السياسية : تقرير || صادق سريع*

"'إسرائيل' تعيش أزمة جوية بسبب التهديدات الأمنية للحظر الجوي الذي تفرضه صواريخ ومسيرات اليمن على مطار اللد الدولي في يافا المحتلة"، هكذا أقر رئيس نقابة الطيارين في الكيان، ميدان بار، لصحيفة "ذا ماركر".

وقال: "إن لحظات انتظار سقوط صاروخ باليستي يمني على مطار اللد تجبرنا على إنذار طواقم الطائرات، وإيقاف حافلات الركاب، والركض إلى أماكن محمية للاختباء قبل سماع دوي الانفجار، ليست بالأمر الهيّن، لقد كنتُ هناك، وهذا واقعنا".

بدورها، أكدت "ذا ماركر"، وهي صحيفة عبرية متخصصة في الاقتصاد، أن حركة قطاع الطيران في "إسرائيل" لا تزال بعيدة عن العودة إلى طبيعتها، بسبب عزوف شركات الطيران العالمية عن العمل وإلغاء رحلاتها في أجواء الكيان بسبب استمرار الهجمات اليمنية.

وأفادت أن أهم شركات الطيران الكبرى لا تزال غائبة عن العمل بأجواء كيان الاحتلال، مثل: إيزي جت، إيبيريا، رايان إير، بريتيش إيروايز، إير كندا، وITA الإيطالية.

ونقلت عن مسؤولين في قطاع الطيران قولهم: "إن شركة رايان إير لن تعود قبل شهر أغسطس، والمقاعد لا تزال غير كافية للطلب المرتفع، طالما صواريخ اليمن مستمرة، فالوضع غير مستقر".

وإذ أضافوا: "إن عودة كل شركات الطيران العالمية مرهون بقرار وقف الهجمات اليمنية ورفع الحظر الجوي على مطار اللد"، أكدوا استمرار ارتفاع أسعار تذاكر السفر بسبب نقص العرض وارتفاع الطلب في موسم الصيف.

الوضع الأمني الهشّ

من جهته، قال مسؤول كبير بشركة الطيران الهنغارية العالمية "ويز إير" - لم يُذكر اسمه -: "إنه من غير المنطقي أن تقرر شركته بقاء "إسرائيل" مركزاً لها، كون موقع الأخيرة بعيداً ومكلفاً أمنياً واقتصادياً، ويسبب خسائر فادحة بسبب إلغاء الرحلات المتكرر".

وأضاف: "'إسرائيل' ليست باهظة فحسب، بل وضعها الأمني هشّ وقد أدى لإلغاءات متكررة للرحلات تكبّد شركات الطيران العالمية خسائر فادحة ومخاطرة كبيرة".

وأكد الرئيس التنفيذي لشركة "فيرجن أتلانتيك"، شاي فايس، اعتذار شركته عن استئناف تسيير الرحلات الجوية إلى يافا المحتلة قريباً، بسبب تواصل هجمات الصواريخ اليمنية في ظل غياب ضمان أمن الطواقم.

.. والمعقد للغاية

وأضاف في مؤتمر "آفاق النمو" لاقتصاديات شركات الطيران الدولية بيافا المحتلة: "كنت على تواصل بالرئيس التنفيذي لشركة الخطوط الجوية البريطانية، ومن الصعب جداً إقناع الطواقم بالهبوط في مطار اللد، ولن نعرضهم للخطر في هذا الوضع الأمني المعقد للغاية. أحياناً لا تسير الأمور كما نرغب".

وتابع: "نحن لا نتخذ القرار بمفردنا، ومنتدى "فلاي ريد" هو من يتخذ القرارات القصيرة وطويلة الأمد، والجميع يعرف وجهة نظرنا في ألا نعرض الشركة للخطر".

وأكدت صحيفة "معاريف" تمديد شركة الطيران البريطانية "إيزي جيت" (منخفضة التكلفة) تعليق عودتها مرة أخرى إلى مطار اللد حتى 31 يوليو المقبل، بسبب استمرار الحظر الجوي اليمني.

وأشارت إلى أنه سيتلقى آلاف الركاب إشعارات بإلغاء الحجوزات لشهر يوليو المقبل، بعد إعلان الشركة البريطانية تعليق عودة رحلاتها إلى "إسرائيل".

وكان الرئيس التنفيذي لشركة "رايان إير"، مايكل أوليري، قد قال لوسائل الإعلام العبرية:
"أعتقد أننا نفقد صبرنا تجاه تسيير الرحلات الجوية إلى يافا إذا استمرت الاضطرابات الأمنية في أجواء 'إسرائيل'".

وأضاف: "بصراحة، لو أن الشركة نقلت رحلاتها إلى مكان آخر في أوروبا، ستبيع تذاكر أكثر وستجني أرباحاً أكبر في بيئة آمنة بدون هذه الاضطرابات المتكررة".

إغلاق "بن غوريون" حتى إشعار آخر

وأعلنت القوات المسلحة اليمنية، السبت 14 يونيو 2025، استهداف أهداف حساسة بيافا المحتلة بعدد من الصواريخ الباليستية الفرط صوتية من نوع "فلسطين 2".

هذه العملية اليمنية المساندة لغزة، تزامنت مع سلسلة الهجمات الصاروخية التي ينفذها سلاح الجو الإيراني بالصواريخ الفرط صوتية والمسيّرات على "إسرائيل" باسم عملية "الوعد الصادق 3"، رداً على العدوان الصهيوني على إيران فجر يوم الجمعة الفائت.

إن استمرار الهجمات اليمنية ورشقات الصواريخ الإيرانية، أجبر "إسرائيل" على إغلاق مطار اللد "بن غوريون"، يوم السبت 14 يونيو 2025، حتى إشعار آخر، ونقل الأسطول الجوي المدني بالكامل لشركات الطيران المحاية إلى مطارات اليونان وقبرص، في خطوة وُصفت بـ"غير المسبوقة".

وأكدت المتحدثة باسم المطار، ليزا دايفر، لوكالة "فرانس برس"، أنه لا يوجد موعد محدد لإعادة فتح مطار اللد 'بن غوريون' حتى إشعار أخر".

وتواصل القوات اليمنية المسلحة فرض الحظر الجوي والبحري على "إسرائيل"، بالصواريخ والمسيّرات على مطار اللد وميناء حيفا، والحصار البحري على سفنها في البحر الأحمر، وقد أدّى إلى إغلاق ميناء أم الرشراش بشكل كامل.

وقد أطلقت، في معركة إسناد غزة "الفتح الموعود والجهاد المقدّس" التي أعلنتها في نوفمبر 2023 نصرةً لغزة وإسناداً لمقاومتها ضد العدوان الصهيوني، أكثر من ألف ومئتي صاروخ ومسيّرة إلى عمق الكيان.

الخلاصة، إن الإغلاق الكلي لمطار اللد "بن غوريون"، وهو المطار الدولي الذي يُعد البوابة الجوية الرئيسية لـ"إسرائيل"، يعتبر الأول من نوعه منذ تأسيس الكيان المؤقت، مما يشير إلى قوة تأثير الهجمات الصاروخية لجبهات الإسناد لغزة من اليمن وإيران والتي وسّعت عمق الأزمة التي تعاني منها سلطة يافا المحتلة.