اليمن يساند غزة والسعودية والأردن تساندان "إسرائيل"
السياسية : تقرير || صادق سريع*
"لم نكن نعلم أن اليمنيين كانوا يصنعون صواريخ بمدى ألفين كم ضد إسرائيل"، هكذا قال وزير مالية الكيان الصهيوني، بتسلئيل سموتريتش.
وإذ أقر بتأثير ضربات الصواريخ اليمنية بعيدة المدى على "إسرائيل"، أكد الوزير سموتريتش أن القادة الصهاينة لم يتوقعوا أن تمتلك قوات صنعاء صواريخ باليستية يبلغ مداها ألفي كيلومتر قادرة على ضرب كيانهم في العمق.
إن اعترافًا كهذا من مسؤول صهيوني بمنصب وزير يؤكد أن ضربات الصواريخ الباليستية والفرط صوتية اليمنية التي تتلقاها "إسرائيل" موجعة، ويثبت عجز منظوماتها الدفاعية في اعتراضها.
بدورها، أكدت قناة "14" الصهيونية، وفقاً لمصادر عسكرية وأمنية رفيعة في "إسرائيل"، فشل طبقات الدفاعات الجوية الإسرائيلية والأمريكية في وقف التهديدات المستمرة التي تفرضها هجمات الصواريخ والمسيّرات اليمنية على الكيان.
معركة الإسناد مستمرة
وأعلنت القوات المسلحة بصنعاء، الأثنين الفائت، تنفيذ عملية عسكرية نوعية بـ11 صاروخًا وطائرة مسيّرة، استهدفت خلالها: مطار اللد بصاروخ باليستي فرط صوتي "فلسطين2"، ميناء أسدود ومحطة الكهرباء في عسقلان بصاروخين باليستيين فرط صوتيين، ميناء أم الرشراش بـ8 مسيّرات، وذلك ردًا على العدوان الصهيوني على اليمن وإسنادًا لغزة.
واستهدفت يوم الأحد، مطار اللد بصاروخ "فلسطين2"، ما أدى إلى توقف حركة الملاحة الجوية بالمطار وهروب ملايين الصهاينة إلى الملاجئ.
تورط سعودي - أردني
في السياق، كشف موقع "جويش برس" الإسرائيلي تورط السعودية والأردن في الدفاع عن "إسرائيل" بمحاولات اعتراض الصواريخ اليمنية.
وقال الموقع: "يتيح عبور الصواريخ الباليستية والمجنّحة والمسيّرات اليمنية من فوق أجواء السعودية والأردن تتبّعها ومشاركة المعلومات الاستخباراتية مع إسرائيل".
وأكد أن السعودية والأردن تتعاونان مع "إسرائيل" في عمليات الرصد المبكر والإبلاغ لدعم محاولات الاعتراض الفاشلة قبل وصول الصواريخ اليمنية إلى أهدافها داخل الكيان.
"ماجيك سيز" في أعماق البحر
في تطور جديد، أعلنت القوات اليمنية، في بيان عسكري، غرق سفينة "ماجيك سيز" التابعة لشركة إماراتية في البحر الأحمر، نتيجة استهدافها بزورقين مسيّرين، وخمسة صواريخ باليستية ومجنحة، وثلاث طائرات مسيّرة، بسبب انتهاكها قرار حظر الدخول إلى موانئ فلسطين المحتلة.
وأكد المتحدث الرسمي للقوات المسلحة، العميد يحيى سريع، يوم الاثنين 7 يوليو 2025، وفقاً لوكالة (سبأ):
"بفضل الله وقوته غرقت السفينة "ماجيك سيز" كاملةً في أعماق البحر، باستهداف قواتنا المسلحة ردًّا على انتهاكات الشركة المالكة لها المتكررة لقرار الحظر".
وأشار إلى أن آخر انتهاكات الشركة تمثلت بدخول ثلاث سفن تابعة لها إلى موانئ فلسطين المحتلة الأسبوع الماضي، رغم التحذيرات المتكررة من قواتنا البحرية.
فعالية إسناد جبهة صنعاء
إن استمرار القوات اليمنية في فرض الحظر البحري والجوي على أجواء "إسرائيل"، ومنع عبور سفنها من البحر الأحمر، واستهداف موانئ حيفا وأم الرشراش ومطار اللد الدولي ومواقع عسكرية واقتصادية حيوية، يعد تطورًا تاريخيًا في الصراع العربي - الإسرائيلي.
