السياسية : مجيب حفظ الله:

حينما نحتسب ترتيب عواصم العدوان فإننا أمام مفترق طرقٍ الأول يجعل من الرياض وأبو ظبي هما العاصمتين الرئيسيتين في العدوان على بلادنا لكن الطريق الآخر أيضا يؤكد بأن واشنطن ولندن لا تقلان في تورطهما في هذه الحرب العدوانية على بلادنا في كل المستويات..

على هذا الصعيد تتوالى الاعترافات الأمريكية البريطانية بالتورط في هذا العدوان وليس آخرها ما كشف عنه مسئولون في الخارجية الأمريكية من مخاوف ملاحقاتٍ قانونية ستطال كبار مسئولي الخارجية الأمريكية بسبب جرائم الحرب التي يرتكبها السعوديون والإماراتيون في بلادنا بشراكةٍ أمريكية كاملة..

 

 

 

 

لا نتحدث هنا عن ضباط وجنرالات في الجيش لكننا نتحدث عن تورط الساسة الأمريكان في الانغماس في جرائم الحرب المرتكبة بحق المدنيين الأبرياء في بلادنا..

ذاك ليس اتهاماً نوجهه لهم بل هو اعترافٌ ساقته إحدى أشهر الصحف الأمريكية على لسان مسئولين كبار في الخارجية الأمريكية.. وفقًا لتحقيق أجرته صحيفة “نيويورك تايمز”.

كان ذاك على الصعيد الأمريكي.. بريطانياً ايضاً فإن لندن لا تقل في تورطها عن واشنطن في هذه الحرب..

على هذا الصعيد أكدت صحيفة الـ”اندبندنت” بأن الحكومة البريطانية لا تزال تساعد في ارتكاب جرائم حربٍ في اليمن..

الصحيفة اللندنية الشهيرة أكدت ان استمرار لندن في بيع الأسلحة للرياض وابوظبي يجعل البريطانيين شركاء فيما يرتكبه السعوديون والإماراتيون من جرائم في بلادنا ليس ذاك فحسب بل إن الحكومة البريطانية تعمدت تجاهل امراً من المحكمة العليا في لندن يحظر تصدير الأسلحة للسعودية والإمارات بسبب الحرب في بلادنا..

في احدث تقاريره بشأن الحرب العدوانية على بلادنا حذر مجلس حقوق الانسان التابع للأمم المتحدة الحكومة البريطانية من الاستمرار في مساعدة السعوديين والإماراتيين على ارتكاب جرائم حرب في بلادنا..

وسلط التقرير الضوء على جرائم الحرب والانتهاكات المتواصلة ضد الإنسانية التي ترتكب في بلادنا منذ ما يقارب الأعوام الستة..

التقرير أيضاً ذكر احتمالية ادراج لندن وواشنطن والدول التي تقدم أسلحة للسعوديين والإماراتيين ضمن قائمة الدول التي تساعد وتدعم ارتكاب جرائم حربٍ في اليمن..

تعلق حملة مناهضة الاتجار بالأسلحة التي تتخذ من العاصمة البريطانية مقراً لها على تقرير الأمم المتحدة بأن موقف الحكومة البريطانية مشبوهٌ وأن اتجاهاها لقرارات المحكمة العليا يشير إلى تورطها في جرائم الحرب في بلادنا مع سبق الإصرار والترصد..

 

 

 

 

وبدورها تعبر منظمة “انقذوا الأطفال” البريطانية عن ذعرها من عدد الأطفال الذين تعرضوا للموت والتشويه جراء الغارات الجوية في اليمن والتي تمثل الطائرات البريطانية حجر الزاوية فيها..

تتوالى ردود الأفعال الدولية على استمرار بريطانيا وأميركا في هذه الحرب العدوانية غير المبررة على بلادنا لكنها أصوات لا ترقى لتشكيل موقفٍ ضاغطٍ يجعل جنرالات الحرب في واشنطن ولندن يعيدون التفكير في العدول عن الاستمرار في هذه الحرب.