السياسية – رصد:

رشيد الحداد*


في موازاة العمليات البحرية المتصاعدة في البحر الأحمر، جدّدت قوات صنعاء، فجر أمس، استهداف مطار اللد المسمى إسرائيليا «بن غوريون» في يافا المحتلة المسماة تل أبيب، بصاروخ باليستي من طراز «ذو الفقار». ووفقاً لبيان المتحدّث باسم تلك القوات، العميد يحيى سريع، فإن العملية أوقفت الحركة الملاحية في المطار، ودفعت جبهة العدو الداخلية إلى تشغيل صفارات الإنذار في 300 مستوطنة في منطقة تل أبيب وأنحاء أخرى من فلسطين المحتلة. وخلافاً لمزاعم جيش الاحتلال عن اعتراضه الصاروخ اليمني، أكّد سريع أن الأخير حقّق هدفه بنجاح.

وفي ما يخصّ التصعيد البحري، شدّد قائد حركة «أنصار الله»، السيد عبد الملك الحوثي، على أن «قرار الحظر على العدو الإسرائيلي في الملاحة عبر البحر الأحمر وخليج عدن وبحر العرب هو قرار مستمر في كل المراحل». وأشار في كلمة متلفزة، مساء أمس، إلى أن «عملية الرصد مستمرة.

وما استجدّ في البحر الأحمر يعود إلى مخالفة بعض الشركات قرار الحظر»، مؤكّداً أن قوات بلاده «لن تسمح بإعادة تشغيل ميناء أم الرشراش (إيلات)»، منبّهاً إلى أن ما حصل في البحر الأحمر من إغراق للسفينتين «ماجيك سيز «و»إترنتي سي» هو «رسالة ودرس واضح لكل شركات النقل البحري التي تتحرّك للنقل لصالح العدو الإسرائيلي. وعليها الإدراك أن أي شركة ملاحية سوف تتورّط في نقل البضائع والأسلحة إلى العدو ستواجه الردع»، لافتاً إلى أن «قوات صنعاء البحرية والجوية استخدمت 45 صاروخاً فرط صوتي وباليستياً وطائرة مُسيّرة وزورقاً حربية في عملياتها الأسبوع الجاري ضد أهداف في عمق فلسطين المحتلة، منها يافا (تل أبيب)، وأسدود، وعسقلان، وأم الرشراش».

وتوقّعت مصادر في صنعاء، من جهتها، في حديث إلى «الأخبار»، استمرار التصعيد البحري ضد السفن الإسرائيلية والمتعاونة مع الكيان في البحر الأحمر وخليج عدن، مشيرة إلى أن قوات صنعاء تمتلك قدرات عسكرية كفيلة بنقل المعركة إلى أبعد نقطة بحرية.

إلى ذلك، ورداً على محاولات أمريكية لرفع الغطاء الأممي عن ميناء الحديدة، رفضت روسيا، أمس، في مجلس الأمن، خرق اتفاق الحديدة؛ واعتبر المندوب الروسي، دميتري بوليانسكي، أن الدعوة الأمريكية إلى إنهاء عمل البعثة الأممية «أونمها» ستقود إلى تدهور في الوضع الميداني، وتُحدث فراغاً في واحدة من أكثر المناطق حساسية. وأكّد أن البعثة «تلعب دوراً جوهرياً في تعزيز الاستقرار الميداني وتقليص التوترات حول موانئ البحر الأحمر، إضافة إلى نجاحها في تسهيل التواصل بين الأطراف اليمنية وإسهامها في وصول المساعدات من دون عوائق».

وكانت المندوبة الأمريكية في مجلس الأمن، دوروثي شيا، دعت، إلى إنهاء عمل البعثة التي تنتهي فترتها الإثنين المقبل، وشنّت هجوماً عليها، مشيرة إلى أنها «غير فعّالة وتجاوزتها الأحداث»، في ما يعكس نوايا أمريكية للانقلاب على «اتفاق استكهولم» الخاص بالحديدة. وجاءت هذه السجالات قبل عقد مجلس الأمن جلسة جديدة حول اليمن، يُفترض أن يتم التصويت فيها على تمديد مهام البعثة الدولية لعام إضافي.



* المادة نقلت من الاخبار اللبنانية بتصرف