ما تحققه قوات صنعاء في معركة إسناد غزة، المعلنة في نوفمبر 2023 تحت اسم "الفتح الموعود والجهاد المقدس"، بنجاح صواريخها ومسيّراتها في اختراق المنظومات الدفاعية الجوية الإسرائيلية والأمريكية والعربية، يُعد تهديدًا عسكريًا وأمنيًا واقتصاديًا واستخباراتيًا وإستراتيجيًا لـ"إسرائيل".
وتجدد صنعاء تأكيدها استخدام القوة ضد أي سفينة تنتهك قرار الحظر البحري، وتعتبرها هدفًا مشروعًا لنيران قواتها المسلحة في أي مكان تطاله أسلحتها، محمّلةً شركات الشحن المسؤولية الكاملة.
وقد أعلنت القوات المسلحة اليمنية، في نوفمبر 2023، قرار الحظر البحري بمنع مرور سفن "إسرائيل" والمرتبطة بها من بحار الأحمر والعربي والمتوسط والمحيط الهندي، عبر مراحل عسكرية تكتيكية، ما أدى إلى تعطيل ميناء أم الرشراش حتى رفع الحصار ووقف العدوان على غزة.
صواريخ اليمن تفتح سماء "إسرائيل"
ببساطة، حوّلت الصواريخ والمسيّرات اليمنية سماء "إسرائيل" الصافية إلى غائمة، أي مفتوحة وألحقت بها خسائر عسكرية واقتصادية فادحة في ظل الحظر الجوي المفروض على مطار اللد الدولي بيافا المحتلة، واستنزفت ترسانة صواريخها الاعتراضية لمنظوماتها الدفاعية التي تزيد كلفة الصاروخ الواحد أكثر من مليوني دولار.
وقد استباحت حرمة أجواء الكيان، وأجبرت المستوطنين على الهرع إلى الملاجئ في يافا وحيفا وعسقلان وأم الرشراش، ودفعت أعدادًا كبيرة من الصهاينة على الرحيل من أرض فلسطين المحتلة، بعد نجاحها في اختراق المنظومة الأمنية للجبهة الداخلية وفرض معادلات اشتباك جديدة بتوفقها في توظيف التقنية العسكرية المتطورة لتحقيق أهداف استراتيجية على العدو في معركة إسناد غزة.
الإسناد المستمر والحصار المستمر
يواصل اليمن فرض الحظر الجوي والبحري على "إسرائيل"، بإطلاق الصواريخ والمسيّرات على مطار اللد الدولي وميناء حيفا، إسنادًا لغزة، في ظل استمرار الحصار البحري الذي أدى إلى إغلاق ميناء أم الرشراش.
يشار إلى إن القوات المسلحة، أطلقت بفضل الله وتأييده، أكثر من 1,240 صاروخًا ومسيّرة إلى عمق الكيان، واستهدفت منذ نوفمبر 2023 أكثر من 240 قطعة بحرية تجارية وحربية تابعة لأمريكا وبريطانيا و"إسرائيل" في بحار الأحمر والعربي والمحيط الهندي.
كما أسقطت ثلاث طائرات من طراز "F-18" تابعة لحاملة الطائرات الأمريكية "هاري ترومان"، و26 طائرة من طراز "MQ-9"؛ منها 22 في معركة "الفتح الموعود والجهاد المقدس"، وأربع خلال العدوان الأمريكي - السعودي منذ 26 مارس 2015 وحتى 2023.
الخلاصة:
وفق الرسائل العسكرية التي يكتبها اليمنيون بالبارود، ويرسلونها يوميا عبر الصواريخ الباليستية والفرط صوتية والمسيّرات من اليمن إلى "إسرائيل": "تحدينا أعتى جيوش العالم عدّة وعتادًا وتقنية، وقهرنا بُعد المسافة الجغرافية، واخترقنا منظومات الدفاع المتطورة، ولن نتوقف حتى رفع الحصار ووقف العدوان الصهيوني على غزة؛ لنؤكد بالقول والفعل لأهل قطاع غزة: لستم وحدكم".