السياسية - وكالات:

نجح علماء الأحياء الجزيئية الأوروبيون والمكسيكيون لأول مرة في ابتكار جسم مضاد بشري يمكنه تحييد جزيئات ألفا لاتروتوكسين بشكل فعال، وهي المكون البروتيني الرئيسي لسم الأرملة السوداء.

وأفادت مجلة (فرونتيرز إن إيمونولوجي) اليوم الخميس، بأن هذا الابتكار سيجعل علاج لدغات هذا العنكبوت السام أكثر سهولة.

وقال البروفيسور مايكل هوست من جامعة براونشفايغ التقنية في ألمانيا: "لقد تمكّنا لأول مرة من إثبات أن الأجسام المضادة البشرية الكاملة يمكنها تحييد سم الأرملة السوداء في زراعة الخلايا.. وقد أتاحت لنا هذه الأجسام المضادة اتخاذ الخطوة الأولى نحو القضاء على استخدام بلازما دم الحصان لقمع الأعراض الأكثر خطورة للدغات الأرملة السوداء".

وأضاف: تؤدي لدغات عناكب الأرملة السوداء إلى تطور مجموعة من الاضطرابات الحادة والمزمنة في عمل الجهاز الهضمي والعضلات، حيث بعد اللدغة مباشرة يشعر الشخص بألم شديد في العضلات وبعد وصول سم هذا العنكبوت إلى الدم يبدأ تأثيره على عدد كبير من المستقبلات، ما يؤدي إلى حدوث تشنجات مؤلمة واضطراب الوعي واختلال في عمل أعضاء الجسم.

وتجدر الإشارة إلى أن معظم هذه الآثار السلبية سببها تأثير جزيئات ألفا لاتروتوكسين، المكون البروتيني الرئيسي لسم الأرملة السوداء، على الخلايا العصبية الحركية والخلايا العصبية الأخرى، وحاليا تستخدم أجسام مضادة تستخرج من مصل دم الحصان لقمع ألفا لاتروتوكسين، وهذه الأجسام قادرة على تحييد هذا السم بشكل فعال، ولكنها لا تتوافق دائما مع منظومة مناعة الشخص، الأمر الذي يؤدي في بعض الأحيان إلى تطوير آثار جانبية تهدد حياته.

وتمكن العلماء من ابتكار بديل آمن لهذه الجزيئات بعد متابعتهم لأكثر من تفاعلات أكثر من عشرة مليارات من الأجسام المضادة البشرية مرتبة عشوائيا مع أجزاء من ألفا لاتروتوكسين مدمجة في غلاف فيروسات البكتيريا الخاصة، ما سمح لهم باختيار عشرات الأشكال المختلفة من الأجسام المضادة التي يمكنها الارتباط بمركب ألفا لاتروتوكسين، وفك رموز تركيبها والحصول على نظائرها من صنع الإنسان.

الجدير ذكره أن عناكب من جنس الأرملة السوداء تنتشر في جميع قارات الأرض ووفقا للعلماء توجد أكثر من 30 نوعا من هذه العناكب السامة معظمها في الأمريكيتين الشمالية والجنوبية.

.......//