السياسية || محمد علي القانص*

من النعم الأمنية التي أنعم الله تعالى بها على صنعاء ومناطقها الحرة، هي غربلة العملاء والخونة الموالين لأمريكا وإسرائيل، منذ بداية ثورة الواحد والعشرين من سبتمبر المجيدة. فمعظم أولئك الخونة نائمون في فنادق الرياض، وتائهون في مراقص جدة ودبي والقاهرة، وغيرها من البلدان التي تحتضن أنظمتها الموالين لليهود والنصارى.

يُضاف إلى ذلك صحوة ويقظة الأجهزة الأمنية في صنعاء، التي استطاعت القبض على عدد من الخلايا التجسسية، والتغلب على أكبر الأحداث الأمنية التي استهدفت العاصمة صنعاء في بداية ديسمبر ٢٠١٧م. حيث أراد عفاش أن يثير الفوضى ويخدم أسياده في الخليج. وفي غضون ثلاثة أيام، انتهت الفتنة بمقتل عفاش بعد إقامة الحجة عليه من قائد الثورة السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي -حفظه الله- وعادت مياه الأمن والاستقرار إلى مجاريها.

لذلك، عجز العدو السعودي والإماراتي المحاربون للإسلام بالوكالة عن اليهود والنصارى، عن إحراز أي تقدم أمني في صنعاء والمحافظات الحرة. وهذا يتناقض مع ما تعيشه المحافظات المحتلة التي تشهد فوضى أمنية غير مسبوقة، واختراقات أمنية كارثية أودت بحياة الكثير من الساسة والصحفيين والأمنيين والعسكريين في حكومة الفنادق. وهذا مخطط يديره الموساد وتنفذه الرياض ودبي وأنقرة، ويهدف إلى تمهيد الساحة للعدو الأمريكي والبريطاني والإسرائيلي، من أجل نهب الثروات وبناء القواعد، خصوصاً في المحافظات الجنوبية.

ويُعتبر النجاح الأمني والقضاء على الخلايا التجسسية التابعة للموساد وأجهزة الاستخبارات الأمريكية والبريطانية وغيرها في صنعاء درساً مهماً يجب على طهران وغيرها الاستفادة منه، سواء في حالة الحرب أو السلم.

وفي مرحلة ما بعد الحرب، يجب على إيران الاقتداء بصنعاء، والاستمرار في التحركات الأمنية ضد العملاء بنفس الوتيرة التي تزامنت مع العدوان الإسرائيلي على أراضي ومنشآت الجمهورية الإسلامية، والتي حققت نتائج مبهرة، منها القبض على عدد من الخونة والجواسيس، وضبط ورش الطائرات المسيرة التي استخدمها العدو في عمليات استهدفت بعض قيادات الحرس الثوري والعلماء والساسة وغيرهم.

* المقال يعبر عن رأي الكاتب