السياســـية : تقرير || صادق سريع
"مواجهة اليمنيين تجربة قتالية لا تقدر بثمن، لقد أدهشتنا قوة عزيمتهم وقدرتهم على التكيف، وصواريخهم المتطورة بشكل جنوني"، هكذا قال مسؤولون عسكريون أمريكيون لصحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية.
وأضافوا: "على الرغم من أننا أمطرنا اليمنيين بذخائر بقيمة أكثر من 1.5 مليار دولار، فقد أثبتوا بشكل مدهش أنهم خصم صعب المراس في أعنف معارك البحرية الأمريكية منذ الحرب العالمية الثانية".
وتابعوا: "اليمنيون استفادوا من انتشار تكنولوجيا الصواريخ والطائرات المسيّرة رخيصة الثمن، وابتكروا أساليب حديثة لنشر أسلحتهم، وأطلقوا الصواريخ الباليستية المضادة للسفن كأول دولة تستخدم هذا السلاح".
اختبار الأسطول البحري الأقوى
وأكدوا أنه على الرغم من مشاركة أكثر من 30 سفينة حربية (10% من حجم أسطول البحرية الأمريكية)، وتطوّر الأنظمة الدفاعية الأمريكية باهظة الثمن، لم يحققوا هدف تأمين الملاحة في البحر الأحمر ووقف الهجمات اليمنية على "إسرائيل".
وبحسب "وول ستريت"، يشعر أعضاء في الكونغرس وقادة في وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) بالقلق على جاهزية الجيش الأمريكي، بسبب ضغط عمليات الانتشار المُرهقة في الدراسة التحليلية العميقة التي يجرونها لاستخلاص دروس فشل العدوان على اليمن، ونجاح قوات الأخير في اختبار أقوى أسطول بحري في العالم في معركة البحر الأحمر.
والمؤكد بنظرها أن آثار انتشار قوات البحرية الأمريكية في البحر الأحمر ستبقى محسوسة لسنوات، بسبب استنزاف مواردها من مخزونات الذخائر المخصصة للمواجهة مع الصين، واستهداف المسيّرات والصواريخ اليمنية لحاملات الطائرات.
.. وأسباب هروب "ترومان"
في سياق سلسلة اعترافات عساكر واشنطن، عزا موقع "WAVY" الأمريكي، في تقرير بعنوان "عودة حلوة ومُرة لـ هاري ترومان"، هروب حاملة الطائرات الأمريكية "هاري ترومان" من المنطقة، إلى ضغط هجمات قوات صنعاء في البحر الأحمر التي بلغت تكاليف أضرارها ملايين الدولارات.
وذكر موقع "ستارز آند سترايبس" العسكري الأمريكي أن حاملة الطائرات "يو إس إس هاري إس ترومان" عادت، الأحد الفائت، إلى الوطن، بعد انتشار قتالي قاسٍ سبب شقوقاً كبيرة في جناحها الأيمن.
وقال قائد المجموعة الهجومية، الأدميرال شون بيلي: "الدرس الأهم في البحر الأحمر هو أننا نتعلم من الأخطاء باستمرار ضمن مجموعتنا وضمن البحرية بأكملها".
وأضاف: "كل الظروف الفريدة التي واجهتنا في البحر الأحمر تساهم في تشكيل معاركنا المستقبلية".
ونفذت مجموعة حاملة "هاري ترومان"، وفقاً لتقارير عسكرية أمريكية، أكثر من 13,000 عملية هجومية وطلعة جوية، واستخدمت أكثر من 1.1 مليون رطل من الذخائر، وحلّقت طائراتها 25,000 ساعة طيران، وأبحرت مسافة تزيد عن 240,000 ميل بحري خلال فترة الانتشار في البحر الأحمر.
.. ومهمة التحدّيات الفريدة
بدوره، قال قائد المجموعة الضاربة الأدميرال شون بيلي لـ"المعهد البحري الأمريكي USNI": "لقد كانت مهمة طويلة ومليئة بالتحدّيات وفريدة من نوعها في مسيّرتي المهنية بأكملها".
وقال قائد السفينة "ستاوت" ديزموند ووكر: "بعد 5 أشهر من قتال اليمنيين في البحر الأحمر، أنهت 'ترومان' واحدة من أخطر العمليات القتالية منذ عقود".
وأضاف: "إنها المرة الأولى التي أشهد فيها قتالاً فعلياً، لقد كان بالنسبة لنا مختلفاً عما عرفناه في المواجهات البحرية".
يُشار إلى أن القوات المسلحة اليمنية -بفضل وتأييد من الله تعالى- أسقطت ثلاث طائرات نوع "F-18" تابعة لحاملة الطائرات الأمريكية "هاري ترومان" في معارك البحر الأحمر، و26 طائرة أمريكية نوع "MQ-9" فوق أجواء اليمن؛ 22 طائرة في معركة "الفتح الموعود والجهاد المقدّس" نصرة لغزة، وأربع خلال العدوان الأمريكي السعودي الذي بدأ في 26 مارس 2015، واستمر ثماني سنوات.
وقد استهدفت، منذ نوفمبر 2023، أكثر من 240 قِطعة بحرية تجارية وحربية للعدو الأمريكي والبريطاني و"الإسرائيلي"، وأطلقت أكثر من 1,200 صاروخ ومسيّرة إلى عُمق الكيان، إسناداً لغزة.