اليمن يُحوِّل لؤلؤةَ "إسرائيلَ" إلى وجهةِ رُعبٍ
السياســـية: تقرير || صادق سريع
عقب انطلاق "طوفان الأقصى" في 7 أكتوبر 2023 بغزة، أعلن اليمن إسناد غزة بحراً وجوّاً بصواريخ ومسيّرات معركة "الفتح الموعود والجهاد المقدَّس "، ضد عدوان الإبادة الصهيو - أمريكي إلى عُمق "إسرائيل" وعلى سفنها في البحر الأحمر، ونالت أم الرشراش المحتلة الحظ الأوفر من هجمات اليمن التي حوّلتها من متنفس سياحي إلى وجهة رُعب.
تقرّ سردية صحيفة "معاريف": "هجمات المسيّرات اليمنية، التي تُطلقها قوات صنعاء من اليمن على 'إسرائيل'، حوّلت مدينة أم الرشراش المحتلة من وجهةٍ سياحيةٍ مفضلةٍ للصهاينة والزوار إلى وجهةٍ مسكونة بشعور الرعب".
وقالت: "بينما يمر الكيان بأقسى مرحلة مظلمة في تاريخه منذ يوم السابع من أكتوبر 2025، تستيقظ جوهرة السياحة 'الإسرائيلية' مدينة أم الرشراش الجنوبية المحتلة كل يومٍ وليلةٍ على إزعاج أصوات صافرات الإنذار ودوّي الإنفجارات".
وأضافت: "في مدينة أم الرشراش المحتلة لا شيء هناك سوى الخوف يسكن المكان وقلوب آلاف السياح والمستوطنين الذين حضروا في مناسبة عيد العُرش، وفجأةً حوّل هجوم المسيّرة اليمنية أجواء المدينة السياحية التي كانت آمنة إلى أشبه بمدينةِ أشباح، ومُنعت فيها احتفالات العيد اليهودي، وأُفرغت المطاعم والنوادي والبارات والشواطئ، وفرَّ الجميع إلى الملاجئ".
ومضت تقول في مهمة تدوَّين شهادات بعض زوّار المدينة والمستوطنين: "في 24 سبتمبر الفائت انتهى هجوم مماثل لمسيّرةٍ يمنيةٍ ضربت عُمق موقع المركز السياحي المزدحم، وأصابت خمسين صهيونيًّا أغلبهم في حالةٍ حرجة، في محاولةٍ متعمَّدةٍ من اليمنيين لتحويل قلب المدينة السياحية إلى خطِّ مواجهةٍ عسكرية".
وتؤكد: "مدينة أم الرشراش المحتلة تعيش في حالة استنفارٍ أمنيٍّ دائمٍ مكسوٍّ بشعور الخوف: أصوات صافرات الإنذار شبه المتواصلة، وأزيز صواريخ الاعتراض، تليها صوت انفجار المسيّرة المدوي في الأرجاء يهزُّ سكينة المدينة التي باتت رهينة تهديدات مسيّرات اليمن، وشعور الذعر الذي يكسو وجوه المستوطنين".
تواصل سرد قصة الرُعب: "لؤلؤة الجنوب المدينة السياحية أم الرشراش التي تعانق أمواج البحر الأحمر ورمال الصحراء، أصبحت اليوم تتنفس الخوف، بينما كانت ملاذ المستوطنيين الهاربين من الحروب إلى مدينة التسوّق في شوارعها المكتظة بعشرات آلاف المستوطنين ومثلهم من السياح لقضاء أيام المناسبات والعُطل الأسبوعية بالمنتجعات المفضلة في 'إسرائيل'".
يقول مراسل الصحيفة العبرية الشهيرة: "كان يُفترض أن تعجَّ شوارع أم الرشراش المحتلة بآلاف عائلات الزوار في مناسبة عيد العُرش، لكنها أصبحت خاليةً كأن أصابها شللٌ تام، في ذروة عيد العُرش يختبئ زوّارها في ردهات الفنادق وغرفها المُحصَّنة التي تحوَّلت إلى ملاجئ مؤقتة، بينما ينظر المستوطنون إلى السماء ولسان حالهم يقول: متى سينتهي هذا؟".
وينقل عن سائحةٍ "إسرائيليةٍ" أتت زائرةٍ من وسط أراضي فلسطين المحتلة، قولها: "جئنا إلى هنا لننعزل عن العالم ولننسى الأخبار قليلًا، لكن الآن كلُّ صوتٍ غريبٍ يُثير خفقان قلوبنا، صافرات الإنذار قاطعت وجبتنا العائلية، وركضنا إلى الملجأ.. هذه ليست إجازة، إنها حربٌ تُلاحقنا في كل مكان.. إذا استمر هذا الوضع، فسنعود إلى ديارنا".
ودوّن حديث مستوطنٌ صهيوني يمتلك متجراً لبيع الملابس في المدينة: "كانت أم الرشراش بستاننا يتدفّق فيها كل شيء، لكن الآن تستيقظ كل يومٍ على أصوات الإنذارات المتواصلة، وحينما سقطت المسيّرة اليمنية على المركز التجاري 'مول هايام' كنتُ مع أحد العملاء هناك، سمعنا دويَّ الانفجار، ورأينا تطاير الشظايا وأصوات صرخات الجرحى.. هنا شعورُ الذعر لا ينتهي".
وعبرّت سائحةٌ صهيونية جاءت من شمال فلسطين المحتلة عن شعور الخوف، بالقول: "أردتُ قضاء الإجازة مع شريكي، لكن تفاجأنا بأصوات صافرات الإنذار كلَّ ساعة.. كان الإنذار الأخير أشبه بالكابوس، من شدة الذعر ركضنا مع الجميع إلى الخارج متدافعين فوق بعضنا البعض".
وأضافت في رسالةٍ مقصودةٍ إلى مسؤولي الكيان: "احمونا، أعيدوا لنا أم الرشراش، الهجمات اليمنية بثّت فينا الخوف وذكِّرت جميع الصهاينة أن الحرب لم تنتهِ بعد، بل غيَّرت مسارها".
وقالت سائحةٌ أخرى مصابةٌ بحالةِ ذعرٍ: "تعيش مدينة أم الرشراش بحالةٍ من الهلع والرعب من صفارات الإنذار بسبب هجمات اليمنيين، إن كل إنذارٍ يقطع يومنا ويُبكينا، أصبح روتيننا اليومي مشوَّهاً، ولا نستطيع الخروج من البيوت".
بإجماع الخبراء والمراقبين أرسل اليمن رسائل متعددة بعملياته العسكرية المساندة لغزة على مدينة أم الرشراش المحتلة، مفادها أن قطاعي السياحة والاقتصاد في "إسرائيل" غير آمنة، في ظل عجز دفاعاتها الجوية أمام تكتيكات الصواريخ والمسيّرات اليمنية التي غيرّت مفاهيم قوة الردع وقواعد الاشتباك وفرضت معادلات عسكرية ودفاعية وأمنية جديدة على الكيان.
وفي معركة إسناد غزة ومقاومتها ضد عدوان الإبادة والتجويع الصهيو-أمريكي، استهدف اليمن 246 سفينةً تجاريةً وحربيةً أمريكيةً وبريطانيةً و"إسرائيلية" بالمياه الإقليمية والدولية، ضمن الحظر المفروض على السفن والمطارات والموانئ "الإسرائيلية"، وأطلق أكثر من 1,300 صاروخاً ومسيّرةً على "إسرائيل"، وأغلق ميناء أم الرشراش المحتلة، وأغرق أربع سفنٍ تجاريةٍ انتهكت قرار الحظر.

