السياسية - وكالات:

أكد الأمين العام لحزب الله، الشيخ نعيم قاسم، أن استمرار العدوان الإسرائيلي لا يضعف المقاومة بل يزيدها عزيمة وتصميمًا، مؤكدًا تمسك الحزب بثلاثية الجيش والشعب والمقاومة باعتبارها الأساس في صناعة المستقبل وصناعة التحرير.

ونوه في كلمة له بمناسبة الذكرى الـ25 لعيد المقاومة والتحرير، بما حققه النموذج اليمني في الصمود أمام العدوان الأميركي والإسرائيلي، مشدداً على صمود أهل غزة الذين واجهوا الإبادة الجماعية والتدمير المدعوم من الولايات المتحدة.

وقال إن المقاومة نشأت لضرورة في المواجهة، مشددًا على أنه لا يمكن أن يبقى لبنان بلا مواجهة لهذا العدو، وأن المقاومة هي الحل الطبيعي عندما لا يكون الجيش قادرًا، وهي السند للجيش عندما يكون قادرًا.

وأوضح الشيخ قاسم أن المقاومة نقلت لبنان من الضعف إلى القوة، مشيرًا إلى أن المقاومة تبيّن أنها الخيار الوحيد للتحرير، وأن قدرة إسرائيل على التوسع في لبنان انتهت.

وأكد أن عيد المقاومة والتحرير هو المقدّمة التي صنعت كل ما بعده، مستشهداً بما سمعه من قصص بطولات لأفراد من المجتمع المقاوم.

واعتبر أن الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين، واعتداءاته المتكررة على لبنان ودول المنطقة، كانت السبب المباشر لنشأة المقاومة في لبنان.

واستعرض المراحل التي مرت بها المقاومة منذ السبعينيات، منوها بمرحلة تأسيس وتشكل حزب الله في الثمانينيات، ودوره الفاعل في مسار المقاومة.

وأشار إلى أن الاحتلال الإسرائيلي ظل عاجزًا عن تثبيت وجوده في لبنان، مؤكدا أن المنافسة السياسية داخل إسرائيل قبيل انتخابات 2000، بين باراك ونتنياهو، كانت تدور حول مسألة الانسحاب من جنوب لبنان.

ووصف الشيخ نعيم قاسم هذا الانتصار بأنه انتصار عظيم للمقاومة والشعب اللبناني، مؤكداً أنه كان خروجًا إسرائيليًا بلا قيد أو شرط، دون أي اتفاق، نافيا صحة التوقعات الإسرائيلية بان الانسحاب سيؤدي إلى صراعات داخلية أو فتنة طائفية.

وأكد أمين عام حزب الله أن هذا الإنجاز الكبير غير مسار المنطقة سياسيًا وثقافيًا وجهاديًا، وحول لبنان من حالة الإحباط إلى الأمل، ومن الخنوع إلى المقاومة، ومن الذل إلى العز، ومن الهزيمة إلى النصر.

كما أكد أن المقاومة مستمرة اليوم كما كانت في الماضي، وأنها خيار الشعب وخيار المؤمنين بها، مبينًا أن المقاومة هي خيار، وشعب، وإرادة لا يمكن أن تُهزم، بل باقية بالشموخ والكرامة وبالدماء والعطاءات، وبالشهداء والجرحى والأسرى، وبالعوائل الطيبة المؤمنة والأطفال الذين يتمنون أن يكونوا في الصفوف الأولى للدفاع عن الكرامة والوطن.

وزاد مؤكدا أن المقاومة مستمرة اليوم كما كانت في الماضي، مشددا على أن المقاومة هي مقاومة دفاعية بامتياز، تمثل رفضًا للاحتلال وعدم استسلام.

في معرض حديثه عن الوضع الراهن، أشار الشيخ قاسم إلى أن الدولة اللبنانية عقدت اتفاق وقف إطلاق النار بشكل غير مباشر مع الكيان الإسرائيلي، والتزمت به، وكذلك التزم حزب الله كمقاومة بالكامل، رغم تسجيل أكثر من 3300 خرق إسرائيلي، وهو ما يشكل عدوانًا مستمرًا.

وطالب إسرائيل بالانسحاب ووقف العدوان والإفراج عن الأسرى، وإنهاء جميع الالتزامات الواردة في الاتفاق، قبل أن تبدأ أي مفاوضات جديدة.

وحمّل الشيخ قاسم الولايات المتحدة الأميركية مسؤولية استمرار العدوان، محذرا من أن فشل الدولة في التصدي لهذا العدوان، قد يدفع المقاومة إلى اتخاذ خيارات أخرى.

وحذر من استمرار الضغط الأميركي على المسؤولين اللبنانيين لتحقيق شروط إسرائيلية، مشددًا على أن لبنان أمام خيارين لا ثالث لهما: النصر أو الشهادة، ورفضه القاطع لأي تهديد أو استسلام.

وشدد أمين عام حزب الله، على أن إعادة الإعمار هي الدعامة الأولى للاستقرار في لبنان، داعيًا الحكومة اللبنانية إلى الإسراع في إطلاق صندوق إعادة الإعمار.

وأكد الشيخ قاسم أن حزب الله يمثل جزءًا لا يتجزأ من كل التطورات الإيجابية التي تشهدها البلاد، من انتخاب الرئيس وتشكيل الحكومة والانتخابات البلدية والتعيينات، مطالبًا بقطع الطريق على كل محاولات التعطيل، ومشددًا على أن لبنان القوي والمستقر هو مصلحة لجميع أبنائه والدول العربية والأجنبية، وأنه لا يمكن لأحد ابتزاز لبنان في قراره الوطني.

ودعا الشيخ نعيم قاسم الجميع إلى الجرأة والثقة بلبنان وشعبه وجيشه ومقاومته، مؤكدًا أن لا أحد يستطيع هزيمتهم، وأن الإنجازات المنتظرة ستتحقق.

وأكد أن حزب الله وحركة أمل يشكلان صمام أمان اجتماعي وتوازن وطني، مع الالتزام الدائم بوضع هذا الأمر في المقدمة.