"إسرائيل" في انتظار مفاجآت مسيّرات اليمن
السياســـية : تقرير // صادق سريع
"الدّفاعات الجوية الإسرائيلية نفسها تحتاج لمن يدافع عنها من هجمات اليمنيين، وعلى 'إسرائيل' انتظار المفاجآت التالية من مسيّرات اليمن"، هكذا قال القائد السابق لسلاح الجو الإسرائيلي، العميد احتياط ران كوخاف.
وأضاف: "تهديدات المسيّرات اليمنية تهيمن في تصعيد وتغيير ساحة الصراع بشكل جذري وتستهدف أهداف إستراتيجية بتكلفة منخفضة للغاية، وقد أثبتت في هجماتها الأخيرة على أم الرشراش المحتلة".
وتابع: "مُسيّرة بقيمة مئات الدولارات قادرة على إغلاق مطارات دولية؛ مثل مطار اللد في 'إسرائيل' أو أي مطار في أوروبا، وقد أثبتت فعاليتها في عدة ساحات، مثلما أصابت المسيّرة اليمنية العشرات وألحقت أضرارًا مادية في هجوم أم الرشراش المحتلة".
وأكد بصريح العبارة لصحيفة "جيروزالم بوست" العبرية: "نحن الآن بحاجة إلى الدفاع عن الدفاعات الجوية الإسرائيلية، رغم فعاليتها في الاعتراضات، لكنها لم تتمكن من الدفاع عن مطار رامون بأم الرشراش المحتلة.. والمشكلة هنا ليست تقنية فحسب، بل مفاهيمية (فكرية) بالدرجة الأولى".
وزاد: "'إسرائيل' تحتاج حماية متعددة الطبقات على ارتفاعات منخفضة جدًا، ووسائل كشف متنوعة مثل الرادارات، والأنظمة الكهروضوئية، والصوتية، وشبكات الاستخبارات والمعلومات وتحليل الإشارات الإلكترونية".
وفق كوخاف، النتيجة متغيرة في ساحة المعركة حيث تتعرض الجبهة الداخلية والقوة العسكرية لأضرار باهظة بالمسيّرات الرخيصة، وقد أصبحت الأنظمة الجوية الإسرائيلية أهدافاً لمسيّرات اليمن.
ما أراد المتحدث السابق لجيش الكيان، العميد كوخاف، قوله: "إن تهديد المسيّرات اليمنية يعد اختباراً جدياً لقوة الكيان، وبينما يستمر اليمنيين بتحويل الألعاب إلى أسلحة مسيّرة، لا يسعنا إلا انتظار المفاجأت التالية من اليمن.. والسؤال: كيف نستعد لها مسبقاً؟".
وأعلن اليمن نهاية نوفمبر 2023، إسناد غزة بمعركة عسكرية "الفتح الموعود والجهاد المقدّس"، دعماً للمقاومة الفلسطينية في القطاع ضد عدوان الإبادة والتجويع الصهيو - أمريكي.
وقد استهدفت قواته المسلحة في معركة الإسناد 245 سفينة تجارية وحربية أمريكية وبريطانية و"إسرائيلية" في المياه الإقليمية والدولية، ضمن الحظر المفروض على السفن والمطارات والموانئ الإسرائيلية، وأطلقت أكثر من 1,280 صاروخًا ومسيّرة على "إسرائيل"، وأغلقت ميناء أم الرشراش المحتلة، وأغرقت أربع سفن تجارية انتهكت قرار الحظر.
هجمات صنعاء تشل سلاسل التوريد
في الصِّلة ذاتها، كشفت قناة 12 العبرية عن الأزمة غير المسبوقة التي تعصف بسلاسل التوريد البحرية في الكيان بسبب الهجمات اليمنية المستمرة على سفن "إسرائيل" في البحرين "الأحمر والعربي".
وأقرّت بأن اليمنيين يمثلون التهديد الأكبر بأزمة سلاسل التوريد، خصوصًا في استيراد السيارات والوقود والأجهزة الكهربائية والوقود، وتداعياتها الخطيرة على اقتصاد الكيان، حيث أجبرت بعض الشركات بتحويل إنتاجها للأسواق الداخلية بسبب صعوبة توريدها إلى الخارج.
وإذ حذّر المختصون في القناة من خطورة ارتفاع الأسعار في الأسواق 'الإسرائيلية' وانعدام المنتجات الأساسية، أقرُوا باختفاء بعض السلع والعلامات التجارية كلياً من رفوف المتاجر.
ونقلت عن رئيسة شركة "تفن" الاستشارية، مالي فرانس، قولها: "تواجه 'إسرائيل' مشكلةً بالغة الخطورة، نظراً لاعتمادها على الواردات البحرية بنسبة 70% والصادرات بنسبة 95%، وهناك منتجات طاقة ووقود عالقة في البحر".
وأضافت: "هجمات اليمن تسبب أضرارًا كبيرة في تأخير ورفع تكاليف عمليات استيراد المواد الخام، والمركبات والمنتجات الكهربائية، ما أدى إلى رفع أسعارها، في ظل غياب أي حلول إستراتيجية من السلطة".
وتابعت: "عند النظر إلى وضع ميناء أم الرشراش المغلق، تدرك أننا في خطر فوري وكبير، بينما كل الحلول المتفائلة قادرة على تحقيق تحسن الوضع بنسبة 15% كحد أقصى، وفي الحقيقة لا يوجد حل سوى وقف العدوان على غزة وإحلال السلام".
بدوره، قال مسؤول قسم الروبوتات في شركة "روبوتايز"، أمنون جاي: "نحن نستورد المعدات من أسواق أوروبا، لكننا خلال الفترة الأخيرة شهدنا شيئاً لم نشهده من قبل، هناك يد خفية وراء تأخير وإلغاء الشحنات التجارية".
وأضاف: "الجواب الوحيد من الموردين: المعدات عالقة في جمارك الشركات المصنعة بسبب تعامل موظف غاضب من 'إسرائيل'، وهناك شحنات لم نتمكن من التعرف على أسباب إيقافها في أغلب المنافذ الجمركية".
وتابع: " في السابق كنا نطلب أسعاراً خاصة على الصفقات التي يكون فيها العميل تابع لشركة دفاع إسرائيلية، لكن حاليًا يرفض المصنعون مثل اليابان البيع لجهات عسكرية".
خلاصة خبراء القناة تؤكد: "إن العدو الرئيسي الذي سبب أزمة سلاسل التوريد التي تواجهها التجارة البحرية الإسرائيلية، هي الهجمات اليمنية والعزلة السياسية الدولية للكيان بسبب عدوانه على غزة".

