السياسية-وكالات:

حققت عمليتا القدس المحتلة و جباليا في قطاع غزة، اليوم الاثنين، اختراقًا كبيرًا في أسوار العدو الإسرائيلي الأمنية؛ ملحقة سبعة قتلى في العملية الفدائية في القدس وأربعة في عملية تفجير دبابة ميركافاة في جباليا.

لقد قدمت هاتان العمليتان رسالة واضحة؛ فحواها أن المقاومة قادرة وجديرة وماضية في درب التحرير؛ بقدر إيمانها بأن هذا الدرب هو وحده القادر على انتزاع النصر، وتقرير الحق الفلسطيني، كثمن لابد منه في مقابل النزيف الفلسطيني اليومي، منذ أكثر من سبعة عقود، لم يستطع معه العدو الإسرائيلي أن يمحو هوية الأرض والإنسان كعنوان لفلسطين.

في مقابل جدارة المقاومة بالمهمة تقدّم هذه العمليات، أيضا، برهانًا على مدى هشاشة العدو وضعفه وإمكانية النيل منه، وتحطيم أركان قوته.

من يقرأ في تأثير هاتين العمليتين في مجتمع العدو سيدرك جيدًا أهميتها وخطورتها على تماسكه؛ وتأثيرها على ما تبثه سلطاته من وهم في عقول المستوطنين باعتبارهم القوة الماحقة؛ إلا أن تلك القوة تبخرت في عمليتين نفذهما بضعة أبطال محدودي الآليات؛ لكنهم تجاوزوا وتفوقا على العدو بكل إمكانياته، التي تمثل خلاصة ما أخرجته شركات ومصانع الإنتاج الحربي الأمريكي.

كما تؤكد العمليتان أن إيمان الانسان بحقه، وإصراره على انتزاعه مهما كلفه الثمن هو مفتاح الحرية ووسيلة تحطيم أغلال الاحتلال، وصولًا إلى معانقة الحرية والاستقلال طال الزمن أو قصر!

أعادت هاتان العمليتان الأمل ليس لكل المقاومين في فلسطين وفي كل انحاء العالم؛ بل لكل انسان مؤمن بالخير ومنحاز للحق؛ ففلسطين باتت اليوم ساحة نضال عالمية يعترف بمظلوميتها وحقها الشارع العالمي المنصف في كل أنحاء جغرافية كوكب الأرض؛ وهذا ما كان ليتحقق لولا التضحية والاستبسال كنواة للمقاومة.

تفاعلت بقدر كبير فصائل المقاومة مع عملية القدس منذ صباح اليوم؛ في دلالة على مدى إدراكها لدور المقاومة في صناعة التحرر والاستقلال؛ ومدى إيمانها في الوقت ذاته بأن الشعب الفلسطيني شعب حي لن يرضى بالظلم ولن يقبل بهوان الاحتلال؛ وهي حقيقة فلسطينية راسخة منذ عقود طويلة.

في بيان مشترك قالت الفصائل، إن عملية إطلاق النار البطولية في مدينة القدس المحتلة، تؤكد أن الكيان الصهيوني، كيان ضعيف وهش، وأن الأمة إن توحدت ستنتصر على هذا الكيان، الذي لا يستطيع مواجهة المقاومة في فلسطين واليمن.

كما أكدّت أن عملية القدس تمثل "انتصارًا للدماء البريئة في غزة والضفة والتي يسفكها جيش الكيان الصهيوني أمام مرأى ومسمع كل العالم المتخاذل".و" تأتي في إطار الرد الطبيعي والمشروع على جرائم الصهاينة المجرمين وجريمة الإبادة الجماعية المستمرة منذ أكثر من 700 يوم في غزة والضفة".

كما أكدّت ذلك، حركة المقاومة الإسلامية (حماس) قائلة في بيان إن "هذه العملية ردّ طبيعي على جرائم العدو ولجريمة الإبادة التي يشنّها ضد شعبنا، وهي رسالة واضحة بأن مخططاته في احتلال وتدمير مدينة غزة وتدنيس المسجد الأقصى لن تمرّ دون عقاب".

وقالت إن "العدوان المتواصل بحق شعبنا الفلسطيني في غزة والضفة والقدس، لن يوهن من عزيمة شعبنا ومقاومته".

فيما اعتبرت لجان المقاومة في فلسطين إن عملية إطلاق النار البطولية في القدس المحتلة، "تؤكد من جديد الفشل المتراكم والمركب للمنظومة الامنية والعسكرية الصهيونية، وتثبت قدرة مقاومينا وشبابنا الحر الثائر على الوصول لأهدافهم في عمق الكيان الصهيوني رغم الإجراءات الأمنية الصهيونية الكبيرة”.

