ميناءُ أمِّ الرشراشِ يستغيثُ بأمُرِيكَا ومِصرَ لرفْعِ حصارِ اليمنِ
السياسية : تقرير || صادق سريع
لجأت إدارة ميناء أم الرشراش الإسرائيلي إلى سفارتي الولايات المتحدة ومصر للضغط على صنعاء لرفع الحظر البحري على سفن "إسرائيل" والمرتبطة بها في المياه الإقليمية، من أجل فتح الميناء المتوقف منذ عامين، بالهجمات اليمنية المساندة لغزة.
وكشفت صحيفة "كالكاليست" الاقتصادية العِبرية عن تقديم مسؤولين في ميناء أم الرشراش طلب إلى السفارة الأمريكية لدى الكيان لإدراج الحظر اليمني على السفن الإسرائيلية في البحر الأحمر ضمن اتفاق وقف العدوان على غزة بين حركة حماس و"إسرائيل".
وقالت: "إدارة الميناء تواصلت أيضاً مع مسؤولين في مصر مالكة قناة السويس، للضغط على صنعاء مع دول إقليمية وأمريكا لإقناع اليمنيين برفع الحصار البحري في البحر الأحمر، أملاً بعودة نشاط ميناء أم الرشراش".
ونقلت إذاعة "102 إف إم" العبرية عن المدير التنفيذي للميناء، جدعون جولبر، قوله: "تواصلت مع السفير الأمريكي ومسؤولين مصريين لدعم فتح خط البحر الأحمر، لكي يعود الميناء للعمل بعد توقيع اتفاق السلام في غزة".
وأضاف مطالباً حكومته بمواصلة استهداف اليمن: "بدلاً من الهجوم مرة كل شهر، عليكم مواصلة الهجمات حتى يستسلم اليمنيون، بهذه الطريقة فقط سنسمح لسفننا بالمرور من باب المندب".
وتابع: "عملنا ما بوسعنا، وقد لجأنا إلى الصينيين والإماراتيين والأمريكيين، لكن السفن لم تصل بعد، علينا أن نثبت لليمنيين أنهم لم يوقفوا الميناء، حتى لو كلّفنا ذلك 800 ألف دولار".
وأعلن اليمن نهاية 2023 معركة عسكرية لإسناد غزة ضد عدوان الإبادة والتجويع الصهيو-أمريكي، ونفذ 1,835 عملية بالصواريخ والطائرات والزوارق المسيّرة.
أمريكا على مفترق طرق
في سياق آخر، أكد "المعهد الأسترالي للسياسة الإستراتيجية" على موقعه "ذا إستراتيجست"، تكبد قوات البحرية الأمريكية خسائر باهظة بهجمات صواريخ ومسيّرات اليمن في معركة البحر الأحمر، التي كشفت عن المشكلة الإستراتيجية الكبيرة في أسطولها البحري المتمثلة في عدم توازن تكاليف الإنفاق، ما أجبرها على مراجعة حساباتها في مواجهة الخصم الصيني.
وقالت قناة "الشرق" الإخبارية: "إن الولايات المتحدة تقف اليوم عند مفترق طرق إستراتيجي بعد فشلها في وقف عمليات اليمنيين في البحر الأحمر".
وأضافت: "بعد سنوات من الانحراف الإستراتيجي، فشلت إدارة ترامب في حسم تهديد اليمنيين من خلال شن حملة عسكرية عدوانية بدأت في 15 مارس الماضي، وأنتهت في 6 مايو 2025".
وتابعت وهي قناة إخبارية تابعة للمجموعة السعودية للأبحاث والإعلام: "رغم تكاليف الباهظة في انفاق الذخائر الأمريكية عديمة الفائدة، فشلت واشنطن في وقف هجمات قوات صنعاء بترسانة أسلحة منخفضة التكلفة، لكنها عالية التأثير".
وأقترحت بتقرير بعنوان "من البحر إلى العقوبات.. جبهة جديدة بين واشنطن واليمنيين"، وضع خطة إستراتيجية متعددة الأبعاد تشمل الضغط الدبلوماسي والردع العسكري، وإنشاء تحالفات إقليمية، وحماية الملاحة الدولية وتعزيز الاستقرار الإقليمي، لتحييد تهديد اليمنيين في البحر الأحمر.
شجاعة استثنائية
بدوره، أشاد السياسي الإيرلندي وعضو البرلمان الأوروبي السابق، ميك والاس وكلير، بدور اليمن في إسناد الشعب الفلسطيني ونصرة غزة ضد العدوان الصهيو-أمريكي.
وقال في منشور حديث على منصة "X": "اليمن رغم قلة موارده أظهر شجاعة استثنائية في التصدي لعدوان الإبادة الجماعية الصهيو-أمريكي المدعوم من الغرب".
وأضاف: "إن إسناد جبهة الإسناد اليمنية فاقت تدخلات الجبهات الشعبية والعسكرية المساندة لغزة على المستويين الإقليمي والدولي"، مؤكداً أن احترامه لليمن سيظل راسخاً ودائماً.
واستهدف اليمن في معركة إسناد غزة 228 سفينة تجارية وحربية معادية، وأطلق 1,300 صاروخ ومسيّرة على الكيان، وأغلق ميناء أم الرشراش، وأغرق أربع سفن انتهكت قرار الحظر، وأسقط ثلاث مقاتلات أمريكية نوع F-18، و26 مسيّرة نوع "MQ-9"؛ 22 منها في معركة "طوفان الأقصى"، وأربعاً أثناء العدوان الأمريكي - السعودي.

