مجيب حفظ الله —

تلعب قوى العدوان في جنوب الوطن المحتل لعبةً رخيصةً تستخدم فيها أدواتها كدمىً تحركها بخيوط وأجندات العمالة والتخريب.

هذه المرة تلعب الرياض وأبوظبي مع حكومة المرتزقة التي تصف نفسها بالشرعية “لعبة شدِّ الحبل” وفيما تستضيف عواصم العدوان هؤلاء المرتزقة تقوم بتكتيفهم بأوامر قهرية في فنادقها وتترك الحبل على الغارب لتخرج الأمور عن السيطرة في عدن سواءً على المستوى الأمني أو على المستوى الصحي المقلق في المدينة المنكوبة.

خيوط هذه اللعبة باتت واضحةً جليةً في التصريحات التي تطلقها بين الفينة والأخرى أبواق العدوان ورموزه المأجورة، وكلّما رأى هؤلاء بأن نار الفتنة على وشك أن تخبو، سارعوا لإطلاق المزيد من تصريحات إثارة الفتنة التي يأملون من وراءها أن يضمنوا السيطرة على أطراف هذه اللعبة.

في مقال نشرته “صحيفة عكاظ” المقربة من الاستخبارات السعودية يقول الرئيس السابق لتحريرها “فهيم الحامد” إن من يزعم بأن “اتفاق الرياض” الموقع بين أطراف المرتزقة لن يتم تنفيذه فهو واهم.

يتحدث هذا الكاتب عن اتفاق الرياض وكأنه لا يزال هناك شيءٌ منه على الأرض أو تم تنفيذه أصلاً، صحيح أن أبوظبي هي من تمول “المجلس الانتقالي” لكن السعودية هي من تنفذ الشق الآخر من دعم الانفصاليين بشدّها على حبال الاخوان وتلاعبها بحكومة فنادق الرياض.

تعمل الرياض وأبوظبي على تنفيذ كل البنود المناقضة لاتفاق الرياض الذي مات قبل أن يولد ثم يخرج أبواقها وأقلامها المأجورة ليقولوا بأن من لا يؤمن بأن بنود هذه المهزلة ستنفذ فهو واهمٌ فيما هم يعيشون الوهم بكل صوره وأشكاله.

يضيف المدعو “فهيم الحامد” أن الرياض ستظل دوماً ملتزمةً بدعم من تصفها بـ”الحكومة الشرعية” ولا ندري ما الذي يقصده بهذا الدعم.. هل احتجاز الفار هادي وحكومته في فنادق الرياض وترك عدن لميليشيات الانفصال هو استمرارٌ لهذا الدعم.

هل أيكال الأمر في عدن للإمارات هو الطريقة التي تدعم بها الرياض الحكومة التي تصفها بالشرعية، وهل ذاك أحد بنود اتفاق الرياض السرية.

الأمر برمته مهزلةٌ ولعبةٌ تمارسها السعودية والوهم الوحيد الحقيقي الموجود على الأرض هو الذي تعيشه أدواتها التي لا تزال تعتقد بأن الرياض يمكن أن تقف في صفها أو تتشدد لها في أي معركةٍ حقيقةٍ وشيكة مع ميليشيات المجلس الانتقالي.

على الطرف الآخر من لعبة شدِّ الحبل التي تمارسها قوى العدوان تقف أبو ظبي وأبواقها الإعلامية في صف الانفصاليين وتدعمهم بطريقة واضحة.. ولا ندري عن اي تحالفٍ يتحدث هؤلاء.

فعلى النقيض تماماً من الكلمة التي كتبها فهيم الحامد في صحيفة عكاظ، تنقل صحيفة “البيان الإماراتية” تغريدةً للمستشار السياسي لمحمد بن زايد المدعو عبدالخالق عبدالله يدعو فيها لمساندة ميليشيات المجلس الانتقالي ويهاجم فيها حكومة الفار هادي التي يفترض بأن أبوظبي دخلت الحرب في بلادنا لدعمها.

يضيف مستشار بن زايد بأن المجلس الانتقالي، حليفٌ يعتد به في الجنوب للتحالف العربي ولا ندري أي صيغة تحالفٍ هذه التي لا تزال الرياض وأبوظبي تتحدث عنها وكل طرف يضربها في مقتلها.

بعيداً عن هذه الألعاب الخطرة التي تمارسها عواصم العدوان مع أدواتها التي تعيش في الوهم فإن ما يجري في عدن من معارك بين الميليشيات المتناحرة وترك المدينة لتقتل أهلها الأوبئة هي جرائم حربٍ سيسجلها التاريخ ضد هذا العدو الذي ابتليت به هذه المدينة المنكوبة.