السياسيــة : تقرير || صادق سريع

تواصل مِنصات الإعلام الغربي سرد فصول قصص هزائم قوات البحرية الأمريكية والأوروبية أمام القوات اليمنية المساندة لغزة في معركة البحر الأحمر.

وقالت صحيفة "إي كاثيميريني" اليونانية: "اليمنيون أحدثوا أشد التغيرات الدراماتيكية في عصرنا الحالي فيما يتعلق بتطور الحروب، لقد تسببوا بمشكلات تشغيلية جسيمة وهزموا أكبر قوة بحرية في العالم، هي البحرية الأمريكية".

وأضافت: "أحد أبرز وأشدّ التغيرات الدراماتيكية العسكرية في العصر الحديث المتعلقة بتطور تكتيكات الحروب، كان سببها اليمنيون، نعم، هم اليمنيون".

وتابعت: "اليمنيون تسببوا بمشكلات تشغيلية جسيمة للبحرية الأمريكية لدرجة أن محللين جديين تحدثوا عن هزيمة محتملة، أو تعادل على أقصى تقدير، بين أكبر قوة بحرية في العالم وقوة صغيرة هي قوات صنعاء".

وأعتبرت، إدراك المسؤولين العسكريين في وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) مدى ضعف حاملات الطائرات أو مقاتلات 'F-35' في المواجهات باليمن، التي تم تصميمها للمرحلة القادمة بدون طيارين، أمر صادم.

وأكدت أن هجمات اليمنيين ورطت البحرية الأمريكية في أول مهمة طويلة وعالية الوتيرة منذ الحرب العالمية الثانية، الأمر الذي أجبر قطعها البحرية الرئيسية على تأجيل تمركزها في البحر الأحمر لفترات غير محددة، والتأهب للقتال لأشهر متتالية.

ورأت "كاثيميريني" أن انتهاج اليمنيون تكتيكات الاستنزاف في معركة البحر الأحمر شكّل إجهاداً كبيراً للبحرية الأمريكية، وخسرها أكثر من 800 صاروخ، بتكلفة أكثر من مليوني دولا لكل صاروخ، لصد الهجمات اليمنية.

سقوط سلطان البحار

وتحت عنوان "البحر الأحمر يُسقط سلطان البحار"، قال موقع "ذا ناشيونال إنترست": "إن إبقاء واشنطن حاملة الطائرات الأمريكية 'يو إس إس كارل فينسون' في الشرق الأوسط، بعد عودة الحاملة 'هاري ترومان' إلى مينائها الرئيسي في مدينة نورفولك بعد ثمانية أشهر من الانتشار، يكشف عدم شعور واشنطن بالاستقرار أو الأمان في منطقة البحر الأحمر".

وأضاف: "رغم القوة النارية للحاملات الأمريكية، لكن خسائر 'ترومان' بإسقاط 3 طائرات 'إف-18' تابعة لها وحوادث أخرى، أثبتت حجم الاستنزاف الكبير التي تعرضت له البحرية الأمريكية في بيئة بحرية مليئة بالمفاجآت".

الحقيقة التي لا تقبل الشك في عقيدة "ذا ناشيونال إنترست" هي أن الجهد الأمريكي المتكرر لإثبات السيطرة في منطقة لم تعد تقبل بالهيمنة بسهولة، حيث تحوّلت "المياه الدافئة" اليمنية إلى مصيدة إستراتيجية للولايات المتحدة الأمريكية.

دروس لبحرية الدنمارك

بدورها، أكدت صحيفة "التلغراف" البريطانية، تخلّي الدنمارك عن أفضل سفنها الحربية، فرقاطة 'إيفر هويتفيلد'، بعد فشلها في البحر الأحمر، أمرٌ مؤلم للدنماركيين.

وإذ اعتبرت ذلك درساً للبحرية البريطانية، وتحذيراً لبحرية لندن بعدم المجازفة بالقطع الحربية في مسرح عمليات القوات اليمنية، أشارت إلى إعلان رئيس أركان الدفاع الدنماركي بالاستغناء عن الفرقاطة "إيفر هويتفيلد" والتخلي عن خطة تحديثها بعد كشفت قوات صنعاء نقاط ضعفها وفشلها الذريع في معركة البحر الأحمر.

يُذكر أن الفرقاطة "إيفر هويتفيلد" تعرضت لفضيحة كبرى بعيوب دفاعية خلال محاولات التصدي لهجمات قوات صنعاء، ما سبب بإقالة مسؤولين عسكريين، وسحبها من البحر الأحمر.

خسائر السلاطين

يُشار إلى أن القوات المسلحة اليمنية -بفضل وتأييد من الله تعالى- أسقطت ثلاث طائرات من نوع "F-18" تابعة لحاملة الطائرات الأمريكية "هاري ترومان" في معارك البحر الأحمر، و26 طائرة أمريكية من نوع "MQ-9" فوق أجواء اليمن؛ 22 طائرة منها في معركة "الفتح الموعود والجهاد المقدّس" نصرة لغزة، وأربع خلال العدوان الأمريكي - السعودي الذي بدأ في 26 مارس 2015 واستمر ثماني سنوات.

وقد استهدفت، منذ نوفمبر 2023، أكثر من 240 قطعة بحرية تجارية وحربية تابعة للعدو الأمريكي والبريطاني و"الإسرائيلي"، وأطلقت أكثر من 1,200 صاروخ ومسيّرة إلى عمق الكيان، إسنادًا لغزة.