ما الذي نعرفه حول القبة الذهبية لأمريكا؟
"القبة الذهبية لأمريكا" مشروع دفاعي ضخم، طالب به ترامب ليثبت للعالم عامة والخصوم خاصة تفوق الولايات المتحدة في مجال التسلح.
السياسية:
لم تكن "القبة الذهبية" التي وعد بها ترامب خلال حملته الانتخابية أول مفترح دفاعي ثوري، فقد سبقه الرئيس الجمهوري السابق رونالد ريغان باقتراح نظام دفاعي متميز وأطلق عليه اسم "Star Wars" أو حرب النجوم، ولكن لم يتم تنفيذ المشروع بسبب ظروف اقتصادية وسياسية وتقنية.
وتأتي رؤية ترامب لهدف القبة الذهبية، وفق وصفه، استكمالا للمشروع الذي لم يكتمل في عهد ريغان.
وفي حديث لترامب إلى جانب وزير الدفاع بيت هيغسيث في المكتب البيضاوي، استفاض الرجلان في وصف عمل القبة وكيفية حمايتها للولايات المتحدة.
وقال الرئيس ترامب: "ستكون القبة الذهبية قادرة على اعتراض الصواريخ حتى لو تم إطلاقها من جهات أخرى في العالم، بل حتى لو تم إطلاقها من الفضاء"، مضيفاً أنه يريد أن تدخل الخدمة قبل انتهاء ولايته، وفق CBS.
وستتمكن القبة الذهبية من صد واعتراض شتى أنواع الصواريخ الباليستية وفرط الصوتية، والنووية منها وغير النووية، وحتى الصواريخ أو الأجسام القادمة من الفضاء. كما ستستطيع صد جميع أنواع الطائرات دون طيار. وستكون القبة مجهزة لاعتراض كافة أنواع الصواريخ أو أي هجوم جوي قادم من أية بقعة في العالم ويشمل المفهوم قدرات أرضية وفضائية للدفاع ضد الصواريخ من خلال: اكتشافها وتدميرها قبل إطلاقها، واعتراضها في مرحلة مبكرة من انطلاقها، وإيقافها في منتصف مسارها، وإيقافها في اللحظات الأخيرة من اقترابها من الهدف. وفق تقرير The Time.
ستتضمن المبادرة طبقات متعددة تقوم بتوسيع ما تمتلكه الولايات المتحدة بالفعل، وإنشاء برامج جديدة لمواجهة كامل نطاق التهديدات الجوية، ووصف الجنرال غريغوري غيو، قائد القيادة الشمالية الأمريكية، الذي أدلى بشهادته أمام الكونغرس في أبريل، طبقتين رئيسيتين لتتبع التهديدات؛ "الأولى هي طبقة هزيمة الصواريخ الباليستية العابرة للقارات (ICBM)، والمتوفرة بشكل كبير اليوم مع صواريخ الاعتراض الأرضية (GBIs) القادرة على دحر تهديد كوريا الشمالية، ثم طبقة جوية من شأنها دحر صواريخ كروز والتهديدات الجوية".
أما توم كاراكو، مدير مشروع الدفاع الصاروخي في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية، فقال في مقابلة مع شبكة سي بي إس نيوز: "لن يكون هذا الأمر مرتجلاً، وسيكون متجذراً في هندسة النظم وفهم التهديد وفي الخطط الهندسية الشاملة التي يجري العمل عليها منذ فترة طويلة".
إن المبادرة الجديدة، التي ستشمل العديد من البرامج، سيتم بناؤها في ولايات تشمل فلوريدا وجورجيا وإنديانا وألاسكا، وفقاً للرئيس ترامب، وستشارك فيها العديد من شركات الدفاع والتكنولوجيا الأمريكية . وقدّر مكتب الميزانية في الكونغرس تكلفة المكونات الفضائية وحدها بـ 542 مليار دولار.
كما أعلنت شركة لوكهيد مارتن للفضاء والدفاع على قناة X استعدادها لدعم مهمة القبة، ووصفتها بأنها "مفهوم ثوري".
أما الرئيس التنفيذي للعمليات في شركة لوكهيد فقد صرّح بأن القبة ستوفر حماية من الصواريخ النووية، بالإضافة إلى الصواريخ الباليستية وصواريخ كروز متوسطة المدى، وغيرها من التهديدات.
وقرّر ترامب أن الجنرال مايكل غيتلين، قائد قوة الفضاء الأمريكية، سيكون مسؤولاً عن الإشراف على تقدم العمل في القبة الذهبية، وفق شيكة CBS.
ومع ذلك، لا يوجد تمويل كاف حتى الآن للخطة، التي "لا تزال في مرحلة التصميم"، حسبما صرح وزير القوات الجوية، تروي مينك، لأعضاء مجلس الشيوخ يوم الثلاثاء في جلسة استماع.
وذكرت وكالة أسوشيتد برس أن البنتاغون لا يزال يعمل على تطوير المتطلبات التي يجب أن تلبيها القبة.
