثر مما يبدو عليه .. بل هم مدركون ذلك لكن هو الغرور وكذلك ابتزاز العدو لهم من عدة نواحي بحيث أصبحوا مقيدين بصمت..
قبل فترة وجيزة وصلت رسائل sms لسكان محافظة المهرة ترحب بهم في أراضي المملكة العربية السعودية باعتبارهم مواطنين ضيوف علی أرض المحتل الجديد ..فيما عمدت الإمارات نفس الخطوة في جزيرة سقطرى واستبدلت الاتصالات اليمنية بشركات إماراتية لتصل لسكانها رسائل أيضا مرحبه بهم في دولة الإمارات والتي بذلك تعتبرسقطری ملكا لها فيما أقامت مكتب عمالة لليمنيين سوی من الشمال والجنوب باعتبارهم عمال مرخصين يتم الاستغناء وطردهم من الجزيرة “الإمارتية” في أي وقت!!!!
وتعتبر خطوة الاتصالات هذه من الخطوات الأخيرة للسيطرة وتثبيت قدمها علی الأراضي اليمنية فقد سبقها القواعد العسكرية وانشاء نقاط أمنية والسيطرة علی القطاع الاقتصادي والصحي والاجتماعي والثقافي ووووالخ..
ويتمركز آلاف الجنود السعوديين في المهرة منذ عام 2017، وسط مطالبات شعبية مستمرة بإخراجهم من المحافظة. وكان رئيس لجنة الاعتصام السلمي بالمهرة عامر سعد صرح إن “لجنة الاعتصام ستكثف أنشطتها خلال الأيام القادمة، وسيكون هناك نزول لكافة المديريات لحشد كافة الطاقات لمواجهة الاحتلال السعودي وأطماعه بالمهرة، وإفشال كافة المؤامرات وتوعية أبناء المهرة بتلك المخاطر”.
أبناء المهرة رفضوا احتلال أرضهم وعلموا جيدا الهدف من تواجد الثكنات العسكرية التي جاءت تحت مسمى حماية المحافظة من الحوثي وتهريب السلاح لهم..بعكس شرعية هادي والمتواطئين معه في المحافظة الذين سهلوا دخولهم وشرعنوه..
اما الامارات وبعد الانتهاء من سقطرى التي تخضع للبسط من قبل مليشيات المجلس الانتقالي، والسيطرة على ميناء عدن وبلحاف والمخا وجزء كبير من الساحل الغربي لليمن، اتجه قطار الاحتلال الإماراتي بسرعة فائقة إلى حضرموت أهم وأكبر محافظة يمنية واعدة بالموارد الاقتصادية والثروات الطبيعية والموانئ والموقع الجغرافي المطل على بحر العرب والمحاذية للسعودية.
التركيز الإماراتي على حضرموت الغنية بالموارد الطبيعية جاء منذ وقت مبكر من بداية الحرب الدائرة في اليمن والتي دخلت عامها السادس رغم ابتعاد حضرموت عن هذه الحرب وطابع مجتمعها السلمي، إذ ترمي الإمارات بكل ثقلها للاستحواذ على موانئها الاستراتيجية المطلة على البحر العربي، وما تكتنزه من مخزون نفطي كبير ومواقع استكشافية واعدة في الثروات المعدنية خصوصاً الذهب والزنك والرصاص والحديد والإسمنت.
لم يعد يخفى علی أحد وصارت الحقيقة جليه أن اليمن واقع تحت احتلال يلتهم كل شي والغريب من ذلك أنه لازال هناك من يصفق ويهلل ويسبح بذكره تحت مسمى تحرير مناطقهم.. الكذبة التي روجوها وصدقوها..
ومهما ظل المحتل في أي بلد فمصيره الرحيل هكذا علمنا التاريخ..وسيعلم اليمن العالم اجمع انه قوي بالرغم من قلة إمكانياته وهول الخونة والمرتزقة داخله وخارجه…
*المقال يعبر عن وجهة نظر الكاتب

