(السياسية) مجيب حفظ الله:

 

من لندن إلى باريس إلى واشنطن إلى اسلام أباد إلى القاهرة وعمّان.. الكل عرباً وأعراب.. اسيويين وغربيين.. حكوماتٍ ومنظمات.. الكل يدين الهجمات الصاروخية التي ينفذها أبطال الجيش اليمني ضد أهدافٍ استراتيجيةٍ وعسكريةٍ في العمق السعودي..

 

بالمقابل وفي ذات التوقيت وعلى مرآى ومسمع العالم كله تشن مئات الطائرات هجماتٍ على كل المدن اليمنية تقريباً وتضرب أهداف مدنية بصورة عشوائية ولكن العالم كلُّهُ يخرس ولا يسمع له صوتٌ ولا يرى له موقف..

 

هذه هي حقيقة مقياس الضمير الانساني الجمعي المنافق فيما يخص جرائم الحرب التي يرتكبها العدوان بحق شعبنا وموقفهم من ردنا عليها..

 

يقول رئيس البرلمان الصوري العربي أن برلمانه يدين بأشد العبارات الهجوم الذي وصفه بالإرهابي الذي تعرضت له السعودية من قبل من اسماهم بالحوثيين.. وطالب المجتمع الدولي بضرورة اتخاذ موقفٍ حازم لوقف هذه الأعمال التي وصفها بالارهابية..

 

يعيش هذا المنافق بين سندان الرفاهية التي يوفرها أسياده في الرياض وابوظبي وبقية عواصم الخليج وبين مآسي الأمة التي لا يلقي لها بالاً..

 

لم يعلق أبداً من يدعي أنه أحد ممثلي الشرعية في الوطن العربي على قصف الطائرات على بلادنا الذي لم يتوقف منذ خمس سنين والذي استهدف المدنيين وطال البشر والحجر والحيوانات والشجر لكن ضميره سرعان ما يستيقظ مع كل ردٍّ مشروعٍ لنا يطال السعودية..

 

بدورهما سارعت لندن وباريس لإدانة الرد الصاروخي الذي طال أهداف مشروعةٍ في المملكة..

 

قفزت العاصمتين الغربيتين فوق تقرير منظمة العفو الدولي الذي استمر اعداده عاماً كاملاً والذي وثقتا فيه دور فرنسا وبريطانيا في الحرب العدوانية التي يشنها دول العدوان على بلادنا..

 

يقول التقرير الدقيق الذي أعدته المنظمة الدولية أن لندن تولت الجزء الأكبر من الحرب الجوية على بلادنا عبر سربٍ كاملاً من المقاتلات البريطانية المكون من 750 مقاتلة من طراز تايفون..

 

وأن بريطانيا فتحت معسكراتٍ وقواعد جوية لتدريب الطيارين والجنود السعوديين وهذا وفقاً لاحصائيات العام المنصرم 2019 فقط..

 

يضيف التقرير الدولي أن باريس تسير على خطى لندن وتفتح قواعدها لتدريب الطيارين والجنود السعوديين على أحدث اساليب القتل والاستهداف..

 

لم تكتفي باريس بذلك فحسب بل إنها فتحت اراضيها لتدريب السعوديين في معسكراتٍ تابعةٍ للجيش البلجيكي في الأراضي الفرنسية..

 

يشارك العالم كله بصورةٍ مباشرةٍ أو غير مباشرةٍ في العدوان على بلادنا ما بين الشراكة المباشرة والتعاون اللوجستي والتغطية على جرائم الحرب التي يرتكبها تحالف العدوان في بلادنا أو تسكين الضمير والصمت عليها..

 

وحينما نمارس حقنا في الرد المشروع نجد صحوةً مفاجئة لضمائر هؤلاء ونراهم يتباكون على قصفنا للعمق السعودي على الرغم من أننا نقصف اهدافً عسكرية واستراتيجية مشروعة ولم يسجل منذ بدء الحرب قصفٌ يمني طال أحياء سكنية أو أهداف مدنية..

 

موازين دولية تعتمد النفاق والرياء وامعان من المجتمع الدولي في الوقوف إلى جانب المجرم على حساب الضحية لكن كل ذلك لن يثنينا عن الصمود في وجه هذه الحرب الكونية الظالمة وسنمضي في درب الصمود في وجه العدوان إلى ان ينصر الله الحق وأهله..