اليمن يدمر أكذوبة الحصانة الإسرائيلية المطلقة
السياسية// وديع العبسي
أن تطلب دولة بحجم بريطانيا، المملكة – التي لم تكن تغيب عنها الشمس – الإذن من القوات المسلحة اليمنية عبور حاملة الطائرات البريطانية “HMS” مياه البحر الأحمر، فإنها مسألة يفترض أن يتوقف عندها الكيان الإسرائيلي طويلا، لقراءة وفهم متغيرات الواقع وفهم مثل هذا التحول الذي كسر التعاطي السائد عن ضعف العرب والمسلمين. فالحدث يشير إلى ظهور قوة مسلمة وبلسان عربي، وإلى تسليم القوى الاستعمارية بأن القوة اليمنية باتت حقيقة، وفاعل مؤثر، انطلاقا من نجاح الرقابة الصارمة التي تفرضها القوات المسلحة للتحركات في البحر الأحمر، ونجاح استهدافها كل ما قد يشكل تهديدا أو له علاقة بالعدو الإسرائيلي في إطار عمليات إسناد غزة. وقبل بريطانيا كان التسليم الأمريكي المتمثل بوقف إطلاق النار، شاهدا صارخا واعترافا بأن اليمنيين باتوا هم الأبرز في المنطقة العربية بعد أن كانوا يضعونهم في ذيل القائمة.
الوضع في الكيان لم يعد آمنا
في تصاعد عمليات الإسناد لغزة مع تصعيد العدو الإسرائيلي لجريمة الإبادة، ظهرت المفاجآت التي زادت من رسوخ القناعة لدى القوى الغربية بأن اليمن عازم على أخذ مكان له في ساحة الفعل الدولي بأهلية عالية، خصوصا وأن اليمن هو من دمر أكذوبة الحصانة الإسرائيلية المطلقة.
ويأتي في هذا السياق تأكيد مصدر عسكري يمني بأن الوضع في الكيان لم يعد آمنا للاستثمار، كاشفا عن أن الصواريخ اليمنية أصبحت أكثر فتكاً وتطوراً، وأن تصميمها الجديد يتيح لها التشظي عند اعتراضها من قبل منظومات الدفاع الجوي الإسرائيلية، ما يزيد من قدرتها على إصابة أهداف متعددة بدقة عالية. وأكد المصدر بأن أي هدف داخل الكيان بات في مرمى النيران اليمنية. هذا التحذير أكده رئيس المجلس السياسي الأعلى مهدي المشاط الذي شدد على "أن الشركات التي ستبقى في الكيان الصهيوني بعد تحذيرنا تحمل تبعات إصرارها وتحمل مسؤولية أي خسائر قد تلحق بها."، وقال الرئيس المشاط إن “تجاهل بعض الشركات الاستثمارية تحذيرات قواتنا يجعل من عملها داخل الكيان مغامرة خطيرة قد تتحمل أثمان باهظة نتيجة بقائها”.
ما يشهد به واقع حال العدو الإسرائيلي
يتكشف من هذه المعطيات الاستثنائية وغير المألوفة إطلاقا للمنطقة العربية والعالم أن اليمن يظهر على شاشة الفعل العسكري كلاعب أساسي ومؤثر في المنطقة، والحديث عن هذه الحقيقة لم يعد يستند إلى تكهنات وفرضيات وإنما وقائع يشهد بها واقع حال الكيان الصهيوني الذي يتجرع مرارة الحصار اليمني الجوي والبحري، وفيما ظل الكيان يحاول اخفاء هذه الحقيقة، كانت اعترافات المراقبين الصهاينة ومنهم قادة في السلك العسكري تكشف فداحة ما يعيشه، فالتكتم على تداعيات الضربات والاجراءات اليمنية كان بذاته يمثل مؤشرا حيويا على أن الكيان لم يعد هو فقط من يبادر ومن ينتهك ثم يعود إلى ثكناته العسكرية بأوداج منتفخة، مع ذلك كان بعض من رجالات الكيان ومن يمثلون نخبة الواجهة السياسية والعسكرية فيه يتمردون على سياسة التكتيم كاشفين عن مخاوف وجودية حقيقية على كيانهم مع ظهور القوة اليمنية .
ما يوصف باللواء في الاحتياط “الإسرائيلي” ، أمير نوي، أكد في تصريحات بأن القوات اليمنية قوة عسكرية وسياسية مستقلة تمثل تهديداً متصاعداً لإسرائيل، وأن قدراتها التنظيمية والعسكرية باتت تشكل عبئاً أمنياً ومالياً على كيان الاحتلال. اللواء “الإسرائيلي” ذكر أن القوات اليمنية نجحت فعلا في تعطيل الملاحة التجارية عبر فرض حصار فعّال على ميناء "إيلات"، ما أثّر على الاقتصاد الإسرائيلي، وأجبرت "إسرائيل" على إنفاق ملايين الدولارات على أنظمة دفاع لمواجهة صواريخهم البعيدة المدى. حسب أمير نوي.