وظهرت فكرة القبة الذهبية للعلن لأول مرة خلال خطاب السيد ترامب المشترك أمام الكونغرس في مارس، عندما طلب تمويلها حين قال: "إسرائيل تمتلكها، وأماكن أخرى تمتلكها، وينبغي أن تمتلكها الولايات المتحدة أيضاً"، مشيراً إلى القبة الحديدية الإسرائيلية، التي ألهمت مفهوم القبة الذهبية. فقد تم تركيب نظام "إسرائيل" عام 2011 للدفاع ضد المقذوفات القادمة، ويعالج النظام التهديدات قصيرة المدى مثل الصواريخ، بينما يعمل نظامان آخران للدفاع الجوي على الدفاع ضد الصواريخ. وعملت القبة الحديدية الإسرائيلية، التي تم تطويرها بدعم أمريكي، بنجاح حيث اعترضت آلاف الصواريخ، وبلغت نسبة نجاحها 90% وفقاً لإسرائيل.
وتتنافس بالفعل شركات مقاولات دفاعية وشركات تقنية بارزة - بما في ذلك شركة سبيس إكس المملوكة لإيلون ماسك - على بناء الدرع، وفقا لتقرير CNN، حيث تقدمت بعروضها مباشرة إلى وزير الدفاع بيت هيغسيث. إلا أن الخبراء أبدوا تشككهم في الإطار الزمني الذي طلبه ترامب، وهو قبل انتهاء ولايته، كما شككوا بالتكلفة التي حددها البيت الأبيض والتي قد تصل إلى تريليونات الدولارات، أو حتى في جدوى مثل هذا المشروع.
يعكس تقرير آخر لشبكة CNN أيضاً الاختلافات الجوهرية بين القبة الحديدية الإسرائيلية والقبة الذهبية. فالقبة الحديدية تحمي المناطق المأهولة بالسكان بشكل انتقائي من التهديدات قصيرة المدى في دولة بحجم ولاية نيوجيرسي؛ بينما يريد ترامب نظاماً دفاعياً فضائياً قادراً على حماية دولة أكبر منها بحوالي 450 مرة، من الصواريخ الباليستية والصواريخ الأسرع من الصوت المتطورة. كما يُقال إن النسخة الأمريكية قادرة على الدفاع ضد الصواريخ العابرة للقارات المزودة بأسلحة نووية، وفق موقع msn.com.
وصرح ترامب أن "كندا اتصلت بنا" راغبةً في المشاركة في المشروع والتمتع بالحماية تحت مظلة القبة الذهبية. وفي بيانٍ تم تقديمه إلى رويترز، صرّح مكتب رئيس الوزراء الكندي مارك كارني بأنه ووزراءه، إلى جانب نظرائهم الأمريكيين، يناقشون كيفية التفاوض على علاقة أمنية واقتصادية جديدة بين البلدين، والتي "تشمل بطبيعة الحال تعزيز قيادة الدفاع الجوي لأمريكا الشمالية والمبادرات ذات الصلة مثل القبة الذهبية".
وكان البنتاغون قد قدّم في وقت سابق من شهر مايو، خياراتٍ صغيرة ومتوسطة وكبيرة إلى البيت الأبيض لتصميم القبة الذهبية. لكن ترامب لم يحدد خياراً نهائياً يوم الثلاثاء، رغم أن البنتاغون "اختارتصميماً مبدئياً لهذا النظام المتطور".
وتتعارض تقديرات الإدارة للتكلفة ووقت البناء مع تقديرات مسؤولين عسكريين آخرين. وكان الأدميرال المتقاعد مارك مونتغمري قد صرّح لشبكة CNN سابقاً بأنه يعتقد أن إنشاء نظام دفاع صاروخي باليستي قد يكون ممكنًا في غضون 7 إلى 10 سنوات، ولكن حتى ذلك الحين، ستكون له قيود شديدة، إذ قد يقتصر على حماية المباني الفيدرالية الحيوية والمدن الكبرى.
وصرح خبراء آخرون لشبكة CNN أن تقدير مئات المليارات من الدولارات قد يكون تقديراً متحفظاً، حيث قال البعض إن تقدير التكلفة الإجمالية لمثل هذا المشروع مستحيل أساساً.
وكان هناك رد فعل صيني على لسان المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية ماو نينغ التي قالت: إن خطة القبة الذهبية تزيد من خطر تحول الفضاء إلى ساحة معركة وتغذي سباق التسلح. لكن مسؤولا في شركة لوكهيد مارتن رد على تعليق الصين على القبة الذهبية بالقول: "ما رأيناه تاريخيا هو أن الشيء الذي يؤدي إلى الصراع هو الافتقار إلى الردع، وبالتالي فإن اعتقادنا، إلى جانب الإدارة، هو أن وجود ردع قوي هو أفضل طريقة لردع الصراع".
وقال كاراكو إن مبادرة القبة الذهبية هي "إعادة تنظيم متأخرة لسياسة الدفاع الصاروخي الأمريكية" لمواجهة كل من الصين وروسيا، وهما الدولتان اللتان أشارت إليهما الإدارتان الأخيرتان في استراتيجياتهما الدفاعية الوطنية باعتبارهما منافسين استراتيجيين.
أما بالنسبة لمواجهة الخصوم الاستراتيجيين فقد أصدرت وكالة استخبارات الدفاع مؤخراً تقييماً غير سري يبرز كيف يمكن لهؤلاء الخصوم استهداف البر الرئيسي الأمريكي بمجموعة متنوعة من الصواريخ الباليستية، وصواريخ كروز بعيدة المدى، والقاذفات، والصواريخ التي تفوق سرعتها سرعة الصوت.
أما ترامب فقد ردّ على منتقديه في الداخل والخارج بالقول:إنهم مخطئون. والمشروع قريب من الكمال".
* المادة نقلت حرفيا من موقع روسيا اليوم