السياســـية: تقرير || صادق سريع
"يشكّل تطوّر صناعة الأسلحة لصنعاء تحوّلاً إسـتراتيجياً يفرض على 'إسرائيل' إعادة رسم خرائط التهديد في منطقة الشرق الأوسط"، هكذا أقرّ معهد "الأمن القومي الإسرائيلي (INSS)".
واعتبر المعهد الصهيوني أن تطوّر صناعة الأسلحة في اليمن خلال العقد الأخير، وبشكل لافت، يؤكّد سعي صنعاء في تحقيق الاكتفاء الذاتي في إنتاج أنظمة الأسلحة المتطورة بقدرات ذاتية وقرار يمني مستقل.
وأكد أن قدرات صنعاء في تصنيع وتطوير الأنظمة الصاروخية من طراز الصواريخ الباليستية، والكروز والمسيّرات طويلة المدى، أصبحت تُجمع محلياً وتُصنّع داخل اليمن.
هذا الإقرار من معهد بحثي يُعدّ مركز صنع القرار السياسي والعسكري في "إسرائيل" (معهد الأمن القومي الإسرائيلي)، يمثّل شهادة من العدو على نجاح اليمن في فرض نفسه كفاعل عسكري رغم الحصار والحرب، ببناء بنية تحتية عسكرية تسليحية يمنية خالصة غيّرت موازين القوة في المنطقة.
المؤكد، حسب المعهد، هو نجاح نظام صنعاء خلال سنوات الحصار وتدخلات الحروب العدوانية في بناء نموذج مقاومة يمنية قوية تعتمد على جهود ذاتية داخلية لتطوير أسلحتها، وليس على التقنية الجاهزة من الخارج.
والخلاصة هي أن الصهاينة يشعرون بقلق كبير من تقدم قدرات أسلحة صنعاء (ترسانة صواريخ باليستية وفرط صوتية وانشطارية ومسيّرات وزوارق وانظمة دفاعية متقدمة بقدرات تدميرية هائلة)، وأنها شكّلت تحوّلات عسكرية إستراتيجية في المنطقة.
واستهدفت قوات صنعاء؛ في معركة إسناد غزة، 228 سفينة تجارية وحربية عدوانية، وأطلقت 1,300 صاروخ ومسيّرة على "إسرائيل"، وأغلقت ميناء "أمّ الرشراش"، وأغرقت أربع سفن، وأسقطت ثلاث مقاتلات أمريكية طراز F-18، و26 طائرة أمريكية نوع MQ-9 فوق أجواء اليمن؛ 22 منها في معركة الإسناد، وأربع في العدوان السعودي - الإماراتي - الأمريكي.
"إسرائيل" المستفيدة من فك الارتباط
في سياق آخر، قالت صحيفة "جي بوست" العبرية: "إن محاولة ما يسمى المجلس الانتقالي الجنوبي فك ارتباط جنوب اليمن ستمنح 'إسرائيل' حليفاً رئيسياً بموقع إستراتيجي في المنطقة ضد قوات صنعاء في خليج عدن".
وأضافت: "إن انفصال جنوب اليمن سيعزّز علاقة 'إسرائيل' مع الشركاء العرب في الجنوب الغني بالثروات النفطية والغازية والمعدنية".
وتابعت، في تحليل بعنوان "إسرائيل مستفيدة من انفصال جنوب اليمن، وثرواته تمنحها بدائل"، أن استيلاء ما يسمى المجلس الانتقالي المؤقت على المناطق الحيوية للسعودية في اليمن سيقلّل من نفوذ الرياض.
وأشارت الصحيفة إلى تصريحات ما يسمى رئيس المجلس الانتقالي، المرتزق عيدروس الزبيدي، كانت أخرها لصحيفة "ذا ناشيونال" في 24 سبتمبر الماضي، الذي أكد موافقته على تطبيع العلاقات مع "إسرائيل"، تحت مسمى "المعاهدات الإبراهمية" فور إعلان ما يسمى دولة الجنوب.
وكانت مليشيا الانتقالي الإماراتي سيطرت، في 3 ديسمبر الجاري، على محافظتي حضرموت والمهرة الغنيتين بالنفط والغاز، باحتلال عسكري باسم عملية "المستقبل الواعد لتحرير الجنوب"، وسط صمت وتواطؤ ما تسمى الشرعية ونظام الاحتلال السعودي.