السياسية - وكالات:


قال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا)، اليوم الجمعة، إن العملية الإنسانية في قطاع غزة من أكثر العمليات التي تواجه العراقيل، "ليس فقط في العالم اليوم، بل في التاريخ الحديث للاستجابة الإنسانية العالمية في أي مكان".

وفي رده على أسئلة الصحفيين في جنيف، قال المتحدث باسم الأوتشا، يانس لاركيه، إن "إسرائيل، القوة القائمة بالاحتلال، تفرض إغلاقا وتحكما مشددا" على العملية الإنسانية.

وأكد أن كمية المساعدات المسموح لها بدخول القطاع "لا تتجاوز مجرد التغذية بالتنقيط إلى منطقة على شفا مجاعة كارثية".

وأضاف: "وبالإضافة إلى ذلك، فإن حركة المساعدات إلى القطاع وعبره معقدة للغاية ومعرقلة، وتتطلب مجموعات متعددة من الموافقات الإسرائيلية"، مؤكداً أن "التصاريح تُمنح ثم تُسحب مرة أخرى دون تفسير".

وذكر لاركيه أن البديل الذي اقترحته "إسرائيل"، ممثلاً فيما يسمى بـ "مؤسسة غزة الإنسانية، ليس محايدا ولا مستقلا ولا عمليا".

وأشار إلى أن الاحتياجات يجب أن تكون المعيار الوحيد لتلقي المساعدات، "لا أن يكون ذلك بناء على قدرة الناس على المشي لمسافة 20 كيلومترا".

وتابع: "ما يفعلونه يائس ومأساوي ومحبط وغير إنساني على الإطلاق".

وأردف: "إن نية الطريقة :الإسرائيلية" لتوزيع المساعدات، تبدو وكأنها تقويض توزيع الغذاء الذي تقوم به الأمم المتحدة، وهو بالضبط ما تتطلبه الحاجة في حالة انعدام الأمن الغذائي الحاد على حافة المجاعة الكارثية. يجب إطعام الناس على الفور، ويجب القيام بذلك كل يوم. إن إطعام أسرة اليوم فقط وتركهم يموتون جوعا مجددا غدا لا يفيد".

وقال المتحدث باسم مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية، إن "الأمم المتحدة لديها نظام فعّال، ولديها عشرات الآلاف من منصات الطعام وغيرها من المساعدات المنقذة للحياة جاهزة لدخول غزة، والتي دفع ثمنها المانحون حول العالم”. لافتاً إلى أن "القوة المحتلة تمنع عمدا دخول المساعدات".

وأكمل: "إن المخاوف بشأن تحويل مسار المساعدات إلى جهات أخرى، دون تقديم أدلة جديدة لا تُبرر إيقاف العملية الإنسانية”. مؤكداً أن الأمم المتحدة وشركائها يُطبقون رقابة صارمة على كل شحنة يتعاملون معها، "ولم نشهد أي تحويل كبير للمساعدات تحت رقابتنا".

وأكد أن "ما يحدث خارج النظام الذي نتحكم فيه ليس من مسؤوليتنا. مسؤوليتنا هي المساعدات التي نجلبها، والتي تخضع لرقابة صارمة".

وقال لاركيه إنه تم الاستيلاء على العديد من المعونات على متن الشاحنات القليلة التي سمح لها بدخول غزة من قبل حشود من الناس، واصفا ذلك بأنه "رد فعل للبقاء على قيد الحياة من قبل أشخاص يائسين يريدون إطعام عائلاتهم وأطفالهم".

وأكد أنه لا يلومهم "للحظة واحدة على أخذهم المساعدات التي هي في الأساس ملك لهم، ولكنها لم توزع بالطريقة التي نريدها".

وأضاف: "مسؤوليتنا في نهاية المطاف هي تجاه الأشخاص الذين نخدمهم، لا أحد غيرهم، وهم بحاجة إلى أن تصل المساعدات إلى أماكن تواجدهم، كما فعلنا في الماضي".

وأكد لاركيه مجددا أن غزة هي "المكان الأكثر جوعا على وجه الأرض" لأنها المنطقة الوحيدة المحددة التي "يواجه فيها 100% من السكان خطر المجاعة".

من جانبه، قال المتحدث باسم الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر، توماسو ديلا لونغا، إن هذا الوضع مقلق ومحبط بشكل خاص نظرا لوجود أطنان من المساعدات الإنسانية الجاهزة لدخول القطاع، مضيفا أن الوضع يزداد سوءا "دقيقة تلو دقيقة، وليس أسبوعا تلو الآخر".

وأضاف للصحفيين في جنيف: "إنه جحيم على الأرض. إنه كابوس متواصل. لا أجد كلمات أخرى لوصفه. ما أعرفه هو أن المعاناة هائلة. إنها مستمرة لحظة بلحظة، وتتواصل على الهواء مباشرة على مدار الساعة. يعلم الجميع في العالم بذلك، لكننا ما زلنا نفتقر إلى الفعل. وهذا أمر محبط ومزعج وغير مقبول".