السياسية - وكالات :

ردّت إيران في رسالة عاجلة إلى مجلس الأمن على ما وصفته بمزاعم الترويكا الأوروبية الباطلة بشأن انتهاك القرار 2231 والاتفاق النووي.

وقال مندوب إيران الدائم لدى الأمم المتحدة أمير سعيد ايرواني في رسالته:" إذا كانت الترويكا الأوروبية "فرنسا وألمانيا وبريطانيا" تريد حقًا حلًا دبلوماسيًا، فعليها التخلي عن نهجها غير الواقعي واحترام الحقوق السيادية للدول في إطار القانون الدولي" حسب وكالة الأنباء الإيرانية "إرنا".

وجاء في رسالة المندوب الدائم لإيران لدى الأمم المتحدة الموجهة إلى كارولين رودريغيز باراك، رئيسة مجلس الأمن ، وأنطونيو غوتيريش، الأمين العام للأمم المتحدة، بشأن الادعاءات والرسالة المشتركة للترويكا الأوروبية: "أوجه هذه الرسالة ردًا على الرسالة المشتركة المؤرخة في 9 يونيو2025 من الممثلين الدائمين لفرنسا وألمانيا وبريطانيا، المعروفة باسم "الترويكا الأوروبية"، بشأن تنفيذ قرار مجلس الأمن رقم 2231 (2015) وخطة العمل الشاملة المشتركة (الاتفاق النووي). وتُعدّ هذه الرسالة المشتركة، للأسف، مثالًا آخر على محاولة الترويكا الأوروبية التهرب من المسؤولية، وصرف انتباه الرأي العام عن سجلها المتكرر والموثق في انتهاك التزاماتها، وفي الوقت نفسه، توجيه اتهامات لا أساس لها وذات دوافع سياسية ضد إيران .

وأكد إيرواني، رفض بلاده "رفضًا قاطعًا الادعاءات الواردة من الترويكا الأوروبية"، مشيرًا إلى أن "هذه الادعاءات، التي تتجاهل السياق الأساسي، تُشوّه حقيقة الوضع الراهن لخطة العمل الشاملة المشتركة، والشروط المتعلقة بالبرنامج النووي الإيراني، ومسؤوليات أطراف الاتفاق".

وأضاف المندوب الدائم لإيران لدى الأمم المتحدة، أن "ادعاءات الترويكا الأوروبية ليست مجرد ادعاءات لا أساس لها من الصحة ومضللة، بل هي أيضًا بلا أساس قانوني ومتحيزة سياسيًا"، مؤكدًا أن "محاولتها لخلط أحكام خطة العمل الشاملة المشتركة مع التزامات إيران بموجب اتفاق الضمانات الشاملة هي خطوة خادعة وغير نزيهة".

كما أكد إيرواني، في رسالته، أن "برنامج إيران النووي سلمي بالكامل، وجميع أنشطة التخصيب تتم تحت رقابة صارمة من الوكالة الدولية للطاقة الذرية"، محذرًا من أن "أي محاولة أو تهديد بتفعيل آلية الزناد سيفضي لعواقب سلبية خطيرة".

وتابع: "استسلام الترويكا الأوروبية للعقوبات الأمريكية غير القانونية، وتقاعسها بعد انسحاب الولايات المتحدة من خطة العمل الشاملة المشتركة، ورفضها تنفيذ التزاماتها، وإعادة فرض العقوبات المرفوعة، بالإضافة إلى فرض تدابير تقييدية جديدة وغير قانونية، كلها أمثلة واضحة ومتواصلة على انتهاكات خطة العمل الشاملة المشتركة والقرار 2231".

وأوضح المندوب الإيراني أنه "في حالة عدم وفاء الترويكا الأوروبية بالتزاماتها، فليس لديها أي سند قانوني أو أخلاقي للجوء إلى آلية تسوية النزاعات، ناهيك عن التهديد بتفعيل الاستئناف التلقائي للعقوبات. سيكون مثل هذا الإجراء باطلًا من الناحية الإجرائية، ومعيبًا من الناحية الموضوعية، وغير مسؤول سياسيًا".

وأكدت وزارة الخارجية الإيرانية، الثلاثاء الماضي، أن تقرير الوكالة الدولية للطاقة الذرية "سياسي وغير مبرر".

وقال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية إسماعيل بقائي، في تصريحات، إن "تقرير الوكالة الدولية بشأن أنشطة إيرانية النووية، متناقض ولا يتحدث عن انحراف برنامج إيران النووي"، مؤكدًا أن التقرير "محاولة للترويكا الأوروبية وأمريكا لتبرير نقل الملف النووي إلى مجلس الأمن".

وأشار بقائي إلى أن "إيران أكدت مرارا عدم سعيها لأسلحة نووية ولديها فتوى المرشد التي تحرمها"، محذرًا من أنه "إذا أصدر مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية قرارًا ضد إيران، فستتخذ ردها المتناسب".

ولفت إلى أن "فرنسا ألغت اتصالا هاتفيا بين وزير خارجية إيران ونظرائه في الترويكا الأوروبية"، مؤكدًا أن "أي مقترح لا يضمن الحفاظ على دورة الوقود النووي في إيران ولا يضمن رفع العقوبات لن يكون مقبولًا".

وأعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أن الجولة السادسة من المفاوضات مع إيران ستجرى اليوم الخميس، فيما أعلن المتحدث باسم الخارجية الإيرانية إسماعيل بقائي، أن جولة المفاوضات ستقام يوم الأحد المقبل، في العاصمة العمانية مسقط.

وبدأت أولى جولات التفاوض بين إيران والولايات المتحدة الأمريكية، حول البرنامج النووي الإيراني، في 12 أبريل الماضي، في العاصمة العمانية مسقط.

واستضافت السفارة العمانية في روما، جولة المفاوضات الثانية، في 19 أبريل الماضي، ثم انعقدت الجولة الثالثة في مسقط مرة أخرى في 26 من الشهر ذاته.

وفي 11 مايو الماضي، انعقدت في العاصمة العمانية مسقط، الجولة الرابعة من المفاوضات وأعربت كل من الولايات المتحدة وإيران عن تفاؤلهما بشأن المحادثات النووية.

وفي 23 مايو 2025، أعلن وزير خارجية سلطنة عمان بدر البوسعيدي، اختتام الجولة الـ5 من المفاوضات الإيرانية الأمريكية في روما، مشيرًا إلى أنه تم إحراز بعض التقدم لكنه لم يكن حاسما.

وتصرّ الولايات المتحدة الأمريكية على التفاوض مع إيران للتخلي عن برنامجها النووي، بينما تؤكد طهران أنها لن تتخلى عن حقها في تخصيب اليورانيوم وامتلاك الطاقة النووية للأغراض السلمية، نافية أي نية لديها لامتلاك الأسلحة النووية.