صيد بقيمة مئة مليون دولار.. لماذا يُعدّ إسقاط مقاتلة إف-35 الإسرائيلية في إيران بالغ الأهمية؟
السياسية:
مع تصاعد وتيرة المواجهة بين طهران والكيان الصهيوني في أعقاب العدوان الصهيوني الأخير، أعلنت القوات المسلحة الإيرانية عن إنجاز استراتيجي تمثّل في إسقاط مقاتلة “إف-35” المتطورة التابعة للكيان المحتل، وفي هذا الصدد، أصدرت مديرية العلاقات العامة للجيش الإيراني بياناً رسمياً أكدت فيه نجاح قوات الدفاع الجوي في استهداف وتدمير مقاتلتين من طراز “إف-35” الصهيونية، إضافةً إلى أسراب من المسيّرات الصغيرة.
إنجازات إيران في الساعات الثماني والأربعين الأولى من المواجهة
خلال الساعات الأولى من شرارة العدوان الإسرائيلي على إيران، سطرت طهران ملحمةً دفاعيةً متكاملةً، تجلت في استهداف دقيق لمنشآت استراتيجية داخل الأراضي المحتلة وإسقاط القذائف المعادية، ويتربع على عرش هذه الإنجازات إسقاط طائرة الشبح “إف-35”، وتتضمن الإنجازات الأخرى التي سجلتها إيران في مواجهة الغطرسة الصهيونية خلال اليومين الأولين من المواجهة ما يلي:
إمطار الأراضي المحتلة بوابل يفوق ثلاثمائة صاروخ باليستي
حصد أرواح ما يزيد على خمسين صهيونياً جراء الضربات الإيرانية الموجهة للمدن المحتلة
توجيه ضربات محكمة لمفاعل ديمونا النووي، ووزارة الدفاع، وقاعدتي تل نوف ونيفاتيم الجويتين، ومنصات الغاز قبالة سواحل غزة، ومنشآت في حيفا، والمركز المالي في تل أبيب، ووزارة الاقتصاد.
تحويل حياة ثمانية ملايين صهيوني من النعيم إلى الجحيم، ومن الطمأنينة إلى الفزع، ومن الحياة العادية إلى الاحتماء بالملاجئ
صيد ثمين بقيمة مئة مليون دولار
يمثّل إسقاط مقاتلتي “إف-35” درة تاج الإنجازات الإيرانية في مواجهة الكيان الصهيوني، تلك المقاتلات التي أصاب سقوطها المحتلين بصدمة مروعة وذهول لا حدود له، فطائرة “إف-35” التي لطالما تباهى صانعوها بقدرتها على التملص من شباك الرادارات والانسلال خلسةً عبر الأجواء دون رصد، والتي صُنعت بثلاثة طرازات متنوعة، تُقدر قيمة الواحدة منها بمبلغ فلكي يناهز مئة مليون دولار، وفيما يخص الأبعاد الاستراتيجية لإسقاط هذه الطائرات الشبحية، يمكن استجلاء النقاط التالية:
سابقة تاريخية فريدة: باستقراء صفحات تاريخ المعارك الجوية، نجد أنفسنا أمام حدث استثنائي غير مسبوق، إذ هي المرة الأولى التي تفلح فيها منظومة دفاعية أرضية في كشف غطاء التخفي وتحطيم أسطورة طائرات “إف-35” المزعومة، ففي السابق، لم تسقط هذه الطائرات إلا بفعل هفوات تشغيلية أو نيران صديقة في قلب المناطق الدفاعية للعدو نفسه، وحتى في أتون الحرب الروسية الأوكرانية، ورغم ادعاءات موسكو بإسقاط مقاتلات “إف-35”، ظلت تلك الادعاءات مفتقرةً للتوثيق المستقل.
أما في الحالة الإيرانية، فقد اكتسب إنجاز قوات الدفاع الجوي مصداقيةً راسخةً، ليُسجل في سجلات التاريخ العسكري كإنجاز فريد في عالم الدفاع الجوي، مدعوماً بالصور والتقارير الرسمية الصادرة عن القوات المسلحة الإيرانية.