كما "تؤكد العملية أن ما بين راموت ورامون تتبدد أوهام الصهيونية بالأمن والنصر الزائف، وأن تصريحات المجرمين كاتس ونتنياهو ما هي إلا استمرار للتضليل والخداع والوهم الذي يحاولان تسويقه على جمهورهم المضلل”.

من جانبها؛ نعت حركة الأحرار الفلسطينية، في بيان، "الشهيدين منفذي العملية البطولية"، مشددة "على أن هذه العملية نقطة تحول كبيرة في العمل المقاوم وتجسر لما بعدها من حيث القوة والكيفية والأسلوب".

وقالت إن "فكرة وحيوية هذه العمليات تؤكد على أن جذوة المقاومة مشتعلة ولن تنطفئ، مهما حاول العدو ومنظومته الأمنية جاهدين إخمادها، لأن خيار المقاومة أضحى منهاج حياة لشعبنا، بل هو الحياة بعينها".

كما اعتبرت حركة فتح الانتفاضة "أن هذه العملية البطولية تؤكد بأن العدو الصهيوني المحتل لن يهنئ على أرض فلسطين وستبقى المقاومة والبندقية مشرعة في وجه هذا الاحتلال حتى تحرير فلسطين كل فلسطين”.

وقالت: "هذه العملية تأتي لتؤكد أن المقاومة حية وبأنها لن ترضى على تدنيس المقدسات“.

فيما أشادت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، بالعملية، وقالت إن "هذه العملية النوعية تُعبّر عن إرادة المقاومة التي لن تنكسر، وقد نفذها فدائيو شعبنا بكل حرفية وشجاعة ومن مسافة الصفر. وهي بكل مقاييس البطولة والتخطيط ضربةً قوية في العمق الصهيوني، نفذت في أكثر المناطق المحتلة تحصيناً".

وشددت على ًأن "المقاومة حاضرة وموجودة، ولن تبقى صامتة، بل هي تخطط وتعد العدة لضربات أشد وقعا على العدو الصهيوني المتغطرس".

إلى ذلك، قالت حركة المجاهدين الفلسطينية، إن "عملية اطلاق النار النوعية في القدس رسالة بالنار من أحرار شعبنا رداً على العدوان الصهيوني على القدس والضفة ومواصلة الابادة الجماعية في غزة".

وأضافت أن "هذه العملية تأتي اليوم لتوجه ضربة قوية أخرى لأجهزة أمن العدو، وجاءت لتعكس حالة الثورة المتنامية في فلسطين، ولتؤكد مجدداً أن شعبنا ماضٍ في مقاومته، ولن تفلح محاولات العدو ومخططاته بكسر إرادته وعزمه على المقاومة والتحرر".

كذلك؛ اعتبرت حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، هذه العملية "هي رد طبيعي على السياسات الإجرامية المتصاعدة للكيان الصهيوني وعلى التحريض المتواصل وعمليات التهجير والتدمير الممنهجة التي تمارسها حكومة الكيان في قطاع غزة والضفة المحتلة وحتى داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة في العام 1948".

أما الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، فوجهت "تحية الإكبار للشهيدين المقاومين اللذين تمكنا من اختراق بوابات وحواجز وكل إجراءات ومنظومة العدو الأمنية التي عادة ما يتفاخر بها، ليثبتا أن الشعب الفلسطيني قد اختار ومنذ زمن بعيد، المقاومة سبيلاً لمواجهة الاحتلال".

لم تنحصر ردود الفعل في فصائل المقاومة الفلسطينية، بل امتدت إلى لبنان؛ حيث أشادت جبهة العمل الإسلامي، بالعملية البطولية النوعية الفلسطينية، وأكدت أن "المعركة مع هذا العدو هي معركة طويلة ومؤلمة، إلا أن المؤكد أيضا أنها مؤلمة له وقاسية جدا وشديدة عليه، وأن نهاية الأمر والمطاف ونهاية المعركة ستكون لصالح المجاهدين والمقاومين الأبطال الذين يسطرون اليوم أروع الملاحم ويذيقون العدو مرارة الألم وكأس الموت".

في موازاة ذلك، أعلن مركز معلومات فلسطين (مُعطى)، اليوم الاثنين، إن 77 "إسرائيلياً" لقوا مصرعهم بعمليات للمقاومة الفلسطينية في الضفة الغربية والقدس والداخل المحتل منذ الـ7 من أكتوبر 2023.