الحوثي لواشنطن: لا نزال بالمرصاد | صنعاء تنشر إحداثيات مطارات العدو
السياسية – رصد:
رشيد الحداد*
أكّد «المجلس السياسي الأعلى» الحاكم في صنعاء، أن ردّ القوات المسلحة اليمنية على العدوان الإسرائيلي الأخير، الذي دمّر بنى تحتية يمنية، بات قريباً، وتوعّد بأن يكون هذا الرد كبيراً وبزخم غير مسبوق، مشيراً خلال اجتماع عقده، أمس، إلى أن الاتفاق مع واشنطن، والذي جاء بجهود عُمانية، كان نتيجة للصمود اليمني في وجه العدوان الأمريكي والإسرائيلي.
وأتى ذلك في أعقاب نشر «مركز الإعلام الحربي» التابع لقوات صنعاء مشاهد لإحداثيات تشمل المطارات الإسرائيلية كافة، في إشارة إلى استمرار الحظر الجوي المُعلن من قبل قوات صنعاء على الكيان، وهو ما تعامل معه الإعلام العبري باهتمام، واعتبره مراقبون رسالة يمنية باقتراب الردّ على استهداف العدو أخيراً مطار وكهرباء صنعاء وميناء الحديدة.
بدوره، نفى قائد حركة «أنصار الله»، السيد عبد الملك الحوثي، صحة الادّعاءات الأمريكية بشأن استسلام صنعاء. وقال، في خطاب متلفز، إن «لغة الاستسلام لم تحضر في كلّ مراحل الصراع مع الأعداء». ووصف إعلان الرئيس الأمريكي، دونالد ترمب، عن وقف إطلاق النار وزعمه أن «الحوثيين استسلموا» بـ "التهريج". وأشار إلى أن «الجولة الثانية من التصعيد الأمريكي كانت أكثر وضوحاً في أهدافها الداعمة للكيان الإسرائيلي، لكنها لم تنجح في التأثير على القدرات العسكرية (للقوات) اليمنية التي صعّدت من عملياتها ضد الكيان»، مضيفاً أن عمليات صنعاء في عمق الكيان بلغت أكثر من 131 عملية نُفّذت بنحو 253 صاروخاً باليستياً ومجنّحاً وفرط صوتي وطائرة مُسيّرة، وآخرها امتدّت إلى حيفا وعسقلان والنقب وأم الرشراش المحتلة.
وأكّد أن الولايات المتحدة التي استهدفت اليمن بأكثر من 1700 غارة خلال شهر ونصف شهر، اضطرت تحت الضغط العسكري اليمني لاحقاً إلى وقف هذا الإسناد العسكري لإسرائيل، وفق ما أعلنت عنه وأبلغت به سلطنة عمان، معتبراً ذلك إقراراً بالفشل أمام ثبات اليمن وفعالية عملياته. وحذّر من أنه «إذا تورّط الأمريكي من جديد فسنكون له بالمرصاد»، مجدّداً تأكيد استمرار الإسناد اليمني لقطاع غزة سواء بالقصف أو الحظر على السفن الإسرائيلية.
ولفت السيد الحوثي إلى أن المسارين العسكريين، في البحر وفي العمق المحتل، حقّقا نجاحاً كبيراً، متحدّثاً عن وجود فارق إيجابي واضح في تصاعد العمليات اليمنية المساندة لفلسطين، بالتوازي مع التصدّي للعدوان الأمريكي، وهو ما يُمثّل شهادة عملية على ثبات الإرادة الشعبية اليمنية وصلابة الموقف العسكري والسياسي.
في المقابل، وفي الوقت الذي جدّد فيه ترامب، من جهته، ثقته باستمرار الاتفاق مع «أنصار الله»، والذي يقضي بعدم اعتراض السفن وضمان الإمدادات في البحرين الأحمر والعربي لكلا الطرفين، أبدت الولايات المتحدة «تفاؤلاً» بإمكانية ضم الكيان الإسرائيلي إلى الاتفاق. وأفادت وزارة الدفاع الأمريكية، وفق ما نقلت عنها وسائل إعلام أمريكية، بإجراء مفاوضات لإقناع «الحوثيين» بوقف الهجمات ضد العدو. ولم توضح الوزارة تفاصيل ما تعنيه، وما إذا كانت هذه محاولة لتهدئة تل أبيب التي تعيش حالة قلق منذ إبرام واشنطن الاتفاق مع صنعاء لحماية سفنها، أم أن هناك اتصالات سرية لخفض التصعيد.
في هذا الوقت، قالت مصادر سياسية، لـ"الأخبار"، إن سلطنة عمان استأنفت دورها الدبلوماسي بين الأطراف اليمنية، في مسعى منها لإنعاش عملية السلام في اليمن. ووفق المصادر، فإن السعودية دفعت بوفد من الحكومة للتحالف السعودي - الإماراتي في عدن، إلى مسقط، وشدّدت على ضرورة المضي في المفاوضات بعد أن أعلنت تلك الحكومة مقاطعة المشاركة في أي مفاوضات سلام مع «أنصار الله» بذريعة تصنيف الخارجية الأمريكية للحركة، مطلع العام الجاري، كمنظمة إرهابية أجنبية.
وفي حين أكّدت المصادر أن حراكاً دبلوماسياً كبيراً يجري في مسقط، قالت وسائل إعلام عمانية رسمية إن السلطنة تقود مساعيَ دبلوماسية «لاستئناف العملية السياسية في اليمن والتوصل إلى حل عادل وشامل يراعي مصلحة كل الأطراف». وأشارت وكالة الأنباء العمانية الرسمية إلى أن الخارجية العمانية عقدت جلسة مشاورات سياسية، الأربعاء، مع الحكومة الموالية للتحالف السعودي تركّزت حول استئناف العملية السياسية في اليمن.
* المادة نقلت من الاخبار اللبنانية بتصرف