أحمد يحيى الديلمي—-

في خضم الأحداث المتتابعة وعملية التكالب الدولي على الثروة وسباق التسلح المُريب، سقطت الإعتبارات الأخلاقية والقيم والمبادئ الإنسانية أمام بريق المال والمصالح الذاتية، بحيث أصبح من يملك المال سيد الموقف يجد الناس إلى جواره حتى أن تعرض لوعكة بسيطة، بينما الفقراء المعدمين الضحايا في نظر الناس مجرمين إرهابيين بحسب التوصيف الأمريكي الجديد الذي أفصح عنه جون بولتون مسئول الأمن القومي الأمريكي في تعليقه على الضربات الصاروخية من قبل يمنيين التي طالت بعض المواقع في نجد والحجاز، وهو على يقين تام بأن اليمنيين في حالة دفاع عن النفس بعد أن طالهم عدوان همجي شرس، مع ذلك يحمّلون الضحية المسؤولية وهو بالكاد ينهض من تحت الأنقاض بعد أن استهدفته الصواريخ وهدمت منزله على رؤوس أبنائه، لكن من يتشدقون لحماية حقوق الإنسان والدفاع عنها يعتبرون فعله مجرم.

تحت ايقاع المصالح المادية تسقط كل المبادئ والمعايير الإنسانية وتصبح مجرد شعارات للتسلية أمام صفقات الأسلحة بمئات المليارات، ويصبح أنين الفقراء لا قيمة له بل أنه يواجه بالشجب والاستنكار الذي تعالى بالصوت وتحول إلى صخب غاضب يخرس أسماع المعتدين.

هذا ما يحدث اليوم مع الأمير الغر محمد بن سلمان، فالرجل بعد أكثر من 40 ألف غارة صب فيها كل الأسلحة الفتاكة على اليمن، خرج إلى العلن يناشد العالم لإنقاذه من المقذوف اليمني بحسب الوصف السعودي، يا لها من سخرية ويا له من إنحطاط، هذا الرجل الذي تشدق بأنه سينقل المعركة إلى داخل طهران، اليوم يطلب من العالم نجدته وأن على سبيل المغالطة، حيث يرى في دفاع اليمنيين عن أنفسهم استكمال للدور الإيراني، وهي رؤية مغلوطة لا أساس لها أكدت الشواهد والمعطيات أنها مجرد فرية فاليمنيون إنما يدافعون عن أنفسهم ويبحثون عن الحياة الحرة الكريمة، ولا علاقة لهم بصراعات المنطقة، مع ذلك يقول بن سلمان إنه لن يسمح بوجود مليشيات على حدوده..  لا أدرى عن أي حدود يتحدث، ولماذا لم يتطرق إلى الميليشيات التي غذّاها بالفكر والمال والسلاح وسخرها لاستهداف الآمنين في الدول العربية والإسلامية التي مارست أبشع   الجرائم ضد الامنيين؟؟ وهذه هي الميليشيات، والسؤال المُلح هو متى يستيقظ هذا الرجل من سباته الأمريكي العميق ويدرك أنه يقود بلاده والعرب والمسلمين إلى هاوية سحيقة؟ وهذه هي النتيجة المحتومة لكل نزواته الشريرة وشذوذه الفكري الذي تجاوز كل الحدود وإن غدٍ لناظره قريب …

والله من وراء القصد ..