كبيعة الدنبوع لسلمان الفقر
السياسية || محمد محسن الجوهري*
قبل نحو عشر سنوات، جاهر عبدربه منصور هادي بخنوعه لآل سعود حد المبايعة، وكان ذلك في لقاء تلفزيوني شهير ولا تزال بواقيه على مواقع الشبكة العنكبوتية، وهي البيعة التي تستحق أن تخلد وأن تتحول إلى مثل وأعجوبة تتناقلها الأجيال للسخرية والعبرة مثلها مثل حكاية "مواعيد عرقوب" و"جزاء سنمار" وغيرها من مساخر العرب وإرثهم الفكاهي.
والسبب هو المصير الذي انتهى له الدنبوع ببيعته تلك، وهو المآل الذي وصل إليه خونة الأمس جميعاً، وينتظر خونة اليوم كالعليمي والعرادة وغيرهم من الصغار، فالخائن لا قدر له عند أسياده، فهو في رأيهم بلا عهدٍ ولا ذمة وأن ما يتقاضاه من المال حين خيانته هو ثمنه الحقيقي ولا حاجة للإنفاق عليه من بعد انتهاء دوره المرسوم له، وهذه هي سنة كونية في كل المنافقين عبر التاريخ، كأبي رغال وحتى عفاش الذي أحرقه حلفاء السعودية وهو يصلي دون أن يراعوا الخدمات الجليلة التي قدمها لهم مدة حكمه.
وهذه السنة قائمة على آل سعود أنفسهم، فمحمد بن نايف، رجل المخابرات الأميركية الأول في المنطقة لقرابة العقدين، انتهى أمره بالعزل ثم الاعتقال والإخفاء، وتلاشت بذلك كل الوعود الصهيونية له ببلوغ سدة الحكم وأن يكون الرجل الأول من الجيل الثالث لخلافة المملكة، ومن يدري! فكما تلاشى بن نايف قد يتلاشى بن سلمان قبل أن يستقر له الحكم فالأوضاع مهياة لزوال الإفساد السعودي وتحرير بلاد الحرمين من رجسهم.
إلا أن اليمن، تفوق على سائر البلاد العربية بأرخص الخونة والعملاء، فالدنبوع كان أرخص بكثير من عفاش، وأسرة الأخير أرخص من الدنبوع، وهذه متلازمة تعاني منها اليمن وكأنها سنة إلهية، فاليمني الذي يتخلى عن الحق ويخون قدره أن يكون في الأسفلين، بخلاف الشرفاء من أبناء الوطن الذين نراهم في مقدمة الصفوف دفاعاً عن كرامة اليمن والأمة الإسلامية بكل طوائفها، وكان لهم قصب السبق في كسر هيبة العدوين الأميركي والإسرائيلي في البحار اليمنية وما دونها من المياه الدولية.
والأشرف لنا أن نكون مع السيد ورجاله في كل مواقفهم فهم الشرفاء دوماً ولا شرفاء من بعدهم، ما لم فإن البديل هو الانتهاكات المروعة التي تطال الأمة على يد الصهاينة وأذنابهم، ومن العار على كل يمني شريف أن يتحالف مع خونة الانتقالي وزعيمهم الخائن عيدروس الزبيدي، فمثل هؤلاء لا دين لهم ولا شرف ولا قبيلة، ولنا أن نتخيل مصير القبيلة اليمنية وأشرافها إذا سقطت تحت حكمهم، والحديث هنا عن مأرب العز التي ينتظرها الاحتلال الإماراتي عبر أرخص مرتزقة في العالم، وللأسف، سنشاهد حينها مآسي كتلك التي ينفذها عملاء الإمارات في الفاشر السودانية.
ولا خيار أمام اليمني الحر إلا المواجهة الشريفة معهم فالموت أشرف من ركوب العار، خاصة وأننا نعيش في زمن الرجال فقد قيض الله سيد ورجاله لحماية شرفاء اليمن من الاستعباد لعبيد العبيد، وفي التخلي عنهم الخسران في الدارين، تماماً كما حدث للدنبوع وغيره من العملاء، ويكفي أن نتذكر بأن الإمارات تشترط على عملائها رهن عائلاتهم لديها، فكيف سيكون مصير العائلات الحرة الشريفة لو سقطت مأرب وغيرها – لا قدر الله.
* المقال يعبر عن رأي الكاتب

