طوفان الجنيد*      
ما عسانا أن نقول أو نكتب في الذكرى السنوية للشهداء الأحرار الأحياء العظماء الذين أكرمهم الله في ضيافة الأنبياء والصالحين في رحاب جنات الخلود الأبدي، {وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا ۚ بَلْ أَحْيَاءٌ عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ} [آل عمران.
إن عظمة الشهداء تتجلى في التضحيات الغالية التي قدموها بأرواحهم ونفوسهم الطاهرة رخيصة في سبيل الله، فداءً لعزة وكرامة الأمة واستقلال وحرية الأوطان.
الشهيد ليس مجرد رقم يضاف إلى سجل الشرف، بل هو عهد ووفاء وايثار وتضحية تصنع الحياة التاريخية وترسي المبادئ والقيم الانسانية والنهج القويم والنور الذي يهتدي به الأجيال، والدم الذي يروي شجرة الحرية.
إن عظمة الشهيد لا تكمن في لحظة استشهاده، بل في مسيرة الجهاد وإرث التاريخ الناصع بالتضحية بالموت الكريم، لا بالموت الذليل أو العيش في الحياة الذليلة.
فالشهيد هو الإنسان الحر الذي ضحى بروحه ليوقد شعلة الأحرار الذين يسيرون على طريقه إلى أعلى مراتب العطاء، مفضلاً الموت والفناء من أجل أن يعيش الأخرين في عزة وكرامة وحرية.
وفي تعريف الثوار الشهيد: هو بن الوطن البار، الذي سمع أنين وطنه تحت وطأة الاحتلال، فأجاب النداء وضحى بأغلى ما يملك، دمه الزكي وروحه الطاهرة  من أجل حرية الوطن، ثم رحل إلى الحياة الخالدة يسبح الله في روضات جناته.
إن دم الشهيد هو أغلى حبر يُكتب به تاريخ الأمم، وهو الشعلة التي تشعل مواقد الثورات، والوقود الذي يحرك مسيرة النضال، وكم آلاف من الشهداء يسيرون على دربه ، وكل دم شهيد يروي تراب الوطن لتنبت بذور المقاومة بالصمود نحو الحرية.
إن عظمة ومكانة الشهيد تتجلى حين تخلد ذكراه في جغرافيا الوطن، وتُكتب معالم الوطن والشوارع والميادين والمدارس بحروف أسمه، فيتحول أسمه إلى معلم خالد يشهد على عظمة تضحاته التي تذكر الأجيال المتعاقبة  أن ثمن الحرية هو الدم.
* المقال يعبرّ عن رأي الكاتب