جموع المصلين يؤدّون صلاة عيد الأضحى المبارك بالعاصمة صنعاء والمحافظات
السياسية:
أدى جموع المصلين بالعاصمة صنعاء والمحافظات اليمنية صباح اليوم صلاة عيد الأضحى المبارك واستمعوا إلى خطبتيها.
ففي الجامع الكبير بصنعاء، أدى عضو المجلس السياسي الأعلى سلطان السامعي، ونائب رئيس الوزراء - وزير الإدارة والتنمية المحلية والريفية الدكتور محمد المداني ووزيرا والخدمة المدنية والتطوير الإداري الدكتور خالد الحوالي، والزراعة والثروة السمكية والموارد المائية الدكتور رضوان الرباعي وأعضاء من مجلسي النواب والشورى وعدد من المسؤولين اليوم، صلاة عيد الأضحى مع جموع المصلين.
وفي خطبتي العيد، بارك النائب الأول لرئيس الوزراء العلامة محمد مفتاح، لجموع المصلين وأبناء الشعب اليمني والأمة كافة حلول هذه المناسبة الدينية التي تأتي في ظل ظروف حساسة تمر بها الأمة في ظل تكالب قوى الهيمنة والاستكبار بقيادة أمريكا وإسرائيل وحلفائهما.
وقال "في هذا اليوم الأغر عيد الصبر الذي امتحن الله فيه نبيين عظيمين بالصبر والتسليم، فسلما وخضعا لأمر الله ونفذا إرادته ومشيئته، وقال النبي الابن لأبيه العظيم ستجدني إن شاء الله صابرًا ولا أعصي لك أمرًا".
وأشار العلامة مفتاح، إلى أن الله تعالى ابتلى النبي إبراهيم، إلى جانب ابتلاءات كثيرة، فكانت حياته مليئة بالابتلاءات والامتحانات، والنتيجة أن رفع الله شأنه وأعلى مقامه وجعله للناس أمامًا في كل زمان وعصر ومن ذريته، واستثنى منهم الظالمين والمجرمين.
وأوضح أن الظالمين مهما انتسبوا للأنبياء كما ينتسب بنو إسرائيل، إنما هم ظلمة ومجرمون ومحرّفون لدين الله ومستحلون لما حرم الله وأصبحت لعنة على نبي إسرائيل عبر الأزمنة، لافتًا إلى ما يرتكبه الصهاينة من إجرام وتوحش وبشاعة بحق الفلسطينيين، وهم يدّعون انتسابهم لنبي الله إسرائيل.
وأضاف "ما يعيشه الفلسطينيون العظماء من صبر وتحمل وثبات وتضحية، إنما هو الثبات العظيم، بنو إسرائيل قتلوا النبي يحيى بن زكريا الذي مقامه في المسجد الكبير بدمشق، ما يسمى اليوم بالمسجد الأموي، قتلوه ظلمًا وعدونًا، وأن بني إسرائيل هم قتلة الأنبياء والمسيحيون وتاريخهم مليء بالإجرام والتوحش حتى مع الأنبياء".
وتابع "لا نستغرب ما يرتكبونه اليوم من جرائم بحق المستضعفين من الأطفال والخدج والنساء ومن كبار السن والمعاقين والجوعى، ممن بطونهم خاوية وأجسادهم ذابلة"، مؤكدًا أن الأنظمة العربية المطبّعة تمول هذه الحرب وتساند المجرم في ارتكاب إجرامه.
وعبر خطيب العيد، عن الأسف في أن أبناء الشعب الفلسطيني يضحّون اليوم بدمائهم وأشلائهم وأرواحهم على مدار الدقيقة والثانية، فيما أبناء الأمة يتفرجون عليهم ويبحثون عن الأضاحي السمينة والثمينة، مؤكدًا أن الفلسطينيين هم شرف الأمة والإنسانية ومن يستحقون التقدير والاحترام والإجلال، ومن يستحق أن يتحدث الجميع عنهم ورفع مقامهم.
وشدد على واجب الأمة، مساندة الشعب الفلسطيني ودعم مقاومته وعدم التفرج على ما يتعرضون له من جرائم إبادة، خاصة الدول المجاورة لهم من مصر والأردن وسوريا ولبنان، داعيًا أبناء الأمة إلى إغاثة الفلسطينيين الذين يتضورون جوعًا ويقتلون ليلًا ونهارًا وتتمزق أشلائهم في كل مكان، باعتبار ذلك من الواجبات الشرعية.