تحول استراتيجي وانقلاب في موازين القوى: لا يقتصر هذا الإنجاز على إظهار جهوزية القوات الإيرانية في صدّ العدوان الجوي فحسب، بل يوجّه رسالةً صارمةً للأعداء مفادها استحالة تحقيق اختراق استراتيجي عبر التفوق الجوي، وتتعاظم القيمة الاستراتيجية لهذا الإنجاز، في ظل اعتماد الكيان الصهيوني على مقاتلات “إف-35” في استهداف المنشآت الإيرانية الحيوية، علاوةً على ذلك، يشكّل هذا الحدث نبراساً للدول المستضعفة التي يمكنها، بالاستثمار الحكيم في منظومات الدفاع الجوي المتطورة، أن تقف شامخةً في وجه الترسانات الغربية المتطورة.
تجلي قدرات القوات المسلحة الإيرانية: من الجدير بالذكر أن تحديات إيران لم تنحصر في مواجهة هذه المقاتلة والأنظمة الأمريكية فحسب، بل امتدت لتشمل مقارعة المسيّرات القتالية والصواريخ المجنحة ومقاتلات “إف-15” و"إف-16"، محققةً تفوقاً ملموساً في هذه المعركة الجوية المركبة التي تخوضها بمواجهة الترسانة الأمريكية-الإسرائيلية المشتركة، وعلى الرغم من الإنفاق الأمريكي السخي على تسليح الكيان الصهيوني، والدعم الجوي اللوجستي، والإمداد بالمعدات من شتى الدول، برهنت إيران على قدرتها الفائقة في تحطيم أسطورة هذه المقاتلات التي طالما اعتبرت عصيةً على الاختراق، وما من شك في أن إنجازات القوات المسلحة الإيرانية في هذه المواجهة غير المتكافئة، تمثّل تحديات عسكرية جسيمة للمؤسسة العسكرية الصهيونية.
خصائص مقاتلة “إف-35” الفريدة
تتخذ مقاتلة “إف-35” من ترسانة الولايات المتحدة وحلفائها موطناً لها، ومن بين الدول المستخدمة لها: الولايات المتحدة بأفرعها العسكرية الثلاثة (القوات الجوية والبحرية ومشاة البحرية)، وبريطانيا، والكيان الصهيوني، واليابان، وكوريا الجنوبية، والنرويج، وهولندا، وأستراليا، وإيطاليا، والدنمارك، وفنلندا (في طور الاستلام)، وسويسرا (في مراحل إتمام الصفقة)، وتمتلك بعض هذه الدول خطوط إنتاج أو تجميع محلية. وتتميز مقاتلة “إف-35” بخصائص تقنية فائقة التطور، أبرزها:
تقنية التخفي الشبحي: تصميم هندسي فريد ومواد مركبة خاصة، تجعل هذه الطائرة شبحاً خفياً يتملص من أعين الرادارات.
منظومات إلكترونية متطورة: مزودة برادار المسح الإلكتروني النشط (AESA)، ومستشعرات حرارية فائقة الدقة، ومنظومة حرب إلكترونية متقدمة، وقدرة على جمع المعلومات الاستخباراتية ومشاركتها آنياً.
تكامل شبكي فائق: اتصال مستمر مع مختلف الوحدات البرية والبحرية والجوية لتنسيق العمليات بدقة متناهية في ساحة المعركة.
خوذة الطيار الذكية: تعرض المعلومات الملاحية والتكتيكية الحيوية على زجاج الخوذة، وتتيح استهداف الأهداف بمجرد توجيه النظر إليها.
محرك قوي: مجهزة بمحرك “برات آند ويتني إف-135” الذي يوفّر قوة دفع هائلة، تمنحها سرعةً خارقةً وقدرة مناورة استثنائية.
* المادة نقلت حرفيا من موقع الوقت