لن نقف مكتوفي الأيدي
عبدالعزيز الحزي —–
لن نقف مكتوفي الأيدي، هذا هو لسان حالنا نحن اليمنيون تجاه حماقة العدوان التي تقوده السعودية والإمارات واحتلالهما لأجزاء من أرضنا الحبيبة في الجنوب، وتصرفاتهما التي تخالف جميع الشرائع والأعراف وحقوق الإنسان، وحشر أنفهما في ما ليس لهما دخل فيه، والاعتداء على أمن واستقلال وسيادة اليمن تحت مرأى ومسمع العالم أجمع.
تطورات الأوضاع التي تحدث في اليمن عموما وفي العاصمة الاقتصادية عدن والمناطق الجنوبية المحتلة خصوصا بين الفينة والأخرى والسيطرة الإماراتية على المدينة الساحلية المهمة، وخلافاتها الصورية مع السعودية لن تنطلي هذه الألاعيب على أبناء شعبنا في الجنوب أو الشمال، إذ إن الجميع بات يدرك أن السعودية والإمارات هما وجه لعملة واحدة، واحتلال من نوع جديد يقدم نفسه في اقبح صورة، وتعتمد تلك الدولتان دعم جميع الاطراف عبر وسطائهما، في مقابل نشر الخلافات وتسويقها ليصبح الكل في حالة احتراب، من أجل مصالحهما الآنية التي تعملان على تسويقها نحو المجهول اليمن، كما تتبع السعودية والإمارات أسلوب خطير في تعميق الانقسام بين أبناء الشعب لكن كل هذا الآن بات مكشوفا وسينكسر أمام وعي الشعب الذي أصبح يدرك خطورة التورط مع هاتين الدولتين المارقتين والاعتماد عليهما وتدخلهما في الشؤون الداخلية للبلاد.
حوارات الرياض واجتماعاتها التي تستضيفها العاصمة السعودية بين الفينة والأخرى ودعوتها أطراف الصراع في عدن أو في أي جزء من اليمن هي بمثابة المخدر للذبيحة قبيل الذبح، فهل تنطلي على اليمنيين مثل هذه الحيل الضعيفة؟ وهل يصبح الجزار هو الراعي والحنون على ذبيحته؟! يتباكى ويشتد حزنه علي الذبيحة من شدة افراطه في استخدام القوة تجاهه.
هكذا اصطدمت حسابات دول العدوان بوعي ابناء شعبنا في الشمال أو الجنوب الذي اصبح يدرك حقيقة سياسية (فرق تسد) التي تمارسها الرياض وأبو ظبي في اليمن، كما أدركت الغالبية من ابناء شعبنا أنما يحدث في هذا الاتجاه ما هو إلا “اتفاقات وتفاهمات بين الدولتين الطامعتين (السعودية والإمارات) في الثروات والمقدرات على اقتسام اليمن” بينهما.
وكما نعلم بأن الإمارات هي أهم حلفاء السعودية في عدوانها على اليمن،حتى وإن اختلفت أهدافها عن أهداف حليفتها ، ومع اختلاف الأهداف والمصالح والحلفاء، فإن الإمارات والسعودية هما عقبتان رئيستان أمام وقف الحرب في اليمن.
ولذا أصبحنا أبناء الشعب اليمني على يقين أن الجدير بنا هو تحكيم العقل وتغليب المصلحة العليا لليمن كوطن يتسع للجميع وعلى كل الأطراف تحمل المسؤولية لإنقاذه من مآلات أسوأ لو استمرت الخلافات، فاليوم السعودية والإمارات تتلاعب بالجميع من أجل اغراق اليمن وأهله في نفق الحروب والصراعات والخيانات والاغتيالات, ولذا علينا انتهاج سلوك واضح تجاه المعتدي الذي يريد تمزيق البلاد، والتطلع إلى مستقبل أفضل بعيدا عن دول العدوان التي ترغب فيما ليس ممكن أن يكون من بسط وصايتها على أبناء شعبنا ومقدراته وثرواته.
فعلى مدى الخمس السنوات من هذه الحرب التي طالت واستفحلت بفعل العدوان من قبل السعودية والإمارات التي تسعيان إلى عداوة دائمة مع أبناء شعبنا في أرجاء اليمن، والتي أثارت حفيظة اليمنيين فأصروا على أنهم لن يقفوا مكتوفي الأيدي وسيواجهون العدوان بكل قوة وبأس شديد، والله من وراء القصد.