هكذا تحوّلت "إسرائيل" إلى وجهة غير آمنة..!
السياسية : تقرير || صادق سريع
"إسرائيل" تعيش في حالة ارتباك بسبب استمرار هجمات الصواريخ اليمنية التي باتت تشكّل تهديداً وجودياً متصاعداً على منظوماتها الأمنية والعسكرية والاقتصادية"، هكذا قالت وكالة أنباء "JNS" العِبرية.
وأضافت: "إن إطلاق صاروخين باليستيين، صباح الثلاثاء الفائت، من اليمن في الضربة الأربعين منذ منتصف مارس، شكّل إحراجاً سياسياً وعسكرياً لـ'إسرائيل'، ما دفع نُخبها الأمنية إلى البحث عن خيارات بديلة في ظل ما وصفوه بـمحدودية فاعلية القوة الجوية".
وأكد خبير أنظمة الدفاع الجوي، عوزي روبين، الفشل التاريخي للعدوان "الإسرائيلي" بالغارات الجوية على اليمن في تحييد قدرات قوات صنعاء، أو إنهاء تهديدات صواريخها.
وأقرّت الوكالة، المهتمة بشؤون الكيان وأخبار اليهود حول العالم ومقرها الولايات المتحدة، في تقريرها بعنوان: "ما وراء القوة الجوية.. خيارات 'إسرائيل' في ضرب اليمنيين؟"، بعجز جيش الكيان عن استهداف قيادات صنعاء، وفشله في كسر معادلة الردع اليمنية.
في السياق، أقرّ رئيس حكومة الكيان، بنيامين نتنياهو، في تصريح مرئي لوسائل الإعلام بخطورة الهجمات اليمنية، قائلاً: "هناك تهديد خطير على 'إسرائيل'، وأنا آخر من يستهين به".
الأجواء غير الآمنة
وهكذا قال موقع "ماكو" العبري: "ضربات الصواريخ اليمنية على مطار اللد 'بن غوريون'، المحمي بأحدث أنظمة الدفاع الجوية متعددة الطبقات، حوّلت صورة 'إسرائيل' إلى وجهة غير آمنة".
وأضاف: "هجمات الصواريخ اليمنية لم تعد حدثاً مفاجئاً، بل أصبحت واقعاً مألوفاً رسم صورة نمطية في ذهنية المسافرين وشركات الطيران العالمية، مفادها: 'إسرائيل' لم تعد وجهة آمنة للطيران المدني".
وتابع: "يتحدث الوضع الجوي اليوم عن عزلة متصاعدة: مطار بن غوريون، الذي كان يوماً بوابة 'إسرائيل' إلى العالم، بات الآن في قلب مرمى النيران، جوياً واقتصادياً ودبلوماسياً".
وقال رئيس قسم السياحة في أكاديمية كينيريت، الدكتور عيران كيتر: "إن هجمات اليمن تهدد المفهوم السياحي المركزي الذي تحاول 'إسرائيل' ترسيخه منذ عام، وهو أنها تملك أجواء آمنة محمية بالكامل".
.. والرسائل الصاروخية
وأضاف للموقع: "إن اتخاذ قرار إلغاء رحلات الطيران لا يرتبط بالهجمات فقط، بل بالعوامل التي فرضتها: تقارير الأمن، موقف طاقم الطائرة، سياسات شركات التأمين، واستجابة المسافرين للظروف".
والمؤكد، وفق تحليل "ماكو"، أن "إسرائيل" لا تدفع ثمن الهجمات اليمنية في البعد العسكري فقط، بل في قطاعات الاقتصاد والسياحة أيضاً، في ظل استمرار التوتر الأمني في غزة واليمن، وهو ما جعل يافا المحتلة غير قادرة على تقديم نفسها كوجهة سياحية آمنة للعالم.
والأكيد من وجهة الموقع، أن تراجع الثقة الدولية بشأن السفر إلى "إسرائيل" يمثّل تحولاً عميقاً في إدراك العالم لمخاطر قرار زيارة الكيان.
والمحسوم بإجماع خبراء "ماكو"، أن رسائل صواريخ اليمن (عجز أنظمة دفاع الكيان، وأزمة وقف رحلات شركات الطيران) تشير إلى أن "إسرائيل" فقدت أحد أوراقها الرابحة: مطار دولي (بن غوريون) مستقر يُدار تحت أشد أنظمة الأمن في العالم.
.. والطرق المسدودة
بدوره، أقرّ موقع "واي نت" العبري بأن "إسرائيل" وصلت إلى طريق مسدود في مواجهة تهديدات الصواريخ والمسيّرات اليمنية التي تُطلق بشكل شبه يومي.