انهيار الداخل الصهيوني
يأتي هذا فيما بات معلوم عن الكيان استمراره في انتهاج سياسة التكتم عن الخسائر التي تلحقها به الضربات اليمنية، بما في ذلك انهيار الحالة المعنوية لدى الغاصبين نتيجة انهيار المنظومة الأمنية في وسط كيانه، وتؤكد الوقائع أن الداخل الإسرائيلي يواجه بالفعل مأزقاً أمنيا، فتداعيات الصواريخ اليمنية تكشف بوضوح تلك الوضعية الهزيلة التي يعيشها الغاصبين، فما أن تنطلق صفارات الإنذار حتى يرتبك كل شيء في ثوان ويختلط الحابل بالنابل، ويفرض الصاروخ اليمني الدقيق فرار الملايين إلى الملاجئ وتوقف فوري لحركة الطيران، وتحديدا في مطار "اللد"، ويتم إجلاء المسافرين من صالات المغادرة، فيما تزحف الجموع البشرية الصهيونية من الشوارع وأماكن التجمعات في اتجاه المخابئ.
ولوحظ خلال العمليات اليمنية كيف يدَبّ الهلع والفوضى العارمة في الكيان مع وصول الصاروخ اليمني، وكيف شهدت اللحظة فرار عشرات الالاف من مدرجات ملعب كرة قدم حيث كانوا يتابعون مباراة ضمن ما تسمى ببطولة "كأس إسرائيل"، انقطع بث المباراة، وعمت الفوضى في المرافق العامة وباتت القناعة تتعزز أكثر فأكثر لدى الجميع بأن كيانهم في حقيقته "هش" وليس بذاك الذي ظلت الآلة الإعلامية تردد بأنه كيان لا يُقهر، بل ولا يمكن أن يتعرض لأي هجوم.
فعلها اليمن ونسف الحسابات المخادعة
فعلها اليمن وأعاد صيغة تلك التصورات الخادعة، وأظهر الكيان على حقيقته، قطيع من الغاصبين تقودهم عصابات مسلحة في احتلال الأراضي الفلسطينية، وبهذه الضربات تتعزز معادلة الاشتباك بصيغتها اليمنية بحيث تستمر حالة التدهور في الكيان على مختلف الصُعُد الأمنية والاقتصادية الاجتماعية، ما يجعل واقعه تحت رحمة السلاح اليمني.
فعلها اليمن، ومع كل ضربة يتم تحديث الحصار الجوي على الكيان، حيث تعلن شركات الطيران الدولية تمديد توقفها عن الوصول إلى مطار اللُّد إلى تواريخ بعيدة وأحيانا إلى أحل غير مسمى، ويذكر موقع "آيس" العبري أن: شركة الطيران البولندية "LOT"، التي كان من المقرر أن تستأنف رحلاتها إلى "إسرائيل" في 2 يونيو، قررت تمديد تعليق رحلاتها حتى 16 يونيو.
استعدا لخوض مزيد من التصعيد
وفي آخر وصف حال لما عليه القوات اليمنية مع استمرارها في امتلاك أدوات الاقتدار للدفاع عن النفس، ولأن يكون لها الموقف الطبيعي من قضايا الأمة الإسلامية وعلى رأسها القضية الفلسطينية، تأكيد وزير الدفاع، اللواء الركن محمد ناصر العاطفي بأن القوات المسلحة اليمنية مستعدة لخوض مزيد من التصعيد ضد الكيان الصهيوني، بما يؤدي إلى رفع وتيرة الحصار عليه وتكبيده خسائر فادحة، وأشار الوزير العاطفي إلى أن اليمن لم يعد في موقع الدفاع، بل بات يمتلك زمام المبادرة وقوة الردع الاستراتيجية القادرة على العمل المتواصل على مدار الساعة.
وشدد العاطفي على أن القوات المسلحة تملك القدرة الكاملة لإطلاق الصواريخ والطائرات المسيّرة بدقة عالية وفعالية متقدمة نحو عمق العدو، مجددا التأكيد على أن استمرار المعركة مع الاحتلال ينعكس بشكل مباشر في تطوير القدرات العسكرية اليمنية من حيث المدى والدقة والتقنيات، ما يرسّخ معادلة جديدة في موازين القوة.
*تم نقل المادة من موقع انصار الله