السياسية - وكالات:

أقر جنود صهاينة يخدمون في قطاع غزة بأن جيش الاحتلال أطلق، خلال الشهر الأخير، النار عمدًا على فلسطينيين تجمّعوا قرب مجمعات توزيع المساعدات.

بحسب صحيفة "هآرتس"، تُظهر إفادات ضباط وجنود صهاينة أن القادة العسكريين في جيش الاحتلال أصدروا أوامر مباشرة للجنود بإطلاق النار على الحشود بهدف إبعادها أو تفريقها، رغم أنه كان واضحًا أنها لا تشكّل أي تهديد.

وقال أحد الجنود الصهاينة: "المسألة أن الجيش فقد تمامًا طهارة السلاح في غزة"، على حدّ تعبيره.

وعلمت "هآرتس" أن النيابة العسكرية طلبت من آلية الفحص التابعة لهيئة الأركان العامة فتح تحقيق في شبهات بارتكاب جرائم حرب في هذه المواقع.

وفي أعقاب نشر التقرير، أعلن رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو ووزير الحرب يسرائيل كاتس رفضهما التامّ لما ورد فيه.

أحد الجنود الصهاينة وصف الوضع بالقول إنه "حقل قتل. في الموقع الذي كنتُ فيه، كان يُقتل يوميًا ما بين شخص إلى خمسة أشخاص. يُطلق عليهم النار وكأنهم قوة هجومية: لا تُستخدم وسائل تفريق التظاهرات، لا يُطلق غاز، بل يُطلق النار باستخدام كل وسيلة ممكنة – رشاش ثقيل، قاذف قنابل، هاونات. ثم، عندما يُفتَح المركز، يتوقف إطلاق النار، وهم يعلمون عندها أنه بات بإمكانهم الاقتراب. نحن نتواصل معهم عبر النيران".

وأضاف: "يُطلقون النار في ساعات الصباح الباكر إذا حاول أحد حجز دور من مسافة مئات الأمتار، وأحيانًا يهاجمونهم مباشرة من مسافة قريبة – رغم أنهم لا يشكلون أي خطورة على القوات العسكرية"، وتابع "لا أعرف أي حالة جرى فيها إطلاق نار من الطرف الآخر. لا يوجد عدو، ولا سلاح".

كذلك تحدّث ضباط صهاينة لـ"هآرتس" أن الجيش "الإسرائيلي" لا ينشر للجمهور في الداخل أو في الخارج أيّ توثيق لما يجري حول مواقع توزيع الغذاء.

أحد الضباط الذين تكررت أسماؤهم في الشهادات حول إطلاق النار قرب مراكز المساعدات هو قائد فرقة عسكرية برتبة عميد.

وكانت "هآرتس" قد كشفت سابقًا أنه حوّل طريقًا رئيسيًا في غزة إلى محور موت، وعرّض جنودًا للخطر، ويُشتبه في أنه أمر بقصف مستشفى دون إذن.

وقال ضابط في تلك الفرقة إن القائد ذاته هو من قرر تفريق تجمهرات الفلسطينيين الذين كانوا ينتظرون شاحنات المساعدات الدولية، باستخدام إطلاق النار، وتابع "هذه سياسته، والعديد من القادة والجنود تقبّلوها".

جندي احتياط من سلاح المدرعات، خدم مؤخرًا مع هذه الفرقة في شمال القطاع، أكّد هذه المعلومات، وشرح ما سمّاه بـ "إجراء الإبعاد" للمدنيين الذين يتجمهرون "خلافًا لتعليمات" الجيش، وقال: "الفتيان الذين ينتظرون الشاحنات يختبئون خلف تلال ترابية، وينقضّون عليها حين تمر أو تتوقف في نقاط التوزيع. نراهم عادة من مسافات تصل إلى مئات الأمتار، ولا يبدو أنهم يُشكّلون خطرًا حقيقيًا علينا. ومع ذلك، تم اتخاذ قرار بإطلاق النار على من يستولون على الشاحنات – رغم أن الأمم المتحدة تغض الطرف عن ذلك".