رِثاءُ سيد الشُّهداء الشّهيد حسن نصرالله
السياسية || بقلم الشيخ/ وضاح بن مسعود*
ماذا بَينَكَ وبينَ اللهِ حتَّى أشفَقَتِ القُلوبُ على رِثائِكَ، وحَفَّتِ الأقدامُ للسَّيرِ في جَنازِتكْ.. أتَراكَ سِرْتَ إلى حَيثُ الشُّهداءُ تُناديكَ؟ أمْ صِرْتَ نَجْمًا يَهدي الحَيارى إلَى مْنَهاَجٍكْ؟
لَبِسْتَ ثَوْبَ التُّقَى حتَّى انْطَوَيْتَ بِهِ سِلْماً.. وَخُضْتَ دَجَى الحُروبِ شُمُوعًا تُنيرُ الدَّربَ لِلْمُضْطَهَدِينْ! فإذًاَ مّْاَ عَبْرَتِ الحُروفُ، فماذا أقولُ لِمَنْ أذابَ الرُّوحَ في وَطَنٍ.. وَأبَى إلَّا السَّماءَ مَرقَدًا لِعَظَمَاتِ المَجدِ وَالدّينْ؟
يا مَنْ تَساوَمْتَ مَعْ قَلْبِ الزَّمانِ فَصِرْتَ لَهُ.. جَبَلًا تَتَكسَّرُ عَليهِ صُروفُ الأعْداءِ وَالغُصُونْ!
لَنْ تَمُوتَ، فالدُّموعُ التي تُغَطّيكَ الآنَ.. سَتَرْوي غُصُونَ الأمَّةِ المَكسُورَةَ.. حتَّى تَعُودَ رَبيعًا وَيَانِعِينْ! .. أتَرَاكَ تَسْمَعُنا؟ هَيهاتَ.
قَدْ صِرْتَ بِعَينِ اللهِ تُبْصِرُنا.. تَحُفُّ بِكَ السَّماءُ، وَتُنْشِدُ المُلْكُ لِجَنَّةِ الخُلْدِ أهازيجَ التَّأبينْ! سَلامٌ عَلَى رُوحِكَ المُلْهِمَةِ.. سَلامٌ عَلَى قَلْبِكَ الوَطَنِيِّ.. سَلامٌ عَلَى سَيْفِكَ المَاضِي الَّذي حَفِرَ النُّصْرَةَ في جَبينِ الزَّمَنِ القَديمْ!
عَشِقْتَ اْلشَهاّدةّ فَلَمْ تَخْش المَنِيَّة.. وعَلمْتَنا أَنْ نَرْفَعَ الهِتافَ "لِكُلِّ دَمٍ مَسفُوكٍ.. جَنةٌ تَحتضِرُ السّمَاءُ لِتَسْكُبها في كَفِّ شَهيدٍ أو تَضُمُّها لِصَدْرِ يَقينْ!" فَارْحَلْ عّْليًكَ السَلامٍ ياِ نصِّراللْه.. فقَدْ ورِثْنَا مِنْكَ دمًا يَنْتَحِرُ الحُزْنَ
وَيَبْنِي بِالضِّياءِ سُورًا لِلْعِزَّةِ.. يَقِظًا لَا يَنَامْ!
وَعْدُ اللهِ قَادِمٌ.. وَشُهدَاؤُنا أَسْدَادُ دَيْنِ الأَرْضِ.. فَاصْبِرْ فَإِنَّ الصَّبْرَ جُنَّةُ مَنْ يَمْشِي إلَى اللهِ.. وَيَرْفُضُ الحِجَابَ دُونَهُ.. وَيَلُوذُ بِالْقُرْآنِ حِرْبَابًا وَسِلْمًا! .. قال تعالى
{وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِمْ مِنْ خَلْفِهِمْ أَلَّا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ}. صدق الله العظيم
* المقال يعبر عن وجهة نظر الكاتب