السياســـية: تقرير || صادق سريع


أكدت نُخب يمنية وعربية أن خطة السيطرة على محافظتي حضرموت والمهرة، من قِبل مليشيا الاحتلال السعودي والإماراتي، تهدف إلى إعادة رسم الخارطة الجيوسياسية لتقسيم جغرافية اليمن، والسيطرة على ثرواته من النفط والغاز في المناطق الجنوبية والشرقية المحتلة.

واعتبرت في ندوة ملتقى "كُتاب العرب والأحرار" و"الحملة الدولية لكسر حصار مطار صنعاء" بعنوان "صمت المطبعين وأدواتهم عن خطط التقسيم في اليمن"، أن تواطؤ الاحتلال السعودي - الإماراتي مع محاولات مليشيا الانتقالي لانفصال جنوب اليمن، يشير إلى بدء رسم خارطة الشرق الأوسط الجديد (مشروع "إسرائيل الكبرى").

واتهمت النُّخب الأنظمة في الإمارات والسعودية بلعب دور وكيل الغرب المخرب لتقسيم الدول في السودان وليبيا والصومال واليمن، للسيطرة على الثروات النفطية والغازية والمعدنية، والممرات المائية في البحرين الأحمر والعربي وباب المندب وخليج عدن والجزر اليمنية.

وتساءلت النُّخب المشاركة في الندوة الخاصة بتطورات الوضع في المناطق الجنوبية والشرقية المحتلة، عن سر تراجع دور السعودية تجاه مؤامرة نظام أبوظبي، الذي دفع مليشيا ما يسمى المجلس الانتقالي الجنوبي لاحتلال المحافظتين، في حين أن الرياض قادرة على وقف أي مؤامرات تستهدف أمن واستقرار ووحدة اليمن.

ودعت النُّخب، في الندوة التي نسقها الناشط حسن مرتضى، مساء الجمعة الفائت، أحرار اليمن بشماله وجنوبه وشرقه وغربه، إلى الاستعداد لمواجهة مؤامرات ومخططات التقسيم ضد دول الاحتلال السعودي والإماراتي وانظمة الاستعمار الأمريكي والبريطاني، لتفتيت اليمن وسلب قراره وانتهاك سيادته ونهب ثرواته.

وأكدت النُّخب السياسية والعسكرية والإعلامية، أن احتلال محافظتي حضرموت والمهرة شرق اليمن من قِبل مليشيا أبوظبي تمّ بتواطؤ من الرياض، وبإشراف وموافقة من صُنّاع القرار في واشنطن ولندن الذين رسموا الخطة، لتوسيع نطاق خارطة النفوذ والأطماع الصهيو - غربية بتقسيم اليمن إلى كيانات صغيرة.

والأمر المحسوم، برأيهم، أن أنظمة الاحتلال تهدف من هذه الخطة إلى السيطرة على ممرات وخطوط الملاحة البحرية الدولية بالمياه الإقليمية، لتأمين وجود الاستعمار الأمريكي والإسرائيلي والبريطاني في الجزر والممرات البحرية اليمنية، وتأمين سفن "إسرائيل"، وتوسيع رقعة مشاريعها الاستيطانية في المنطقة.

وكانت صحيفة "ذا تايمز" الإسرائيلية كشفت عن مباحثات سرية بين وفود من ما يُسمّى المجلس الانتقالي الجنوبي الإماراتي و"إسرائيل"، تحت مسمى "القضية المشتركة"، لمواجهة قوات صنعاء المساندة لغزة في معركة طوفان الأقصى ضد العدوان الصهيوني - الأمريكي.

في حين اعتبرت صحيفة "جي بوست" العبرية أن انفصال الجنوب سيمنح "إسرائيل" حليفاً رئيساً في خليج عدن، هي مليشيا الانتقالي ضد قوات صنعاء، من خلال استثمار موارد النفط والغاز والمعادن في حضرموت المحتلة، من خلال الشراكة الاقتصادية مع مرتزقة الإمارات.

ويُشار إلى أن ما يُسمّى رئيس المجلس الانتقالي، المرتزق عيدروس الزبيدي، أعلن مراراً عبر وسائل الإعلام موافقته على التطبيع مع "إسرائيل"، تحت ما يُسمّى "معاهدات إبراهام"، فور إعلان ما يُسمّى دولة الجنوب.

وكانت مليشيا ما يُسمّى المجلس الانتقالي الجنوبي قد سيطرت، في 3 ديسمبر الجاري، على محافظتي حضرموت والمهرة الغنيتين بالنفط والغاز، باحتلال عسكري باسم عملية "المستقبل الواعد لتحرير الجنوب"، وسط صمت وتواطؤ ما تُسمّى الشرعية ونظام العدوان والاحتلال السعودي، وما تسمى الجامعة العربية والأمم المتحدة.