نصر القريطي :

ليست المرة الأولى ولن تكون الأخيرة التي تمتد فيها يد العدوان لتطال كل أنواع الحياة في بلادنا حتى تلك التي ليست للبشر…

حقدٌ دفينٌ يتطاول يوماً بعد يوم ليطال كل ما هو حيٌّ في هذا البلد  كاشفاً عن حقيقة كيف يفكر هؤلاء وكيف فقدوا انسانيتهم وهم يسعون لتنفيذ مخططات الأمريكان والصهاينة في بلادنا..

قصف العدوان مرافئ الصيادين وأسواق المواشي ومزارع الدواجن والأبقار.. هكذا تعبر قوى العدوان عن حقيقة أفكار هؤلاء ومبادئهم ونواياهم..

يوماً قال أحدهم أن هذه الممالك الشريرة لا تعرف أخلاقيات الحروب وأن معاركهم كلها بلا شرف لكننا نعتقد أن هؤلاء أيضاً يحقدون على الانسانية كلها ويستهدفون مبدأ “الحق في الحياة”..

بالأمس امتدت الأيادي القذرة لـ”بن سلمان” لتمتد إلى “حظيرة الخيول” بالكلية الحربية بصنعاء.. الموقع معروفٌ بإحداثياته لدى تحالف العدوان والأمم المتحدة والمنظمات الانسانية العاملة في بلادنا.. لكنه الحقد الأعمى وانتقام الجبناء العاجزين.. إنه الحقد على كلِّ ما هو عربيٌ أصيل..

أكثر من سبعين خيلاً عربياً أصيلاً نفقت في هذه الغارة الجبانة وأصيب ثلاثين خيلاً آخرين في جريمةٍ بشعة لا مبرر لها سوى الحقد على الأصالة كل الأصالة ولو كانت لبهيمةٍ عجماء لا ذنب لها سوى أن عدونا يعجُّ بعقد النقص التي تعصف به فتحيله وحشاً بشرياً يتعطش للدماء حتى ولو كانت لغير البشر..

عجز السعوديون أن ينتصروا علينا في ميادين القتال وعجزوا أن يصدوا هجماتنا الصاروخية والمسيرة فعمدوا عوضاً عن ذلك لقصف المدنيين في بيوتهم ومنازلهم وأسواقهم وقراهم وكان آخر ضحاياهم هذه الخيول العربية الأصيلة..

الحُجة التي أوردها تحالف العدوان للغارة التي طالت حظيرة خيول الكلية الحربية بصنعاء كانت استهداف خبراء من الحرس الثوري الإيراني العاملين في اليمن..

عذرٌ ليس أقبح منه إلّا وجه منفذي هذه الجريمة وأسيادهم فهل هذه الخيول العربية الأصيلة هي الخبراء الإيرانيين الذين قصدهم متحدث العدوان العسكري..

صورٌ مؤلمةٌ لخيول اضطرت أن تعيش ما يعيشه كل أبناء هذا الشعب فكان منها النافق والجريح الذي لا زالت دماءه تنزف بعد عدة غارات شُنت على ذات الهدف..

صورة “الخيلة الأم” التي كانت تقف فوق مهرتها النافقة كانت كيفلةً بأن تعكس حقيقة أن هؤلاء الذين يستهدفون الحق في الحياة أيَّاً كانت هذه الحياة لبشرٍ أو طيرٍ أو حيوان..

لا يفرق هؤلاء بين ضحاياهم فهم فقط يريدون أن يغذوا غريزة الانتقام لديهم وأن يشعبوا نهمهم للدماء أيَّاً كان مصدرها..

يقف هؤلاء الفاشلين عاجزين عن الرد على صواريخنا ومسيراتنا التي أوجعتهم فيستهدفوا عوضاً عن ذلك البيوت والأسواق ومرابض الخيول ومزارع المواطنين والمستشفيات.. حربهم قذرةٌ في مبدأها ومسارها واخلاقياتها وتحديد اهدافها..

يبقى التساؤل الأهم في هذه الجريمة لماذا استهدفت طائرات العدوان بغاراتٍ وحشيةٍ حظيرة خيول الكلية الحربية بصنعاء دوناً عن غيرها..

الإجابة على ذلك لا تحتاج لكثيرٍ من التأمل والتفكير.. حقد “آل سعودٍ” وأدواتهم على كل ما هو عربيٌّ أصيل هو الدافع وراء هذه الجريمة القذرة..

عُقَدُ النقص التي تعصف بهؤلاء القتلة هي الدافع وراء كل جرائمهم الحاقدة على كل شيءٍ في هذا الوطن العظيم وشعبه الذي يغيظهم أنه لا يزال بهذه العزة وهذه الكرامة وهذا الصمود وهذه الأصالة بعد أكثر من خمسة أعوامٍ من العدوان البربري الغاشم..

على الرغم من بشاعة جرائم هؤلاء فإن الجانب المضيء فيها أنها تكشف حقيقتهم وأخلاقياتهم وحقدهم الدفين على الأصالة بكل صورها..

جرائمهم ليست سوى مرآةٍ للحقيقة التي يحاولون أن يخفونها عن العالم أجمع.. هم ليسوا أكثر من مجرمين قتلة حاقدين ليس على البشرية والإنسانية فحسب بل وعلى الأصالة حتى لو كانت لبهيمةٍ خلقها الله رمزاً للجمال والأصالة والقرب من البشر..

ستستمر جرائم هذا العدوان القذر وستستمر صورة “آل سعود” وحقيقتهم البشعة في الانكشاف أكثر فأكثر وسيقابلها صمود اليمن كل اليمن شعبه وأرضه ومبادئ أهله الطيبين وأخلاقياتهم..

سيكتب التاريخ أن “آل سعودٍ” كرهوا كل ما هو أصيلٌ في هذا الوطن فاستهدفوه لأنهم يفتقدون إلى الأصالة في كل شيء.