كاتب "إسرائيلي": نتنياهو يقودنا نحو الكارثة
السياسية - وكالات:
قال معلّق الشؤون السياسية، في صحيفة "معاريف الإسرائيلية"، بن كسبيت: "ليس من السهل أن تكون "بيبيًا"؛ (أي من مؤيدي نتنياهو)"، مشيرًا إلى أن التحدي الفكري الأساسي يتمثل بتقديم دعم أعمى لمن قاد "إسرائيل" إلى ما وصفها بـ"أسوأ الكوارث في تاريخها"، وتسبب في تدمير "القيمة" التي بُنيت عليها صورتها على مدى عقود، إلى جانب صعوبات الحياة اليومية التي تتجدد باستمرار.
هذا؛ وأوضح الكاتب أنه في حين كانت تقدّم تفسيرات مفصلة مرفقة بعروض شرائح لإظهار أن إدخال المساعدات الإنسانية إلى غزة هو مجرد "جسر" يسبق تدخل "شركة أميركية"، وأن ذلك جاء بسبب ضغط أوروبي وحاجة سياسية داخلية، فإن المساء جلب تأكيدًا رسميًا بأن المساعدات تمثل التزامًا قدمته إدارة ترامب لحماس في إطار صفقة إعادة الأسير عيدان ألكسندر.
وأشار بن كسبيت إلى أن نتنياهو يواصل تصوير مقاطع فيديو "كاريكاتورية"، على حد وصفه، للدفاع عن نفسه، مدعيًا أن "إسرائيل" على وشك احتلال قطاع غزة، وأن ترامب سيطرد العرب منه، بينما في المقابل نشرت صحيفة "واشنطن بوست" تقريرًا، نقلت فيه عن مصادر أميركية، أن إدارة واشنطن "سئمت" من "إسرائيل" نهائيًا، وستطردها إذا لم تُنهِ الحرب.
كما أكد أن: "العصابة التي استولت على الدولة"، والتي لديها "هواجس مسيحانية"، لا تتعلم من التجربة، مشددًا على أن تلك الجهات كانت تظن أن العالم سيمنح "إسرائيل" وقتًا غير محدود لتفعل في غزة ما يحلو لها، من دون أن يثور عليها.
وانتقد كسبيت أداء نتنياهو في اتخاذ القرار، موضحًا أن رئيس الوزراء "الإسرائيلي" استغرق وقتًا طويلاً لإقناع نفسه بقدرة الجيش على تنفيذ المناورة البرية في غزة، ثم عمد إلى تأجيلها. وقال: "إن محاضر الجلسات تثبت أن بيني غانتس وغادي آيزنكوت طالبا، منذ وقت مبكر، بالتوجه جنوبًا نحو خان يونس ورفح، وشمالًا نحو الجبهة اللبنانية". وأضاف أن نتنياهو كان يراهن على عامل الوقت من أجل البقاء في السلطة، على حساب مصلحة "الدولة" (الكيان). وقال إن: "مصلحة نتنياهو كانت أن يتم ذلك ببطء، بينما مصلحة "إسرائيل" كانت أن يتم ذلك بسرعة"، متسائلًا بشكل ساخر: "خمنوا ماذا اختار نتنياهو؟ مصلحته، طبعًا".
ولفت إلى أنَّه يات يُنظر إلى "إسرائيل" على أنها المعتدية وليست الضحية. وتحولت، في نظر الرأي العام العالمي، إلى من يرتكب "جرائم جماعية". وأضاف أن الحلفاء التقليديين بدأوا يتراجعون، وبعضهم يهدد بفرض عقوبات، مشيرًا إلى أنه حتى إدارة ترامب بدأت تُظهر بوادر تخلٍّ عن "إسرائيل".
وتابع كسبيت إن: "نتنياهو لا يهتم"، هو يواصل الحفاظ على ائتلافه السياسي بدلاً من الحفاظ على "الدولة"، في وقت أصبح فيه كيان العدو منبوذًا. وذكر أنَّ ترامب، والذي وصفه بـ"أعظم صديق لليهود منذ الملك كورش"، أقام وليمة دبلوماسية في الشرق الأوسط من دون دعوة "إسرائيل"، وأن نائبه جيه دي فانس ألغى زيارة تعويضية كانت مقررة في آخر لحظة. الكاتب رأى في هذا إشارة واضحة على أنَّ الأميركيين أدركوا أن "إسرائيل" لا تفهم التلميحات، لذلك فهم باتوا يفكرون في استخدام "العصا الغليظة".