وحث العلامة مفتاح، العلماء والنخب وقادة الفكر، على الاضطلاع بواجبهم تجاه فلسطين وغزة، متسائلًا "كيف يُقتّل المسلمون وهم يتفرجون؟ مع الأسف أمة كبيرة وعظيمة لديها مقومات القوة العسكرية والسياسية والفكرية تتفرج على المذابح الكبرى والمجازر العظمى بحق الفلسطينيين المستضعفين الذين حاصروهم ومنعوهم من السلاح ليدافعوا عن أنفسهم، منعوهم حتى من الغذاء والماء وجوعوهم وسلموهم للعدو وأعانوه عليهم".
واعتبر تخاذل الأمة تجاه فلسطين جريمة لم يسبق في تاريخ البشرية مثلها على امتداد الزمن بسعة جرائمها، مضيفًا "دائمًا ما تتقاتل الجيوش متكافئة، لكن تأتي أعتى الجيوش والأسلحة وإمبراطوريات التوحش على شعب مستضعف وأعزل وفقير ومحاصر ومحتل، وترتكب هذه الجرائم والناس يتفرجون وتعقد القمم، فهذه جريمة ترتكبها الأمة قبل أن يرتكبها عدوها".
وخاطب أبناء غزة وفلسطين بالقول "لستم وحدكم، الله معكم وستنتصرون والعدو سيتفكك ونبشركم بذلك لأن الله أمرنا أن نبشر الصابرين بالظفر مهما كان إجرام العدو وغطرسته، فليس أمامه إلا الهزيمة، وهو مهزوم إنسانيًا وسياسيًا وأخلاقيًا وقانونيًا بما يرتكبه من إجرام ومجازر، مهزوم عندما يستقوي بالقوة الغاشمة على مستضعفين وجائعين".
وعبر الخطيب مفتاح، عن الشكر والتقدير للشعب اليمني الذي يملأ الساحات حضورًا وتضامنًا ويتواجد في كل الميادين ويصرخ وينفق ويستعد ويهيئ ليوم الفتح الموعود جهادًا في سبيل الله، منوًها بما يسطره أبطال القوات المسلحة من ملاحم بطولية في مواجهة العدو الصهيوني، الأمريكي المتغطرس.
كما خاطب أبناء الشعب اليمني بالقول "صبركم عند الله مقدر ونحن نعلم ونفهم وندرك الضائقة المعيشية ومعاناتكم خاصة وأنتم بجوار المحيط المتخم، المترف من يعبثون بأموال الله والأمة ويحاصرون شعبنا لأنه صرخ في وجه المجرمين الصهاينة ويعتدون على شعبنا، ويجيشّون الجيوش ويشترون أكبر صفقات الأسلحة لترهيبنا".
وأفاد بأن الشعب اليمني ينتصر بجوعه وفقره وصبره ودمه وسينتصر للشعب الفلسطيني الذي تحاصرونه وتعتّدون عليه وتمولوّن من يقتله وسينتصر وسيخزيكم الله، داعيًا أبناء غزة الصابرون في بيت المقدس وأكنافه بأن الدماء التي تُسفك ثمنها وصبرهم وثباتهم وجوعهم وخوفهم وقلقهم عند الله عظيم، مبتهلًا إلى الله تعالى بالتمكين والنصر لعباده المستضعفين في أرض اليمن وفلسطين، والنصر على الأعداء.
عقب أداء شعائر صلاة العيد، تبادل عضو السياسي الأعلى السامعي، والنائب الأول لرئيس مجلس الوزراء العلامة محمد مفتاح، ونائب رئيس مجلس الوزراء – وزير الإدارة والتنمية المحلية والريفية، التهاني العيدية مع عدد من الوزراء وقيادات الدولة وجموع المصلين، مباركين لهم حلول هذه المناسبة الدينية الجليلة، مبتهلين إلى المولى عز وجل أن يُعيد هذه المناسبة وقد تحقق لليمن وفلسطين النصر والتمكين.
سبأ




