عدنان عبدالله الجنيد*

هكذا كيف هزّ شهيدٌ يمنيٌّ منظوماتِ الاستكبار.. من صعدة القرآن إلى بحار العالم، ومن يمن الإيمان والحكمة، حَيثُ تنبت الجبال الصوان؛ خرج زكريا عبدالله يحيى حجر، لا ليكون اسمًا في سجل عسكري، بل ليكون معادلة تاريخية جديدة.

هو عقل حرب يعمل بصمت، هندس الردع وبرمج الخوف في منظومات العدوّ، وحوّل اليمن من ساحة مستهدفة إلى مركز ثقل استراتيجي عالمي.

حين تحول "الذِّكر" إلى مختبر والعقيدة إلى سلاح

لم يكن إدراج اسم زكريا حجر في قوائم العقوبات الدولية عام 2022 إجراء سياسيًّا، بل كان اعترافًا استراتيجيًّا بأن هذا الرجل هو أحد أخطر العقول التي أنجبتها مدرسة البحوث والتطوير العسكري.

لقد كان مهندس كسر احتكار السلاح، الذي حوّل الحصار إلى دافع للابتكار، ونقل اليمن من الاستيراد إلى الهندسة العكسية الشاملة؛ فكان "ذكر الله" عنده بناءً لقوة ترهب الطغيان.

"يحيى".. الذي أحيا الردع فأمات الأساطيل

بقيادة هذا العقل السيادي، تحول البحر الأحمر وباب المندب والمحيط الهندي إلى خرائط اشتباك يمنية.

لقد أحيا الأُمَّــة بالفعل لا بالبيانات، فكانت النتيجة:

إغلاق ميناء "إيلات" وشل الملاحة الجوية للعدو.

إجبار حاملات الطائرات الأمريكية على الانسحاب.

استنزاف منظومات "إيجيس" بسلاح محلي الصنع ومنخفض الكلفة.

"هاجر".. الرعب الذي سكن قلب "تل أبيب"

باسمه الحركي "هاجر"، أعاد تعريف الهجرة؛ فلم يهاجر من أرضه، بل هاجر بالرعب إلى عاصمة العدوّ.

طائرة "يافا" لم تكن مُجَـرّد مسيرة، بل كانت صفعة استخباراتية فضح بها القبة الحديدية، وقطع مسافة 2000 كم من البرمجة والإرادَة ليُعلن أن يافا المدينة الموسومة احتلاليًّا بـ"تل أبيب" لم تعد آمنة.

موكب النور: حين يرتقي القادة معًا

في يوم خالد، ودعت صنعاء كوكبة من أركان مشروع الأُمَّــة، الذين ارتقوا في صفوف المواجهة المتقدمة:

الشهيد اللواء زكريا عبدالله يحيى حجر.

الشهيد اللواء محمد خالد الحيفي.

الشهيد العميد أحمد عبدالله حجر.

الشهيد العميد حسين يحيى الهاشمي.

الشهيد العميد عبدالله يحيى حجر.

هؤلاء القادة آمنوا أن معركة "الفتح الموعود والجهاد المقدس" ليست معركة حدود، بل معركة كرامة ومقدسات.

انطلق موكب تشييعهم وصنعاء تجدد العهد بأن دماء القادة لا تُطفئ المعركة، بل تُشعل مراحلها القادمة.

الخلاصة: دماءٌ تُزهر نصرًا وأُسرٌ تصنع أممًا

رحل الخبير المجاهد زكريا حجر، لكنه ترك خلفه مدرسة كاملة في تحويل العلم إلى جهاد والبرمجة إلى ردع.

وتتجلى عظمته في الجذر الذي أنبته؛ "آل حجر"، الأسرة التي قدمت الشهيد الخامس (زكريا) بعد الشهداء (عبدالمطلب، علي، يحيى، ومحمد).

إن الأسر التي تنجب الشهداء هي التي تحمي الأمم من الانكسار.

العهد: نعاهدك يا زكريا، أن ما بنيتموه لن يكون ذكرى بل عقيدة عمل.

ستظل صواريخكم ومسيراتكم سارية المفعول في كُـلّ بحر وسماء، وستبقى دماؤكم هي الوقود الذي يدفع الأُمَّــة نحو القدس.

نم قرير العين، فخلفك رجال لا ينامون، وشعب قرّر أن يكون في قلب المعركة.. لا على هامش التاريخ.

* المقال يعبر عن رأي الكاتب
* المسيرة نت