التورط التركي في اليمن وواقع المعركة القادمة في الساحل الغربي
الدكتور علي أحمد الديلمي *
يبدو أن أستراتيجية تركيا على المدي الطويل ستكون بإتجاه اليمن والمتابع للشأن اليمني يدرك تماما أن التحضيرات العسكرية والتجييش الذي يتم في مناطق الحجرية بإتجاه المخاء يؤكد أن تركيا ستعمل على تقويض الدور الإماراتي من خلال الاشتباك مع قوات طارق صالح المتواجدة في الساحل الغربي بواسطة شركائها المحليين والأقليميين .
إن النشاط العسكري والتحضيرات الغير مسبوقة والتي يتم التحضير لها من قبل الجماعات المسلحة التابعة لحزب الإصلاح والإخوان المسلمين من أجل خوض معركة الساحل الغربي هي في أطار رغبة تركيا أن يكون لها تواجد أكبر من أجل الاستفادة من وضع جيوإستراتيجي أقليمي يمكنها من بسط نفوذها على قوس البحر الأبيض المتوسط وتتمكن من إعادة حلفاءها الاخوان المسلمين في بسط نفوذهم على مناطق الساحل الغربي ومحافظة شبوة وحضرموت حتي تتمكن من مواجهة دول التحالف وإضعافها في سبيل الحد من تدخلها في مناطق النفوذ التركي في قوس البحرالابيض المتوسطإن الدور التركي بداء يتزايد في المنطقة العربية من سوريا إلي قطر وليبيا والعراق من خلال التواجد العسكري المباشر كما أن التورط التركي المتزايد في اليمن يعتبرة البعض غير واقعي ومبالغ فيه بحكم أن الموقف التركي كان دائما إلي جانب الشرعية وأعربت تركيا عن دعمها المتكرر لتدخل دول التحالف في اليمن لكن تركيا كما يبدو لديها الطموح في أن يكون لها تواجد في البحر الاحمر ومضيق باب المندب من أجل الدفاع عن مصالحها بحكم التغيرات التي حدثت وتحالفها مع قطر وتدخلها العسكري في ليبيا وحاجتها للضغط على معارضيها في مناطق نفوذها مثل السعوديه والإمارات ومصر
هناك شواهد كثيرة تؤكد أن النشاط التركي الحذر والمخفي فعليا في اليمن يتركز حاليا في ثلاث مناطق ساحلية يمنيةشبوة وسقطرى والمخا بمحافظة تعز وتعمل تحت غطاء جمعيات الإغاثة الإنسانية التي يديرونها كوادر من حزب الإصلاح والإخوان المسلمين وهي أعمال تندرج في أطار التحضير للمعركة القادمة مع قوات طارق صالح ومليشيات المجلس الانتقالي وهي أستمرار للحملة الامنية في ريف تعز الجنوبي الغربي لإسقاط ما وصفها قائد محور تعز المنتمي لحزب الاصلاح خالد فاضل بـ”المشاريع الصغيرة” في اشارة إلى خطط الفصائل الموالية للإمارات بفصل المديريات الساحلية للمدينة.
يتزامن ذلك مع استكمال قواته السيطرة على الحجرية اهم المناطق المطلة على مديريات تعز الساحلية وباب المندب الخاضعتان لطارق صالح.
ونقل المركز الاعلامي لمحور تعز عن فاضل القيادي في حزب الاصلاح وأبرز أذرع علي محسن قوله أن الحملة التي بدأها مؤخرا من التربة ومحيطها ستستمر لما وصفها بتأمين كافة مديريات تعز ووقف “العبث فيها”.
وكان فاضل قد أشرف في وقت سابق على فتح الطريق بين مدينة تعز ابرز معاقل الاصلاح والتربة مرورا بالنشمة والبيرين على تخوم المخا وجميعها كانت خاضعة لسيطرة الفصائل المدعومة إماراتيا والتي يقودها طارق صالح من الساحل الغربي لليمن.
وشددت فصائل الاصلاح قبضتها على هذه المنطقة الاستراتيجية بنشر المزيد من القوات في التربة ومحيطها وسط استمرار التحشيدات العسكرية التي تؤكد مضي الحزب صوب المخا أبرز معاقل طارق صالح الذي يبدو أنه يعلم بما يتم تدبيرة والسؤال هو كيف سيتمكن من مواجهة مثل هذة الرغبة
الشواهد كثيرة وتؤكد قرب المعركة هل ستظل الحروب في اليمن هي السمه التي تلاحق اليمنيين وتمتص دماءهم من أجل مصالح غيرهم إنها حروب الوكالة القذرة والتي ستترك اليمنيين لوحدهم ومصيرهم متي يستفيق أمراء الحروب وتجارها من غفلة مايعملون جميعهم سيذهبون إلي مزبلة التاريخ وتبقي اليمن شامخة كريمة وعزيزة
* رأي اليوم
* المقال يعبر عن رأي كاتبه