السياسية : تقرير || صادق سريع

"هجمات اليمن المفاجئة على مطار اللد الدولي هزّت عالم شركات الطيران وأوقفت رحلاتها الجوية، وحوّلت صيف 'إسرائيل' إلى فوضى عارمة"، هكذا قال موقع "ترافل آند تور وورلد" العالمي المهتم بعالم السفريات والسياحة.

وأضاف: "هجمات الصواريخ اليمنية بمثابة جرس إنذار فوري يجبر شركات الطيران على الانسحاب، ورفع أسعار التذاكر، وتضاؤل المقاعد، ما سبّب اضطرابات هائلة لمستوطني الكيان في حياتهم اليومية وصعوبة السفر والعودة".

برأي الموقع السياحي، كشفت صواريخ اليمن على مطار اللد الدولي عن نقاط الضعف الحقيقية في البنية التحتية الجوية المدنية، ما أدّى إلى وقف وتعليق معظم شركات الطيران الأجنبية رحلاتها إلى يافا المحتلّة".

والمؤكّد، وفق سردية تقريره، إن الضربات اليمنية تسبّب اضطرابات هائلة في الجبهة الداخلية، وتُجبر شركات الطيران والسيّاح على إلغاء رحلات العطلة الصيفية من وإلى "إسرائيل"، وعقّدت مشكلة عودة الصهاينة من الشتات، في ظل احتكار شركة الطيران المحلية "أل عال" الخطوط الدولية، ورفعها أسعار التذاكر بشكل حاد.

والمحسوم، أن الصواريخ والمسيّرات اليمنية نجحت في فرض حالة تأهّب قصوى في أجواء "إسرائيل"، واستياء السيّاح والمسافرين، في ظل مخاوف شركات الطيران العالمية من تسيير رحلات إلى مطارات الكيان.

الإسناد المستمر
وضمن إستراتيجية قرار اليمن فرض الحظر الجوي والبحري على مطارات وموانئ الكيان، إسنادًا لغزّة، أعلنت القوات المسلحة اليمنية، مساء الأحد 1 يونيو 2025، تنفيذ أربع عمليات عسكرية نوعية على مطار اللد ومواقع حيوية في عمق "إسرائيل" بيافا وأسدود وأم الرشراش.

وأوضحت في بيانها العسكري استهداف مطار اللد بصاروخ باليستي فرط صوتي، ومواقع إستراتيجية في يافا وأسدود وأم الرشراش المحتلّات، بثلاث طائرات مسيّرة، مؤكّدة نجاح العمليات في تحقيق أهدافها؛ وقف جزئي لحركة المطار، وهروب ملايين المستوطنين إلى الملاجئ.

..والتهديد المباشر
أقرّ اللواء احتياط في جيش الكيان، أمير نوي، أن قوات صنعاء باتت قوة عسكرية وسياسية مستقلة، تُشكّل تهديدًا مباشرًا ومتزايدًا على "إسرائيل"، بقدراتها الصاروخية التي تُكبّد المنظومات الأمنية والاقتصادية خسائر فادحة.

وقال لقناة "14": "نجحت قوات صنعاء في صناعة وتطوير أسلحة هجومية إستراتيجية محلية الصنع، حوّلتها من مجرد تهديد بعيد إلى أولوية أمنية في حسابات سلطة الكيان".

وأضاف: "تضطر 'إسرائيل' إلى إنفاق ملايين الدولارات على أنظمة الدفاعات الجوية لمحاولة اعتراض الصواريخ الباليستية بعيدة المدى والطائرات المسيّرة القادمة من اليمن".

وأكّد دقّة الهجمات الصاروخية اليمنية في ضرب أهداف حيوية في عمق الكيان، أهمها مطار اللد وميناء أم الرشراش، بتوقّف حركة الملاحة التجارية، وتكبيده خسائر اقتصادية كبيرة.

..والحقيقة المخفيّة
المعلومة، التي كشفها حديث اللواء نوي، هي أن اليمنيين قفزوا إلى مرتبة أعلى سلّم الأولويات كتهديد جدي لـ"إسرائيل"، وأن إطلاق الصواريخ اليمنية بات مثار قلق لكل مستوطني الكيان، والتعامل معها أصبح عبئًا ماليًا باهظًا.

أما الحقيقة التي يُخفيها عساكر "إسرائيل"، فقد قالها نوي: "نحن أمام حرب استنزاف مختلفة عن كل الحروب السابقة، ونتائجها لن تكون كحرب الأيام الستة، وقد نجحت القوات اليمنية في فرض معادلة جديدة في عمق الصراع الإقليمي، رغم بُعد المسافة التي تتجاوز ألفي كم".

وتواصل القوات المسلحة اليمنية – بفضل وتأييد الله سبحانه وتعالى - فرض حظرها الجوي والبحري على "إسرائيل"، بالصواريخ والمسيّرات على مطار اللد الدولي وميناء حيفا، في ظل استمرار حصارها البحري على سفن الكيان في البحر الأحمر، الذي أدّى إلى إغلاق ميناء أم الرشراش بشكل كامل.

وقد أطلقت، في معركة إسناد غزّة "الفتح الموعود والجهاد المقدّس" التي أعلنتها في نوفمبر 2023 نصرةً لغزّة وإسنادًا لمقاومتها ضد العدوان الصهيوني، أكثر من ألف ومئتي صاروخ ومسيّرة إلى عُمق الكيان.