السياسية:


احتشد مئات الآلاف من أبناء محافظة الحديدة، اليوم، في 221 ساحة بعموم مديريات المحافظة، في مسيرات جماهيرية كبرى، تأكيدًا على التضامن مع الشعب الفلسطيني وحالة النفير والجهوزية للجهاد، تحت شعار "لا أمن للكيان وغزة والأقصى تحت العدوان".

واكتظت ساحات البحر الأحمر بالسيول البشرية في مشهد مهيب اتسم بالموقف الثابت، عبر المشاركون عن رفضهم القاطع لكل أشكال العدوان الصهيوني على غزة، مؤكدين أن ما يحدث اليوم في فلسطين ليس معركة تخص شعبًا واحدًا، وإنما قضية أمة وهوية وكرامة مشتركة.

ورفعوا العلمين اليمني والفلسطيني، مرددين هتافات غاضبة عبّرت عن موقف شعبي راسخ، ومساندة مطلقة للشعب الفلسطيني، وتأكيد الاستعداد العالي للمضي في طريق المواجهة مهما بلغت التحديات.

وأكد المشاركون في المسيرات التي تقدمها بمربع المدينة وزير النقل والأشغال العامة محمد قحيم والمحافظ عبدالله عطيفي ووكيل أول المحافظة أحمد البشري ووكلاء المحافظة، أن جرائم الكيان الصهيوني بحق المدنيين في اليمن وفلسطين، تمثل وجهًا لمنظومة إجرامية واحدة تستهدف كسر إرادة الشعوب الحرة، معتبرين صمت العالم تجاه هذه الجرائم، خيانة واضحة لكل القيم الإنسانية والدولية.

وحذرت حشود الحديدة من أن استمرار العدوان الصهيوني يضع المنطقة على حافة الانفجار، مؤكدة أن الشعب اليمني لن يقف مكتوف الأيدي إزاء التمادي الصهيوني، بل سيكون في مقدمة الصفوف لمواجهة هذا الغطرسة.

وأشارت إلى أن الاستهداف المتعمد للمطارات والموانئ والمنشآت المدنية في اليمن، يكشف الوجه الحقيقي للكيان الصهيوني، ويؤكد تحوله إلى مصدر دائم للخراب في المنطقة، بعيدًا عن أي منطق أو قانون.

ودعت الجماهير المحتشدة، شعوب الأمة إلى إدراك خطورة هذه المرحلة الفاصلة، والانخراط الفاعل في مواقف حاسمة تجاه ما يجري، بعيدًا عن الحياد الزائف أو البيانات الشكلية التي لم تعد تواكب حجم المجازر المرتكبة.

وأكد أبناء تهامة أن الشعب اليمني ماضٍ في معركة الوعي والتحرك والنفير، مبينين أن كل محاولات الترهيب والإرهاب لن تفتّ في عضده، وإنما تزيده رسوخًا في الموقف وثباتا في المبادئ.

وجدد المحتشدون، التأكيد على أن القضية الفلسطينية، ستظل في صدارة أولويات الشعب اليمني، مهما كانت الظروف، وأن أي استهداف لها سيقابل بمواقف وردود تعبّر عن شرف الانتماء لقضايا الأمة.

وأشادوا بما تضمنه خطاب رئيس المجلس السياسي الأعلى من تحذيرات واضحة لقادة الكيان الصهيوني، مؤكدين أن تلك الرسائل الصريحة تعكس نبض الشارع اليمني، وتعبّر عن جاهزية وطنية متكاملة للرد المناسب.

ولفتت المسيرات إلى أن فشل الكيان الصهيوني في مواجهة الضربات اليمنية وتحقيق أهدافه في غزة يعبّر عن مأزق تاريخي تعيشه هذه المنظومة العدوانية، التي باتت تترنح تحت وقع المقاومة الشعبية ورفض الشعوب الحرة.

ودعا المشاركون إلى تصعيد التعبئة الشاملة في أوساط المجتمع، وتعزيز التوعية الإيمانية التي تربط الناس بجبهات العزة، وتحصّن الداخل من محاولات الاختراق الإعلامي والحرب الناعمة، مؤكدين أن المشاركة في مسيرات اليوم رسالة مفادها بحضور اليمن في الميدان، وموقفه تجاه القضية الفلسطينية ليس طارئًا ولا موسميًا، بل هو عقيدة وهوية ومسؤولية.

وشددوا على أن الأيام القادمة ستكون حافلة بالمفاجآت، في حال استمر العدو الصهيوني في عدوانه، وأن الشعب اليمني قادرُ على قلب المعادلات حين يكون الموقف متعلقا بالكرامة والسيادة والواجب تجاه قضايا الأمة.

وجدّد بيان صادر عن المسيرات الشعبية بمحافظة الحديدة، الولاء والارتباط الوثيق بخاتم الأنبياء والمرسلين محمد صلى الله عليه وآله وسلم، مؤكدًا أن الإساءات المتكررة التي يرتكبها الصهاينة بحق مقام النبوة لن تُقابل بالتنديد فقط، وإنما بالتحرك الجاد والنفير العام، والرد بالعمليات العسكرية والمقاطعة الاقتصادية الشاملة.

ودعا شعوب الأمة العربية والإسلامية للخروج من دائرة الصمت، والتحرك الواعي في مواجهة العدو الصهيوني، والاقتداء بصمود غزة التي تخوض معركتها المشروعة ضد كيان الاحتلال المدعوم أمريكيًا وغربيًا، مشددًا على أن نصرة النبي الكريم عليه الصلاة والسلام، مسؤولية جامعة لا تقبل المساومة أو التأجيل.

وأكد البيان أن الشعب اليمني ماضٍ بثبات في موقفه الداعم والمساند لغزة، وأن استمرار العدوان الصهيوني على المطارات والموانئ والمرافق المدنية في اليمن وفلسطين يكشف عن وحشية هذا الكيان الغاصب، ويعزز من صوابية الموقف المقاوم له في مختلف الجبهات.

كما دعا البيان، القوات المسلحة اليمنية إلى تصعيد عملياتها النوعية ضد مواقع ومصالح العدو، ما دامت غزة تحت الحصار والقصف، مؤكدًا أن الشعب يقف صفًا واحدًا إلى جانب أبطال القوات المسلحة في هذه المعركة المصيرية.

وشدد بيان مسيرات محافظة الحديدة، على أن صبر وثبات أبناء فلسطين في غزة، مقرونًا بمواقف الإسناد الشعبي والرسمي من اليمن، سيؤتي ثماره نصرًا مؤزرًا، يفضح الأعداء ويسقط الأقنعة عن وجوه المنافقين.


سبأ