واعتبر أن اختراق صاروخ يمني واحد لمنظومات الدفاع "الإسرائيلية" والأمريكية المتطورة يكفي لضرب محفظة المستوطنين، وإيقاف حركة مطار اللد "بن غوريون"، وإلغاء الرحلات الجوية، وارتفاع أسعار تذاكر السفر بشكل حاد في موسم عطلة الصيف، ناهيك عن إيقاظ ملايين الصهاينة كل ليلة تقريباً.
.. والعجز في "توازن الردع"
وأكد معهد الأمن القومي الصهيوني "INSS" في يافا المحتلة، عجز "إسرائيل" عن إيجاد معادلة "توازن ردع" تجبر قوات صنعاء على وقف إطلاق الصواريخ والمسيّرات، وتكبدها أضراراً اقتصادية، وترهب ملايين المستوطنين وتجبرهم على الهروب إلى الملاجئ.
وقال: "لا يمكن لـ'إسرائيل' تحمّل هجمات الصواريخ الباليستية اليمنية التي تفرض الحصار الجوي والبحري، ولكن التحدي الأكبر هو التغلب على عدو بعيد المنال ومحصّن، يقع على بُعد نحو ألفي كيلومتر".
وأضاف: "إن معادلة توازن الردع لم تعد موجودة، وإستراتيجية الهجمات على اليمن غير فعّالة، لإن ضرب بنيته التحتية المدنية لا تؤثر بشكل مباشر على مستوى المعيشة، ولا تُردع القادة".
.. والتراجع الكبير
وأقرّ موقع "غلوبس" العبري بالتراجع الكبير في حركة القطاع السياحي بسبب إلغاء الرحلات الجوية لشركات الطيران العالمية والوضع الأمني.
وقال: "سجلت مشتريات قطاع السياحة هذا الأسبوع انخفاضاً بنسبة 10% مقارنةً بالسابق، بسبب انخفاض القدرات الشرائية للمستهلكين بنسبة 4.1 %، وفقاً لمؤشر 'فينيكس غاما' (شركة 'إسرائيلية' للاستشارات الاقتصادية والمالية)، ما يشير إلى أزمة حادة في انخفاض الطلب وتغير سلوك المستهلك".
وأضاف: "لم يقتصر التراجع على قطاع السياحة فقط، بل إنخفضت نسب المشتريات في معظم القطاعات الاستهلاكية الرئيسية، مثل الحواسيب والأجهزة المحمولة بنسبة 12%، والأجهزة الكهربائية بنسبة 11%".
وقال المدير التنفيذي لشركة "كونترول" التابعة لـ"فينيكس غاما"، نداف لاخماني: "قطاع السياحة والسفر يواجه تحدّيات معقّدة، خاصة في الأسابيع الثلاثة الماضية".
.. وحصيلة عمليات الإسناد
وتواصل القوات المسلحة اليمنية – بفضل تأييد الله سبحانه وتعالى- فرض الحظر الجوي والبحري على "إسرائيل"، بإطلاق الصواريخ والمسيّرات على مطار اللد الدولي بيافا "تل أبيب"، وميناء "حيفا"، في ظل استمرار فرضها الحصار البحري على سفن الكيان والمتوجهة إليه في البحر الأحمر، ما أدى إلى إغلاق ميناء "أم الرشراش" (إيلات) بشكل كلي.
وأكد موقع "ماكو" أن أبرز شركات الطيران الكبرى التي أُجبرت على إيقاف رحلاتها بسبب الهجمات اليمنية حتى يوليو وسبتمبر، هي الخطوط الجوية البريطانية والكندية، في حين أجّلت شركات طيران البلطيق، ورايان إير، ويونايتد إيرلاينز، والخطوط الجوية الهندية، وإيزي جيت، والخطوط البريطانية، وطيران كندا، إلى نهاية يونيو.
وعلّقت مجموعة لوفتهانزا (النمساوية، السويسرية، لوفتهانزا، بروكسل، الخطوط الجوية الإيطالية) رحلاتها إلى يوم 15 يونيو القادم، والهولندية وإيبيريا الإسبانية إلى 1 يونيو، والبولندية إلى 2 يونيو، مع غموض بشأن استئناف العمل.
ويُشار إلى أن قوات صنعاء أطلقت أكثر من ألف ومئتي صاروخ ومسيّرة إلى عمق الكيان في معركة "الفتح الموعود والجهاد المقدّس" التي أعلنتها في نوفمبر 2023، نصرةً لغزة وإسناداً لمقاومتها ضد العدوان الصهيوني.