اليمن والتحدّي الصعب لـ"إسرائيل"
السياسية : تقرير || صادق سريع*
"لماذا اليمنيون عدوٌّ صعب؟"، تحت هذا العنوان قالت صحيفة "ذا جيويش إندبندنت" العبرية: "إن اليمن تحوّل إلى كابوس يومي بإطلاق الصواريخ الباليستية والمسيّرات إلى عمق 'إسرائيل' رغم بُعد المسافة بأكثر من ألفي كم".
وأضافت: "لقد أدّت الهجمات اليمنية إلى شلّ الحركة في مطار اللد الدولي بعد انسحاب أغلب شركات الطيران العالمية من السوق المحلية، محدثةً خسائر اقتصادية تُقدَّر بمليارات الدولارات".
وتابعت: "وأدّت إلى إغلاق ميناء أم الرشراش وإفلاسه بشكل تام بسبب فرض الحظر البحري اليمني المستمر على سفن 'إسرائيل' في البحر الأحمر، ومؤخراً أعلن متحدث القوات اليمنية أن ميناء حيفا سيكون هدفاً لصواريخها حتى وقف العدوان على غزة".
وزادت: "على الرغم من تنفيذ عدوان جوي على أهداف حيوية وخدمية في اليمن، إلا أنّ تلك الهجمات لم تؤثر على قدرات اليمنيين ولا كبحت إرادتهم الصلبة التي تزداد ثباتاً في ضربات العدوان".
وفق قناعة "إندبندنت"، تُعد العقيدة الدينية والإيمان المطلق بعدالة القضية لدى اليمنيين العقبة الرئيسية أمام إضعاف قدراتهم أو دفعهم للتراجع، وهذا ما يجعلهم خصماً عصيّاً على الانكسار.
والمؤكَّد في عقيدتها أن التطور المذهل للبنية العسكرية بالجيش اليمني، خلال سنوات، الحصار والعدوان الأمريكي - السعودي منذ 2015، في ترسانة الصواريخ والمسيّرات والأنظمة البحرية والجوية المتقدمة، مكّنها من إعادة رسم خارطة توازن القوى، وجعل اليمن قوة إقليمية مؤثرة يصعب تحييدها.
"إسرائيل" لا تملك الحل
يقول نائب قائد البحرية السابق للكيان شاؤول حوريف، لموقع "ذا ماركر": "تواجه 'إسرائيل' تهديداً جديداً غير مسبوق في الحروب السابقة، من عدوٍّ بعيد يسيطر على الساحل، ويحاصرنا من هناك".
يضيف: "لا تملك 'إسرائيل' حلاً لمشكلة اليمنيين والأضرار التي يُلحقونها بالملاحة البحرية 'الإسرائيلية'، خاصة الضرر في ميناء أم الرشراش الذي سيستمر حتى بعد انتهاء الحرب في غزة".
وأكد: "إن العدوان 'الإسرائيلي' على ميناء الحديدة لن يغيّر ميزان القوى مع اليمنيين، وقد عجزت أمريكا وبريطانيا في رفع الحصار في البحر الأحمر".
وخلص بخيبة الأمل في قدرات بحرية الكيان على حسم المعركة مع اليمنيين أو وقف الصواريخ والمسيّرات التي يطلقونها بشكل يومي تقريباً، وعلى من يبحث عن حلٍّ آخر عليه مراجعة اتفاق ترامب مع اليمنيين.
أخطر التهديدات
وقال القائد السابق لفرقة الدفاع الجوي للكيان، العميد (احتياط) دورون جافيش: "اليمن برز كأحد أخطر التهديدات الأمنية والعسكرية التي تواجه 'إسرائيل' خلال الحرب الحالية وحتى اللحظة".
وأكد لـ"إذاعة 103 FM" المملوكة لصحيفة "معاريف" العِبرية أن العميد في الاحتياط دورون غبيش، امتلاك اليمنيين رؤوساً حربية قادرة على إحداث أضرار جسيمة، و"إسرائيل" قد واجهت بالفعل تأثيرات هذا التهديد المباشر.
برأي غبيش، تتمثل الإشكالية العميقة في ارتباط خطر اليمنيين باستمرار العدوان على غزة، وفي الحفاظ على فعالية قدراتهم الصاروخية وتوازن القوى في المنطقة.
أما ما يثير القلق أكثر في سردية التحليل العسكري الصهيوني، فيكمن في الاعتراف الصريح بعدم قدرة "إسرائيل" على إيقاف التهديد اليمني، ما يضع صناع القرار في الكيان أمام معضلة أمنية معقدة.
وتواصل القوات اليمنية المسلحة فرض الحظر الجوي والبحري على "إسرائيل"، بالصواريخ والمسيّرات على مطار اللد الدولي وميناء حيفا، والحصار البحري على سفنها في البحر الأحمر، وقد أدّى إلى إغلاق ميناء أم الرشراش بشكل كامل.
وقد أطلقت، في معركة إسناد غزة "الفتح الموعود والجهاد المقدّس" التي أعلنتها في نوفمبر 2023 نصرةً لغزة وإسناداً لمقاومتها ضد العدوان الصهيوني، أكثر من ألف ومئتي صاروخ ومسيّرة إلى عمق الكيان.