السِّياســـيَّة : تقرير || صادق سَريع*  
"لِحفظِ ماءِ الوجهِ، أعلنتِ الولاياتُ المتّحدةُ نجاحَ عمليّةِ 'الراكبِ الخَشِنِ'، وأمرتْ بوقفِ العدوانِ على اليمنِ، مُستسلمينَ بذلكَ لليمنيينَ"، هكذا علَّقتْ صحيفةُ "لوموند ديبلوماتيك" الفرنسيّةُ الشّهيرةُ.
وقالتْ: "قاوَمَ اليمنيّونَ الأقوياءُ المبدعونَ والفقراءُ للغايةِ والمَحميّونَ بالتضاريسِ الوعرةِ بعنادٍ، عدوانًا جويًّا وبحريًّا ثانيًا شنَّهُ الرئيسُ ترامبَ في 15 مارسَ 2025، بمئاتِ الغاراتِ الجويّةِ".
وأضافتْ: "ترامبَ أقرَّ، قائلًا: لقد ضربناهم بشدّةٍ، كانت لديهم قدرةٌ كبيرةٌ على تحمّلِ العقابِ.. يمكنُ القولُ: إنَّ اليمنيينَ لديهم شجاعةٌ كبيرةٌ".
وتابعتْ: "في ذلكَ اليومِ، يومِ 6 مايو 2025، غرقتْ مقاتلةٌ أمريكيّةٌ من طرازِ 'إف - 18 سوبر هورنت' بقيمةِ 67 مليونَ دولارٍ بعد سقوطِها في مياهِ البحرِ الأحمرِ من على سطحِ الحاملةِ (هاري ترومان)".
وأكّدتْ استنفادَ الولاياتِ المتّحدةِ كلَّ مخزونِها تقريبًا من الصواريخِ الموجَّهةِ خلالَ شهرٍ واحدٍ فقط، ورغمَ ذلكَ فشلتْ في التفوّقِ الجوّيِّ وتحقيقِ أيِّ هدفٍ عسكريٍّ على بلدٍ يقلُّ نصيبُ الفردِ فيه من إجماليِّ الناتجِ المحلّيِّ عن نصيبِ الفردِ في هايتي".
واعتبَرَتْ أنَّ خسارةَ البحريّةِ الأمريكيّةِ طائرتينِ مقاتلتينِ أسرعَ من الصوتِ من طرازِ 'إف - 18 سوبر هورنت' بقيمةِ 130 مليونَ دولارٍ، تابعتينِ للحاملةِ 'هاري ترومان'، كانتْ بمثابةِ نقطةِ التحوّلِ بالنسبةِ للرئيسِ ترامبَ لاتّخاذِ قرارِ الانسحابِ من اليمنِ.
ونفَّذتِ القوّاتُ المسلّحةُ اليمنيّةُ (القوّةُ الصاروخيّةُ وسلاحُ الجوِّ المسيَّرِ) 1,835 عمليّةً بالصواريخِ والطائراتِ والزوارقِ المسيَّرةِ في المعركةِ العسكريّةِ (الفتحِ الموعودِ والجهادِ المقدَّسِ)، التي أعلنتْها صَنْعاءُ نهايةَ 2023 لإسنادِ غزّةَ ضدَّ العدوانِ والإبادةِ والتجويعِ الصهيو - أمريكيِّ.
وتواصلُ "اللوموند" سردَ قصّةِ انتصارِ صَنْعاءَ على واشنطنَ: "رغمَ المعاناةِ والحصارِ وعدوانِ تحالفِ العدوانِ العربيِّ - العبريِّ بقيادةِ السعوديّةِ، انتصرَ اليمنيّونَ على العدوانِ السعوديِّ الإماراتيِّ عامَ 2015، المدعومِ من أمريكا وبريطانيا و(إسرائيلَ)، ثمَّ ساندوا معركةَ طوفانِ 7 أكتوبرَ 2023، لعامينِ نُصرةً لغزّةَ ضدَّ العدوانِ الصهيو - أمريكيِّ".
وأكّدتْ أنَّ استهدافَ اليمنِ "إسرائيلَ" وسفنَها في المياهِ الإقليميّةِ بأسطولِه البحريِّ والجويِّ غيرِ المأهولِ، المكوَّنِ من ترسانةِ الصواريخِ الباليستيّةِ والفَوقِ صوتيّةٍ والطائراتِ المسيَّرةِ والزوارقِ المسيَّرةِ منخفضةِ التكلفةِ، أجبرَ العدوَّ 'الإسرائيليَّ' على وقفِ العدوانِ على غزّةَ.
وقالتْ: "شنَّتِ الولاياتُ المتّحدةُ وبريطانيا عدوانًا جويًّا باسمِ تحالفِ 'حارسِ الازدهارِ' من 19 دولةً، على المناطقِ الحُرّةِ التابعةِ لحكومةِ صَنْعاءَ التي انتصرتْ على بحريّةِ واشنطنَ بمعركةِ البحرِ الأحمرِ ضدَّ حاملاتِ الطائراتِ والمدمّراتِ الأمريكيّةِ والأوروبيّةِ المأهولةِ".
وأضافتْ: "البحريّةُ الأمريكيّةُ تكبَّدتْ خسائرَ فادحةً في البحرِ الأحمرِ؛ غرقَ جنودٌ من نخبةِ 'SEALS'، وسقوطُ طائرتينِ من طرازِ 'إف - 18 سوبر هورنت' من سطحِ حاملةِ الطائراتِ 'هاري ترومان'، التي هي أيضًا لم تَسلَمْ من ضرباتِ صواريخِ اليمنيينَ".
وخَلُصَ خبراءُ "اللوموند" إلى أنَّ نجاحَ القوّاتِ اليمنيّةِ في خنقِ حركةِ الشحنِ العالميّةِ في البحرِ الأحمرِ، التي انخفضتْ بنسبةِ 60%، وإسقاطَ عددٍ من طائراتِ 'ريبر إم كيو 9' ومقاتلاتٍ من طرازِ 'F-16 و F-35' بمئاتِ الملايينِ من الدولاراتِ في أجواءِ اليمنِ، بالإضافةِ إلى اختراقِ أنظمةِ الدفاعاتِ الجويّةِ الإسرائيليّةِ والأمريكيّةِ بالصواريخِ والمسيَّراتِ وضربِ عمقِ "إسرائيلَ"، يُعَدُّ انتصارًا إستراتيجيًّا وتفوّقًا عسكريًّا غيَّرَ موازينَ القوّةِ في المنطقةِ.
يُشارُ إلى أنَّ اليمنَ استهدفَ في معركةِ إسنادِ غزّةَ 228 سفينةً تجاريّةً وحربيّةً معاديةً، وأطلقَ 1,300 صاروخٍ ومسيَّرةٍ على الكيانِ، وأغلقَ ميناءَ "أمِّ الرشراشِ"، وأغرقَ أربعَ سفنٍ انتهكتْ قرارَ الحظرِ، وأسقطَ ثلاثَ مقاتلاتٍ أمريكيّةً من نوعِ "F-18"، و26 مسيَّرةً من نوعِ "MQ-9"، منها 22 في معركةِ "طوفانِ الأقصى"، وأربعٌ أثناءَ العدوانِ الأمريكيِّ - السعوديِّ.