السياســـية: تقرير || صادق سريع*
باتت "إسرائيل" تخشى أي هجوم يمني مفاجئ يخلط الأوراق في أي لحظة، بعد تحوّل اليمنيين من قوة محلية إلى لاعب إقليمي مؤثر في المنطقة، كما أكد خبراء موقع "موكا" العِبري.
وأقرّوا بفشل حملات العدوان الصهيونية على اليمن في وقف هجمات صنعاء، وعجز منظومات الدفاع الإسرائيلية والأمريكية عن اعتراض الصواريخ والمسيّرات اليمنية المساندة لغزة.
وأكدوا اتساع رقعة الصراع مع اليمنيين في المواجهة العسكرية إلى مسارات سياسية واقتصادية ودبلوماسية واستخباراتية أكثر تعقيداً، تجبر يافا على اتخاذ قرارات سياسية حاسمة ضد الجبهة اليمنية.
وأشاروا إلى تصاعد العمليات اليمنية على "إسرائيل" بشكل يومي ولافت عقب العدوان الصهيوني الغادر الذي استهدف قيادات حكومية مدنية في صنعاء بينهم رئيس الوزراء أحمد الرهوي وعدد من الوزراء المدنيين.
ووفق خبراء الموقع، فإن الهدف الأساسي لهجمات اليمنيين هو استنزاف الجبهة الداخلية الإسرائيلية وتعطيل الحياة اليومية ومضاعفة الخسائر الاقتصادية للكيان، في ظل عجز القدرات الدفاعية والاستخباراتية لجيشه عن وقف عمليات صنعاء المساندة لمقاومة غزة.
في ذات الحدث، أقرّ مسؤول عسكري إسرائيلي كبير، لـ"موكا"، بالقول: "إن إسرائيل أخطأت في تقدير قوة اليمنيين وقدراتهم العسكرية، وإن أجهزتها الاستخباراتية كانت غافلة عما يجري في اليمن منذ إطلاق صنعاء أول صاروخ في أكتوبر 2023".
وأضاف: "إن هذا الخطأ الإستراتيجي أجبر المؤسسة الأمنية الإسرائيلية على إعادة تقييم تعاملها مع الجبهة اليمنية".
الهجوم المفاجئ على "إسرائيل"
في تطور عملياتي مفاجئ لـ"إسرائيل"، اخترقت مسيّرة يمنية أحدث منظومات الدفاع الصهيونية وضربت صالة المسافرين بمطار "رامون" في منطقة النقب المحتلة، مما تسبب في شل حركة المطار وخسائر بشرية ومادية.
وأعلنت القوات المسلحة اليمنية، الأحد 7 سبتمبر الجاري، تنفيذ عملية عسكرية بـ8 مسيّرات، أصابت إحداها مطار رامون (ثاني أكبر مطارات "إسرائيل" بعد مطار اللد "بن غوريون") بشكل مباشر، ما أدى إلى وقف الحركة الجوية وأنشطته الملاحية كلياً.
كما استهدفت في العملية العسكرية الواسعة أهدافاً حيوية بعدد من المواقع الحساسة في مناطق النقب وأم الرشراش وعسقلان وأسدود ومطار اللد الدولي في يافا المحتلة.
وأوضحت، في بيان عسكري تلاه المتحدث الرسمي العميد يحيى سريع، أنها ضربت هدفين عسكريين حساسين في النقب المحتل بثلاث مسيّرات، وهدفاً حيوياً في عسقلان المحتلة بمسيّرة، واستهدفت بمسيّرتين هدفاً حيوياً في أسدود المحتلة، وأصابت بمسيّرتين مطاري اللد في يافا ورامون في منطقة النقب المحتلة.
وأكدت نجاح العملية - بفضل الله - وفشل منظومات الاعتراض الإسرائيلية والأمريكية الأحدث في العالم في رصد واكتشاف عدد من المسيّرات، وأنها مستمرة في تصعيد العمليات العسكرية دون أي تراجع إسناداً لغزة مهما كانت التبعات والعواقب.
