من دروس اليمن في التضامن العربي!
السياسية : تقرير || صادق سريع*
"موقف اليمن في إسناد غزة مثّلَ تحولاً إستراتيجياً عميقاً في إعادة رسم المعادلات وموازين القوى السياسية والعسكرية في المنطقة"، هكذا قال عضو المكتب السياسي لحركة الشعب التونسية منصف بوزازي.
وأضاف: "لقد شكّلَ موقف اليمن مقاربة مستحدثة في وضع قواعد اشتباك جديدة وغير مسبوقة في المنطقة بنوعية المشاركة والدعم والإسناد والتضامن العربي".
وأكّد في حوار لمنصة "عرب جورنال"، حول موقف اليمن في إسناد غزة ضد العدوان الصهيوني، أن استغلال اليمن موقعه المسيطر على البحر الأحمر ومضيق باب المندب وبحر العرب، وقدرات أسلحته التدميرية (الصواريخ الباليستية الفرط صوتية والمسيّرات)، أثّر كثيرًا على جيوش العدو وعلى المنظومات الغربية عسكريًا وتجاريًا، وترك ردود أفعال دولية كبيرة.
وأشار إلى تحقيق جبهة الإسناد اليمنية مكاسب عظيمة في معركة إسناد مقاومة غزة، على المستويات الشعبية والرسمية عربيًا ودوليًا، وألحقت باقتصاد الكيان والعالم خسائر فادحة.
وفق تأكيد سياسي حركة الشعب التونسية، اليمن نجح بتفوّقه العسكري في المرحلة المهمة للغاية في رسم توازنات رُعب وردع في مسرح المواجهات مع أمريكا و"إسرائيل" وحلفائها وداعميها عسكريًا وسياسيًا.
والمحسوم في قوله، من نتائج المواجهة في ميدان القتال: "إن إعلان أمريكا وقف العدوان على اليمن، من جانب واحد، هو إعلان الهزيمة، وإقرار مبطّن وغير مباشر بعدم القدرة على تحمّل الخسائر".
وماذا أيضًا؟ "يُعد اعترافًا بقدرات القوات والأسلحة اليمنية، والإرادة الصلبة لليمنيين في تكبيد قوات واشنطن خسائر فادحة، وهذا يشكِّل بداية تفكك التحالفات الصهيو - أمريكية - الغربية؛ نتيجة عدم قدرة دافعي الضرائب والمجمّعات الدفاعية والمالية في أمريكا على تحمّل تكاليف دعم الكيان".
وعن واقع الولايات المتحدة؟ أضاف: "أمريكا اليوم في وضع دفاع إستراتيجي عن مواقعها ودورها في العالم، وفي أضعف حالة لم تشهدها منذ نشأتها".
وتابع: "أمريكا أعجز من أن تنفّذ أي مشروع، لا توراتي ولا إبراهيمي، في المنطقة، ولا ترامب وسفراؤه قادرون، في ظل موازين القوى الدولية، على إنجاز أي شيء. هي فقط مجرد فرقعات إعلامية وسكاتشات هوليودية لإرباك بعض من أبناء جلدتنا وابتزاز ضعفاء النفوس من حكام العرب".
وعن وضع النظام العربي الرسمي؟ أجاب: "هو في عداد الموت السياسي، وهو خارج دائرة الفعل ما عدا التآمر، ولم يبقَ له من مبررات وجود سوى الحفاظ على مواقع سلطة وحكم لن تدوم طويلًا، وهو يدفع من مقدرات الشعب العربي ومن أمواله لمن يحميه من الزوال ومن افتقاد سلطته".
وأضاف: "في ظل التحولات الحالية عربيًا ودوليًا، لن تصمد بعض الأنظمة العربية مهما أغدقت الراعي الأمريكي بتريليونات الدولارات، وما ذلك الانبطاح والخنوع للمشروع الصهيوني إلا شكل من أشكال كشف حقيقتها أمام الجماهير العربية".
واعتبر معركة "طوفان الأقصى" لحظة فارقة في تاريخ الصراع العربي - الصهيوني، عكست الوعي النوعي والممارسة النضالية والكفاحية في تجسيد طبيعة صراع الوجود بين أصحاب الأرض والكيان الغاصب القادم من وراء البحار.
ودعا السياسي التونسي بوزازي، في رسالته الأخيرة القوى العربية إلى رسم خيارات جديدة تتماشى مع نتائج هذا الانحسار الأمريكي، وتشبيك علاقات مع معسكر الجنوب الكبير بما يحقق تطلعات الأمة في التحرر والوحدة.
وتواصل القوات المسلحة اليمنية فرض حظرها الجوي والبحري على "إسرائيل"، بالصواريخ والمسيّرات على مطار اللد الدولي وميناء حيفا، في ظل استمرار حصارها البحري على سفن الكيان في البحر الأحمر، الذي أدى إلى إغلاق ميناء أم الرشراش بشكل كامل.
وقد أطلقت، في معركة إسناد غزة "الفتح الموعود والجهاد المقدّس" التي أعلنتها في نوفمبر 2023 نصرةً لغزة وإسنادًا لمقاومتها ضد العدوان الصهيوني، بفضل وتأييد الله سبحانه وتعالى، أكثر من ألف ومئتي صاروخ ومسيّرة إلى عُمق الكيان.