إعلام العدو مُنهار: سردية "الشرعية" انتهت
السياسية - وكالات:
ذكر المراسل السياسي لصحيفة "يديعوت أحرونوت" إيتمار آيخنر أنّ عمليات الجيش "الاسرائيلي" أدَّت في قطاع غزة نهاية الأسبوع الماضي إلى "مقتل" العشرات من الفلسطينيين، من بينهم، وفقًا للتقارير، تسعة أطفال دون سن الثانية عشرة من عائلة الدكتورة آلاء النجار، طبيبة أطفال في مستشفى ناصر بخان يونس.
ورأى آيخنر أنَّه في الوقت الذي عُرضت فيه صور الأطفال الذين سقط جراء القصف "الإسرائيلي" بشكل متكرر على الشاشات والمواقع الإخبارية، صدرت عناوين في وسائل الإعلام العالمية تنقل الرسالة الفلسطينية، ففي الـBBC كُتب: "في القصف "الإسرائيلي" على غزة قُتل أطفال الطبيبة التسعة – وفقًا لبيان من المستشفى. جراح بريطاني يعمل في مستشفى ناصر قال إنه عالج ابنها البالغ من العمر 11 عامًا الذي نجا".
وفي صحيفة "الغارديان" البريطانية، نُشر تقرير عن الدمار الكبير والشعور باليأس بين سكان غزة، بعنوان اقتبس من سكان محليين: "لن يهتم العالم إن متنا جميعًا"، وأضاف: "الجوع واليأس وسط أنقاض مدينة غزة". أما في "نيويورك تايمز"، فظهرت مقالة شاملة بعنوان: "مع استمرار الحصار على غزة، الأطفال يتضورون جوعًا والمرضى يموتون".
واعتبر أنَّ غياب رد رسمي من "إسرائيل" في هذا التوقيت لا يُعدُّ فقط فشلًا إعلاميًا، بل خطأ قد يسبب أضرارًا دبلوماسية جسيمة. وقالت مصادر سياسية "إسرائيلية" لموقع "يديعوت أحرنوت" إنه "بينما يشاهد المستشار الألماني أو أعضاء في الكونغرس الأميركي الأحداث في غزة، ولا يسمعون صوتًا "إسرائيليًا" يوضح السياق – فإن ذلك يؤدي إلى تآكل إضافي في المكانة الدولية المتزعزعة أصلًا لـ"إسرائيل"".
وبحسب المصادر، فإن ما حدث في المستشفى وصمت "إسرائيل" حوله قد يشكل نقطة تحول في الحرب. وأضافت المصادر نفسها ""الشرعية الدولية" لعمليات الجيش "الإسرائيلي" انتهت، واستمرار القتال قد يؤدي قريبًا إلى عزلة سياسية، وعقوبات اقتصادية – وربما حتى قرار من مجلس الأمن يطالب بوقف القتال".
هجوم دبلوماسي متزايد: "إسرائيل" تحت ضغط دولي
واستمر الانهيار الدبلوماسي اليوم أيضًا، بحسب مراسل "يديعوت أحرونوت"، إذ دعا وزير الخارجية الإسباني خوسيه مانويل ألباريس المجتمع الدولي لفرض عقوبات على "إسرائيل" لإجبارها على إنهاء الحرب في غزة. وقال في مقابلة مع إذاعة "فرانس انفو" قبل اجتماع في مدريد يضم 20 دولة أوروبية وعربية: "على المجتمع الدولي أن ينظر في فرض العقوبات لإجبار "إسرائيل" على وقف الحرب".
وأضاف: "على المدى القصير جدًا، لوقف هذه الحرب العبثية – وإيصال مساعدات إنسانية واسعة النطاق، دون تدخل، وبشكل محايد، حتى لا تقرر "إسرائيل" من يمكنه أن يأكل ومن لا – أقول هنا على الطاولة في مدريد: علينا أن ننظر في فرض عقوبات".
وفي وقت سابق، صدرت تصريحات مماثلة من بريطانيا، فرنسا وكندا، حيث شنّت هذه الدول الثلاث هجومًا دبلوماسيًا نادرًا في حدته، قالت فيه إنها قد تفرض عقوبات على "إسرائيل" بسبب "التصعيد غير المحتمل" في غزة. وجاء في البيان المشترك الذي صدر عن مكتب رئيس وزراء بريطانيا كير ستارمر، بالاشتراك مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ورئيس وزراء كندا مارك كارني: "نطالب الحكومة "الإسرائيلية" بوقف عملياتها العسكرية فورًا في قطاع غزة، والسماح بدخول المساعدات الإنسانية بشكل فوري، بالتعاون مع الأمم المتحدة ووفق المبادئ الإنسانية".
كما تمارس فرنسا ضغوطًا على عدد من الدول الغربية لدفعها للاعتراف بدولة فلسطينية، مع نية إعلان ذلك في مؤتمر "السلام" الذي ينظّمه الرئيس إيمانويل ماكرون بالتعاون مع ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، والمقرر عقده في الأمم المتحدة في 17 حزيران/يونيو. وتأمل فرنسا أن تنضم العديد من الدول الأوروبية للمبادرة، بما فيها بلجيكا، البرتغال ولوكسمبورغ.
رسالة أيضًا من ترامب
آيخنر أشار إلى أنَّه في موازاة الضغوط الأوروبية، تصاعدت أيضًا انتقادات من الساحة الأميركية. توماس باراك، المبعوث الخاص للرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى سورية، أعاد نشر مقال من "نيويورك تايمز" يصور "إسرائيل" كمن تفقد حرية العمل على الحدود الشمالية، نتيجة الدعم السياسي الذي قدمه ترامب رئيس السلطات السورية الجديدة أحمد الشرع (الجولاني).
ووفقًا للتقرير الذي شاركه باراك عبر حسابه على منصة "اكس"، فإن "إسرائيل" نفَّذت أكثر من 700 غارة في سورية منذ سقوط النظام السابق، لكنها الآن تواجه صعوبة في مواصلة ذلك بسبب تغير السياسات الأميركية.