د. محمد المعموري*

إن ما يخيف الكيان المحتل تلك الشرارة الثائرة التي انبثقت من أرض العدوان (أمريكا) لتجعل من الجامعات الأمريكية مسرحا لفضح جرائم الاحتلال، فتخبط الكيان في تل أبيب بين معارض إلى مهدد ووسط غضب شعبي في تل أبيب ومظاهرات تندد برئيس وزرائهم وتقوض كيانهم، فأين المفر….؟

وربما لو تتمكن حاشية” نتنياهو” من تصفيتهم جميعا لما ترددت لأنهم بصراحة صوت إنساني صادق يثير غضب الكيان، والثورة الحقيقة التي تنبثق من تحت رماد الظلم هي ذاتها ما تخيف الظالمين وترهق أركانهم لأنها الشعلة المضيئة التي اتقدت من بين أركان وجدران الجامعات كعنوان لنصرة الحق وكسر عظم الظالمين.

هم اليوم أمام مشهد متناقض أمام ذهول لما يحصل فإنهم يسمعون ويرون احتجاجات في ارض الله من غربها وشرقها في دار الظلم وضد الظالمين لتتقد نيران الحق لتحرق رموز الظلم وتهدد أركان دولتهم المزعومة التي بنيت على الباطل وتحت تهديد السلاح، فأصبحنا نتعايش مع نصرة أهلنا في غزة لا من قبلنا نحن العرب بل من الغرب وبالذات من شبابهم وشيبتهم وكأنهم يريدون أن يرسموا خارطة الطريق التي مزقت منذ وعد بلفور سيء الصيت ولا نعلم اهي صحوة ضمير أم إنها الأيام التي تسبق الوعد الحق في تحرير فلسطين من النهر إلى البحر وصدق رسول الله عليه أفضل الصلاة والسلام حينما اخبرنا بأن الإسلام بعث غريبا وسيعود غريب وها هي جامعات أمريكا تبعث روح الإسلام وأن لم يكونوا مسلمين ولكنهم شعلة النصر التي تنذر هذا الكيان بالرحيل.

أساتذة جامعة (NYU) في نيويورك يقفون كحاجز أمام الشرطة التي جاءت لتفريق اعتصام الطلاب هناك، أربعين جامعة في أمريكا تنتفض لتزحف نحو كندا بصوت واحد وهدف واحد وروح واحده لنصرة غزة وإدانة كيان متعصب متشدد قاتل حاقد يرموا لإبادة أهلها وجعل مدنها اطلالا بلا بشر وحتى ترابها لو يتمكن لبدله من شدة حقده وتعطشه للدماء الزكية في غزة.

شباب من أرض الظلم من أرض الظالمين من أمريكا لم تستوعب روحهم كل هذا الظلم الذي وقع على أبنائنا في غزة وشبابنا يترقبون المهرجانات التي تسوقها العقول التافه وتتسارع خطى الفنانين الذين أصبحوا عبيد للمال وشبابنا يهتف لهم ويحيي بلا خجل تلك التفاهات التي غرقت في بحر الملذات فترقص أجساد الشباب طربا لمطرب أو تنحني لصوت مطربة هنا أو هناك وتتوقف الغيرة وينسى شبابنا أطفال غزة وينكر تضحية شبابها ويمحون سجل البطولات بتفاهات وتتبع المهرجات ومن نفس غارقة بوحل الملذات إلى سمو أرواح تهتف لغزة في أرض الظلم لتكسر قضبان الظالمين وتنصر غزة فتعسا لكم يامن جعلتم شبابنا منغمسين بالملذات .

إين هامات الرجال وأين اندفاع الشباب وأين غيرتنا وأين عزتنا وأين كبريائنا وأين اسلامنا وأين صليبنا وأين عالمنا وأين كاهننا وأين أساتذة علوم الحياة، جميعنا صم اذنيه وجميعنا اغمض عينه فأصبحنا صم بكم وكأننا نساق كرجل واحد نحو هدف واحد بتوجيه واحد مبتعدين عن ما تمر به الأمة من الم وانحدار وتخاذل وجبن وإذا كنا نأمل بثورة الشباب لنصرة فلسطين فنحن ننظر لشبابنا (الا ما رحم ربي ) وكأنه مغيب فاقد لوعيه منكسر يترقب مطرب هنا ومطربة هناك وجراحنا تسكن بين طيات أمتنا طالبة العون لأهلنا ولكننا أموات شبه أحياء (الا ما رحم ربي من شباب ارعبوا الأعداء).

نعم هنا في أرض العرب شباب ارعبوا العدوان واحتجاجات في بعض الجامعات الا أنها لا ترتقي لتصل إلى ما كنا نرجوه من شبابنا ولا تتناسب مع تضحيات أهلنا في غزة، لا زالت غزة تنتظر منا العون ولازالت غزة تأمل منا النصرة ولازلنا نأمل الخير كل الخير بشباب كان أجدادهم سورا لوطنهم وهيبة لجيلهم وعنوان لعزة دينهم .

هبوا يا شباب العرب نحو فلسطين وحرروا الأقصى من يد المحتلين وانصروا أهلها ولا تتركوهم في العراء جائعين ولا تفرطوا بدم اخوانكم في فلسطين ولا تخدعكم صور الفنانين ولا تركنوا نحو المهرجانات مهرولين فهناك المجد والرفعة، هناك غزة فهي العزة وهي ميراث الله في العالمين.
الله المستعان

* كاتب وباحث عراقي
* المصدر: رأي اليوم
* المقال يعبر عن وجهة نظر الكاتب