العدو الذي لا تستهين به "إسرائيل"
السياسية : تقرير || صادق سريع*
"كل الجهود لإيذاء اليمنيين فشلت في وقف عملياتهم العسكرية على 'إسرائيل"، فهم يمتلكون صواريخ متطورة، ولا ينبغي التعامل معهم باستخفاف"، كما أكدت صحيفة "هآرتس" العبرية.
وكشفت مخاوف "إسرائيل" من استمرار الهجمات اليمنية، خصوصاً في ظل فشل عمليات الاعتراض للمنظومات الدفاعية الجوية الإسرائيلية والأمريكية المتطورة للصواريخ والمسيرات التي يطلقها اليمنيون إسناداً لغزة.
وأكدت، عن مسؤولين عسكريين صهاينة فضّلوا إخفاء هوياتهم، إقرارهم بوجود صعوبات عملياتية في وقف إطلاق الصواريخ اليمنية بشن غارات عدوانية على اليمن، وأن السبيل الوحيد لوقفها عقد صفقة اتفاق وقف العدوان على غزة وتبادل الأسرى مع المقاومة الفلسطينية.
وأشارت إلى خشية "إسرائيل" من إطلاق اليمنيين مزيداً من الصواريخ الباليستية رداً على تصعيد الأوضاع الأمنية في الضفة الغربية أو غزة أو في المسجد الأقصى بفلسطين المحتلة.
اليمن يغرق السفينة رقم 4
في السياق، أعلنت القوات المسلحة بصنعاء، الأربعاء، إغراق سفينة "إتيرنيتي سي" بشكل كامل في البحر الأحمر أثناء توجهها إلى ميناء أم الرشراش المحتل، بزورق مسيّر وستة صواريخ مجنحة وباليستية، بعملية عسكرية موثقة بالصوت والصورة، مؤكدة إنقاذ أفراد الطاقم وتقديم الرعاية الطبية اللازمة لهم ونقلهم إلى مكان آمن.
وأكدت، في بيان عسكري تلاه ناطقها الرسمي العميد يحيى سريع، أن استهداف السفينة جاء بعد انتهاك واستئناف الشركة المالكة والسفينة نفسها لقرار حظر البحري والتعامل مع ميناء أم الرشراش المحتل، ورفض النداءات التحذيرية لقوات البحرية اليمنية.
وجدّدت القوات المسلحة استمرار منع حركة الملاحة الإسرائيلية في البحرين الأحمر والعربي إسناداً لغزة حتى وقف العدوان الصهيوني، محذّرة كافة الشركات التي تتعامل مع موانئ "إسرائيل" بأن سفنها وطواقمها ستكون عرضة للاستهداف في أي منطقة تطالها أسلحتها.
وبغرق سفينتي "إتيرنيتي سي"، و"ماجيك سيز"، يرتفع عدد السفن التي أغرقتها قوات صنعاء في البحر الأحمر إلى أربع سفن، تم إغراق الأولى "روبيمار" المملوكة لشركة بريطانية في 18 فبراير 2024، والثانية "توتور" في 12 يونيو 2024.
تصاعد العمليات اليمنية
والثلاثاء، أعلنت قوات صنعاء إغراق سفينة "ماجيك سيز" المملوكة لشركة إماراتية في البحر الأحمر، باستهدافها بزورقين مسيّرين، وخمسة صواريخ باليستية ومجنحة، وثلاث طائرات مسيّرة، بسبب انتهاكها قرار حظر الدخول إلى موانئ فلسطين المحتلة.
وقبلها، يوم الإثنين الفائت، أطلقت 11 صاروخًا وطائرة مسيّرة، استهدفت مطار اللد بصاروخ باليستي فرط صوتي "فلسطين 2"، وميناء أسدود ومحطة الكهرباء في عسقلان بصاروخين باليستيين فرط صوتيين، وميناء أم الرشراش بـ8 مسيّرات، رداً على العدوان الصهيوني على اليمن وإسناداً لغزة.
والأحد الفائت، استُهدف مطار اللد بصاروخ "فلسطين 2"، شلّ حركة الملاحة الجوية بالمطار وتسبب في هروب ملايين الصهاينة إلى الملاجئ.
بارعون في الصواريخ والمسيّرات
بدورها، أكدت صحيفة "التلغراف" البريطانية التطورات المتنامية في القدرات العسكرية للقوات المسلحة اليمنية بمستويات كبيرة ومفاجئة وعلى مستوى عالٍ من الريادة.
وقالت: "تشير التقييمات الاستخباراتية إلى أن اليمنيين باتوا بارعين في تصنيع الصواريخ والطائرات المسيّرة إلى درجة أنهم سيصبحون مُصدِّرين لتلك الأسلحة".
وأضافت: "الواقع يثبت أن اليمنيين يسيطرون على أحد أهم طرق الشحن العالمية"، في إشارة إلى سيطرة قوات صنعاء على البحر الأحمر ومضيق باب المندب الذي يُعد من أهم الممرات المائية للتجارة الدولية.
معركة الإسناد مستمرة
وتواصل قوات صنعاء فرض الحظر الجوي والبحري على "إسرائيل"، بإطلاق الصواريخ والمسيّرات على مطار اللد الدولي وميناء حيفا، إسنادًا لغزة، في ظل استمرار الحصار البحري الذي أدى إلى إغلاق ميناء أم الرشراش.
ويُشار إلى أنها أطلقت، بفضل الله وتأييده، أكثر من 1,240 صاروخًا ومسيّرة إلى عمق الكيان، واستهدفت منذ نوفمبر 2023 أكثر من 240 قطعة بحرية تجارية وحربية تابعة لأمريكا وبريطانيا و"إسرائيل" في بحار الأحمر والعربي والمحيط الهندي.
كما أسقطت ثلاث طائرات من طراز "F-18" تابعة لحاملة الطائرات الأمريكية "هاري ترومان"، و26 طائرة من طراز "MQ-9"، منها 22 في معركة "الفتح الموعود والجهاد المقدَّس"، وأربع خلال العدوان الأمريكي - السعودي منذ 26 مارس 2015 وحتى 2023.