وخاطب العميد سريع قطعان الصهاينة قائلاً: "سنثبت لكم أن قيادتكم الحمقى تستغبيكم بتطميناتها لكم، فلدينا ما يصيب أنظمة الحماية والأهداف الحساسة".
وأضاف محذراً: "على شركات الطيران الجوية العالمية المغادرة ووقف أنشطتها مع المطارات الإسرائيلية المحتلة غير الآمنة بعد أن أصبحت في مرمى الصواريخ والمسيّرات اليمنية".
وأعلن اليمن في نوفمبر 2023 إسناد غزة عسكرياً ضد العدوان الصهيوني بمعركة "الفتح الموعود والجهاد المقدس"، وتفرض قواته المسلحة حصاراً بحرياً على سفن "إسرائيل" والمرتبطة بها في بحار: الأحمر، والعربي، والأبيض المتوسط، والمحيط الهندي، حتى رفع الحصار ووقف العدوان الصهيوني على غزة.
مسيّرة يمنية تشل "رامون"
وأقرّ خبراء صهاينة آخرون لموقع "ذا ماركر" العبري بنجاح اليمنيين في تعطيل حركة الحياة اليومية واقتصاد "إسرائيل" بشكل كبير، بضرب مطاري اللد و"رامون" وميناء أم الرشراش.
وقالوا: "إن إصابة المسيّرة اليمنية قاعة المسافرين بمطار رامون الدولي واستمرار إرسال الصهاينة إلى الملاجئ تذكير وتجسيد للفشل الاستراتيجي الإسرائيلي في التعامل مع جبهة اليمن، ومن كان يبحث عن دليل إضافي يمكنه متابعة ميناء أم الرشراش".
وأضافوا: "حاولت 'إسرائيل' ردع اليمنيين بمختلف الطرق لكنها فشلت، رغم أن هجماتها على اليمن باهظة التكاليف، ما يؤكد أن الحل الوحيد لإنهاء المواجهة معهم هو وقف العدوان على غزة".
وتابعوا: "اليمنيون هم الوحيدون في المنطقة الذين يهددون إسرائيل حالياً، وهم الذين يجبرون ملايين الإسرائيليين على دخول الملاجئ".
كما أقرت وسائل إعلام عبرية بأن الهجوم اليمني المسيّر على مطار رامون الدولي فاجأ الجيش الإسرائيلي الذي علم بالضربة بعد وقوعها.
وتواصل القوات اليمنية فرض الحظر الجوي بالصواريخ والمسيّرات على مطار اللد وميناء حيفا في "إسرائيل"، مع حصار بحري في البحر الأحمر على سفنها والمرتبطة بها، ما أدى إلى إغلاق ميناء أم الرشراش، وإغراق أربع سفن: "روبيمار" في 18 فبراير 2024، "توتور" في 12 يونيو 2024، "ماجيك سيز" في 8 يوليو 2025، و"إيترنيتي سي" في 9 يوليو 2025.
الضربات الخطرة
من جهتها، اعتبرت صحيفة "جيروزاليم بوست" العبرية عملية استهداف مطار "رامون" الإسرائيلي إحدى الضربات اليمنية الخطيرة التي ينفذها سلاح الجو المسيّر اليمني بتكتيكات معقدة ومفاجئة.
وحذرت بالقول: "على 'إسرائيل' إدراك أن اليمنيين قادرون على التكيف ومباغتتها، وقد تقع حوادث مشابهة في المستقبل بشكل خطير".
ويُشار إلى أن القوات اليمنية المساندة لغزة استهدفت - بفضل الله وتأييده - بـ430 عملية عسكرية أكثر من 245 قطعة بحرية تجارية وحربية تابعة لأمريكا وبريطانيا و"إسرائيل" في البحرين الأحمر والعربي والمحيط الهندي، وأطلقت أكثر من 1,270 صاروخاً ومسيّرة على أهداف في عمق "إسرائيل".