نشوة أمريكا تتحطّم في اليمن
السياسية : تقرير || صادق سريع*
"اليمنيون حطّموا النشوة الأمريكية واستنزفوا مخزونات ذخائرها وكبّدوا جيشها أضراراً جسيمة في العتاد وخسائر مالية باهظة"، هكذا قالت قناة "آي 24 نيوز" العِبرية.
وأضافت: "اليمنيون فاجأوا الولايات المتحدة في ظل قدراتهم العسكرية التي اعتُبرت ضعيفة أمام قوة أمريكا، التي تُعدّ الأقوى في العالم".
وتابعت: "تحطُّم نشوة أمريكا خذل المسؤولين الأمريكيين، الذين يعتبرون اليمنيين العدو الذي أثبت قوته بشكل مدهش في المواجهات، وأجبر واشنطن على إعادة تقييم خصم لم يُؤخذ على محمل الجد في البداية".
وأكدت فشل أمريكا في استعادة الممرات البحرية في البحر الأحمر، بينما لا يزال اليمنيون يشكّلون تهديدًا على "إسرائيل" من خلال إطلاق الصواريخ الباليستية والمسيّرات بانتظام.
ووفق تقرير "آي 24 نيوز"، فإن دوائر صنع القرار في واشنطن باتت تنظر إلى اليمنيين كقوة عسكرية صاعدة، تُشكّل تحدياً إستراتيجياً غير متوقّع في ساحة البحر الأحمر المتفجّرة.
تكتيكات الهجمات الخاطفة
وفي وقت سابق، قالت صحيفة "بوليتيكو" الأمريكية، نقلًا عن خبراء: "إن اليمنيين لا يُظهرون فقط قدراتهم على منافسة الولايات المتحدة، بل على مواصلة شنّ هجمات خاطفة على أقوى قوة عسكرية في الشرق الأوسط "إسرائيل"، ولا يزالون صامدين، وهذا يمنحهم مصداقية هائلة".
وأضافت: "مفاوضات ترامب مع اليمنيين انطلقت من مبدأ 'أمريكا أولاً' و'إسرائيل خارج الحسابات'، كخيار أقل سوءًا لوقف إنفاق الموارد واستنزاف الذخائر على صراع لا نهاية له في الأفق، مع اليمنيين الذين يستمرون بإطلاق الصواريخ على الكيان حتى وقف عدوانه على غزة".
ونقلت الصحيفة عن مسؤول أمريكي سابق في إدارة ترامب قوله: "الجميع حاول مواجهة اليمنيين عسكرياً على مدى عقد كامل، لكن فشلوا جميعاً".
بدوره، أكد موقع "India" الهندي، في تقرير حول تصاعد التوترات العالمية بسبب تزايد مخاطر هجمات المسيّرات والصواريخ، أن قوات صنعاء أصبحت أفضل تسليحاً، وقد نجحت في فرض حصار بحري على سفن "إسرائيل" وحليفاتها في البحر الأحمر، ولا تزال تفرض الحظر الجوي بالصواريخ على مطار اللد "بن غوريون" في عمق الكيان، بعد تحييد قوة واشنطن ووقف العدوان على اليمن.
"إسرائيل" باتت حقل تجارب
ونقل موقع قناة "الجزيرة" عن نشطاء قولهم: "إن 'إسرائيل' أصبحت حقل تجارب للآلة العسكرية اليمنية، وإن صنعاء تحوّلت إلى مِنصة صواريخ لدعم غزة"، مشيرًا إلى أن صاروخ "ذو الفقار" شلّ الحركة في منطقة يافا المحتلة ومستعمرات أخرى بعد تفعيل صفارات الإنذار بشكل غير مسبوق.
أما وفق الخبراء العسكريين، فإن إطلاق صاروخ "ذو الفقار" شكّل مفاجأة لـ"إسرائيل" بظهور جيل جديد من الصواريخ اليمنية المتطوّرة، ما يزيد من صعوبة التصدي لها، ويرفع فاتورة الحرب اقتصاديًا وعسكريًا وأمنيًا على كيان الاحتلال.
وبرأي المحللين السياسيين، فإن استمرار اليمنيين استهداف مطارات وموانئ "إسرائيل" قد يحوّل مطار اللد إلى نفس مصير ميناء "أم الرشراش"، الذي أغلقته هجمات اليمن بشكل كامل.
وقد أكدوا أن استمرار القوات اليمنية في فرض الحظر الجوي والبحري لخنق اقتصاد "إسرائيل" وعزلها عن العالم، بعد تحييد أمريكا، قد يدفع الكيان إلى إبرام إتفاق طويل الأمد وفق شروط المقاومة الفلسطينية في غزة.
خسائر في الجو والبحر
يُشار إلى أن القوات المسلحة اليمنية -بفضل وتأييد من الله تعالى- أسقطت ثلاث طائرات من نوع "F-18" تابعة لحاملة الطائرات الأمريكية "هاري ترومان" في معارك البحر الأحمر، و26 طائرة أمريكية من نوع "MQ-9" فوق أجواء اليمن؛ 22 طائرة منها في معركة "الفتح الموعود والجهاد المقدّس" نصرة لغزة، وأربع خلال العدوان الأمريكي - السعودي الذي بدأ في 26 مارس 2015، واستمر ثماني سنوات.
وقد استهدفت، منذ نوفمبر 2023، أكثر من 240 قِطعة بحرية تجارية وحربية تابعة للعدو الأمريكي والبريطاني و"الإسرائيلي"، وأطلقت أكثر من 1,200 صاروخ ومسيّرة إلى عُمق الكيان، إسنادًا لغزة.